تخطي أوامر الشريط
التخطي إلى المحتوى الأساسي

 الشيخ علي محمد أبو هنية: ما يميز هذه المملكة شعور كل مسلم في العالم أنه فرد منها


قدم الشيخ الدكتور علي محمد أبو هنية شكره وتقديره لجميع الراعيين والقائمين والمنظمين والمشاركين والعاملين والمنسقين والداعين لهذا المؤتمر النافع بدءً بقيادة المملكة العربية السعودية خادم الحرمين الشريفين وولي عهده محمد بن سلمان - حفظه الله -  ورعاه وثبت على الحق خطاه راعي هذا المؤتمر ثم ولجامعة الامام محمد بن سعود الإسلامية ممثلة برئيسها معالي الأستاذ الدكتور أحمد بن سالم العامري ولجميع أصحاب المعالي الوزراء وأصحاب الفضيلة العلماء وجميع اللجان المنظمة لهذا المؤتمر ، امتثالًا لقول النبي صلى الله عليه وسلم : ( لا يشكر الله من لا يشكر الناس) .

جاء ذلك خلال كلمة القاها نيابة عن المشاركين من مختلف العالم الإسلامي في حفل افتتاح المؤتمر الدولي لجهود المملكة العربية السعودية في خدمة الإسلام والمسلمين وترسيخ قيم الاعتدال والوسطية .   

وأضاف الشيخ قائلاً : كم وددنا لوكان الحضور شخصيا وليس فقط بصورنا وأصواتنا لولا ما نحن فيه والعالم أجمع من هذا الوباء الذي نسأل الله أن يرفعه عنا وعنكم وعن سائر المسلمين والعالم أجمعين ، وقد كان بثه بهذه الصورة العصرية مناسباً للوضع الصحي العالمي حفاظا على حياة المسلمين والذي من خلاله نأخذ أمثلة حية على جهود المملكة في رعايتها وخدمتها لدول العالم الإسلامي والمسلمين أجمعين في شتى انحاء العالم ، ولولا ذلك لما وجدنا الأخوة المشاركين من مشارق الأرض ومغاربها يسارعون ويلبون النداء ليدلي كلٍ منهم بدلوه ويضرب بسهمه ، يتكلم عما يعرفه من الخير الذي قدمه ويقدمه أبناء هذه المملكة العظيمة الكريمة لإخوانهم المسلمين في جميع أصقاع الأرض فقد حرصت المملكة العربية السعودية على خدمة دين الإسلام  خدمة لا تعرف عن أحد ولا بلد في هذا الزمان فمن ذو قيام دعوة الإمامين المحمدين الإمام المجدد محمد بن عبدالوهاب والإمام المجدد محمد بن سعود الذي قيضه الله مؤازرا ونصيرا رحمهما الله -  والمملكة تسير وترتقي نحو دفة قيادة العالم الإسلامي وما ذلك إلا لتحكيمها لشرع الله وتمسكها بالدين من التوحيد والسنة  اللذان هما سر نجاحها وسبب فلاحها ،  حتى توج دعوة هذين الإمامين بهذه الدولة الفتية وتأسيس الملك عبدالعزيز ال سعود - طيب الله ثراه -  لها بجهده وجهاده بتوفيق من الله وأننا لنجد

عند أول ملوك هذه المملكة من الغيرة على هذا الدين والتوحيد وعلى القرآن والسنة كما نجد عند آخرهم ونرى في أبناء هذه المملكة من حب الدين والقيم العالية ما نعلم من خلاله  

انهم قد ورثوه عن اسلافهم ونلمس فيهم على أرض الواقع من خدمة للإسلام والمسلمين مالا نعرفه عند غيرهم وهذا أمر عليه الأدلة والشواهد ولا ينكره إلا مكابرًا جاحد أو حاقدًا معاند ومهما حاول أن ينكر بعض هذه المواقف الجاحدون فإن التاريخ لا ينكرها والتاريخ لا يحابي، وفيه قد سجلت مواقف الرجال وسجلت كذلك نذالة الانذال

  ولو حاول  أن ينساها المتناسون فإن الله لا ينساها وكما قال القائل:

"لا تعجبَن لحسودٍ راح يُنكرها

‏تجاهلا وهو عين الحاذق الفهِم

‏قد تُنكر العين ضوء الشمس من رمدٍ

‏وينكر الفمُ طعم الماء من سقمِ"

وأوضح الشيخ قائلاً : من ذا الذي ينكر جهود المملكة العربية السعودية في خدمة كتاب الله تعالى في كتابته وترجمته وطبعه وتوزيعه ملايين النسخ كل عام وهذا مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف في المدينة المنورة لايزال صرخاً قائمًا نوره يشع بين الخافقين

ومن ذا الذي ينكر جهودها في نشر عقيدة التوحيد  التي هي عقيدة الانبياء والمرسلين  ورد الناس إلى هذه العقيدة الصافية بتدريس علمائها  وتأليفهم وبطبع الكتب والنشرات وإرسال الدعاة المبتعثين إلى شتى دول العالم وباستضافة الطلبة في جامعاتها من جميع دول العالم والذي يعودون إلى بلدانهم دعاة إلى هذا التوحيد الذي تعلموه وأعرف العديد من هؤلاء الأخوة الدعاة ومن هؤلاء الطلبة الذي ما عرفوا التوحيد إلا من خلال جهود السعودية إما طالبا فيها أو أخذا عن داعية منها  أو ثاني ركبه امام علمائها  أو منتفع بدعوة مشايخها  أو متأثرا بأخلاق أهلها .  ، ومن الذي ينكر جهودها في نشر السنة وفي تحبيب الناس بسنة النبي صلى الله واتباعه  ، وما الشيخ الامام المجدد ابن باز والشيخ الامام ابن عثيمين - رحمهما الله - إلا أنموذجا فريدا لعلماءٍ أجتمع فيهم التوحيد والسنة لفهم السلف مع حبٍ للمسلمين ومع حرص على وصول الخير إليهم أجمعين   ومن الذي ينكر جهودها في خدمة العلم وتعليم المسلمين للعلم الشرعي النافع  بفتح جامعاتها لأبناء الامة مجانا بل هي التي تعطيه ولا يعطيها  ، وتسهيل دعاتها إلى من لا يمكنه الوصول إليها فمن لم يستطيع الوصول إلى العلم فيها أوصلته هي إليها  ، ومن ذا الذي  ينكر جهودها في خدمة الحرمين الشريفين  وزوارهما وقاصديهما باستضافتهم وخدمتهم وتقديم المكرمات لهم وقد حججنا مرارا واعتمرنا تكرارًا فلم نجد من أهل هذه البلاد الطاهرة المقدسة إلا الترحاب المعهود وإلا الكرم والجود ولا أبالغ إذا قلت أن الحرمين الشريفين لم يخدما على مر التاريخ مثل الخدمة التي تقوم بها الدولة السعودية لا في الدولة الأموية ولا العباسية ولا الأيوبية ولا المملوكية ولا العثمانية فعلى الله أجرهم وشكرهم ، ومن ذا الذي   ينكر جهودها في العمل الخيري الاغاثي حيث لهم  الأيادي البيضاء  في كل بقعة في العالم في إغاثة الملهوفين ومساعدة المحتاجين من الفقراء والمساكين في بناء البيوت واعمار المساجد وفي حفر الآبار وغير ذلك ، ومن ذا الذي ينكر  جهودها في خدمة قضايا المسلمين  وعلى رأسها قضية فلسطين والمسجد الأقصى وهذا أمر شهد به إعداء هذه الأمة قبل غيرهم والفضل ما شهدت به الاعداء كما يقال

حيث وصف( تشرشل ) رئيس وزراء بريطانيا الملك عبدالعزيز بانه أصعب وأعند حليفاً لهم يعارضهم بالنسبة للقضية الفلسطينية ،  

من ذا الذي ينكر جهودها في جمع كلمة المسلمين ومحاربة البدع وأهلها ورد العاديات على أهل السنة في شتى أنحاء المعمورة لإنقاذ أبناء المسلمين من ضلالات أهل البدع ومن أوحال الحزبيين والتكفيرين والارهابيين وغيرهم من المارقين .

وأضاف قائلاً : في الحقيقة أشعر وأنا أتكلم عن المملكة العربية السعودية وكأنني بين يد أم حانية لا مجرد دولة راعية

فإنني أرى ما يميز هذه المملكة شعور كل مسلم في العالم أنه فرد منها وأن هنالك شيء منه ينتمي إليها ويرتبط  ألا وهو قلبه كما في دعوة ابينا إبراهيم عليه السلام "واجعل أفئدة من الناس تهوي إليهم"

ولعل كثيرين من الأخوة المشاركين يشاطرونني الشعور ذاته فارتباط السعودية بالحرمين مكة والمدينة وارتباط قلبٍ المسلم بهما جعل هذه الرابطة قوية وهذه الوشيجة متينة بين المسلمين والسعودية وجعل حبهم لا فطريا إلا عند من مسخت فطرته وتاهت بوصلته وشوهت أفكارهم وعميت أبصارهم إذ حب المسلمين للسعودية موجود أصلا فكيف إذا كانت المملكة قد قدمت وتقدم الخدمات الجليلة للمسلمين في دينهم ودنياهم وتمدهم لما ينفعهم في معاشهم ومعادهم لاشك أن الحب حينئذ سيكون أكثر وكلمك الشكر ستكون أكبر .​

--
20/08/1443 02:28 م
آخر تعديل تم على الخبر:
 

المحتوى المرتبط

بحث / ربط المحتوى

    عنوان المحتوى التاريخ