نيابةَ عن حرم خادم الحرمين الشريفين الأميرة فهدة بنت فلاح آل حثلين دشّن معالي الدكتور حمد بن محمّد آل الشيخ وزير التّعليم أعمال وفعاليات (مؤتمر تمكين المرأة ودورها التّنموي في عهد الملك سلمان)الذي تنظّمه جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلاميّة يوم (الثلاثاء) الموافق 18 ربيع الثاني 1443هـ في مبنى المؤتمرات بمدينة الملك عبدالله للطالبات.
وقائع الحفل الافتتاحي بدأت من تقديم الدكتورة لمياء العقيل بآيات من الذّكر الحكيم أعقبها كلمة رئيسة اللجنة التنظيميّة للمؤتمر الأستاذ الدكتور نوف بنت عبدالعالي العجمي وكيلة الجامعة لشؤون الطّالبات والتي بيّنت فيها دور المرأة في تحقيق الأهداف التنموية في المملكة منذ عهد المؤسّس - طيّب الله ثراه - حتى هذا العهد بقيادة الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده الأمين - حفظهما الله - الذي مُكّنت فيه وتحققت فاعليتها و مكانتها، مما انعكس على التّقدير الحقيقي لدورها الذي أولته الرؤية السديدة 2030 من لدن القيادة الرّشيدة في كافّة المجالات و شتّى مجالات العمل حيث تقلّدت أعلى المناصب محلّياَ و دوليّاَ ، و ذلك لما تمتلكه من خبرات و مهارات وشهادات عليا تؤهلها لذلك .
وأشادت د.العجمي بالنظرة الثاقبة لدى القيادة الرّشيدة من خلال دعم حزم من الإصلاحات التشريعية التي رفعت من مستوى تمكين المرأة بما يتناسب مع الرؤية الطموحة 2030 والتي كان تمكين المرأة إحدى ركائزها الأساسية ، وبينت ثمرة هذا التمكين من خلال المساواة التامة في الأجر والحقوق ، والتزايد المستمر في أعداد القياديات من النساء في القطاعين العام والخاص على حد سواء ، ثم أوضحت أنه وبحسب التقارير الصّادرة والإحصاءات الرسمية فقز ترتيب المملكة العربية السعودية للمرتبة ال56 في تقرير المرأة و أنشطة الأعمال الصادر عن البنك الدولي للعام 2020م، والترتيب 37 للعام 2021م .
وأضافت: "إيماناَ من الجامعة بأهمية شراكة المرأة ، واستجابة لتوجهات الرؤية جاء هذا المؤتمر المبارك الذي شارك فيه 52 باحثاَ قدموا أوراقاَ علمية تم تحكيمها وفق المعايير العلمية ، و48 متحدثاَ يستعرضون تجاربهم وخبراتهم في تمكين المرأة" ، مشيرة إلى أن هذا المؤتمر جسّد واقعاَ ملموساَ لهذا التمكين من خلال تولي المرأة لرئاسة معظم جلساته ، وجهودها في إنجاحه .
تلا هذه الكلمة عرض لفيلم تعريفي لحزم من القرارات والتّشريعات التي سنّتها القيادة لتمكين المرأة وأبرز المناصب التي تقلّدتها محلياَ ودولياَ وبعض من الأقوال التي سيخلّدها التاريخ نقلاّ عن المليك المفدى وولي عهده عرّاب الرّؤية .
بعد ذلك تفضّلت نائب رئيس مجلس الأمناء والمشرف العام على جامعة عفت صاحبة السمو الملكي الأميرة لولوه الفيصل بإلقاء كلمة المشاركين والتي أكدت فيها أن المعيار الحقيقي والأصدق لتقدم الأمم يكمن في مكانة المرأة عندهم ، واستعرضت الأدوار العظيمة التي شغلتها المرأة في الدولة السّعودية ابتداءَ من أمومتها إلى تعليمها وتوظيفها وكافة المجالات مهما عظمت أو بسطت .
واختتمت كلمتها قائلة : إن هذا العصر ليس عصر المرأة فحسب ، بل هو عصر المواطنة الحقّة ، و أن هذا العهد ليس بعهد حرية المرأة ورفاهيتها بل هو عهد كمال أهليتهاّ ، وأن هذا العهد ليس بعهد المنافسة مع الرجل بل هو منافسة المملكة للعالم أجمع .
من جهته أوضح رئيس اللجنة العليا للمؤتمر معالي الأستاذ الدكتور أحمد بن سالم العامري رئيس الجامعة أن الجامعة تشرّفت باحتضان هذا المؤتمر الذي يهدف إلى إبراز الدور الريادي لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود في مجال تمكين المرأة السعودية وتعزيز دورها التنموي ومشاركتها الكاملة والفاعلة في تحقيق أهداف رؤية السعودية 2030 من خلال الإصلاحات في الهياكل التنظيمية و تبني المشروعات و المبادرات الحكومية ورعاية النجاحات النسائية الواسعة في هذا العهد الميمون فقد خطت المملكة في مدة وجيزة خطوات إصلاحية و تطويرية واسعة أسهمت في تطوير الاقتصاد وتحسين قدرات البلاد التنافسية ، حيث أصبحت المرأة شريك أساسي في التنمية و محرك رئيسي لها ، مع الأخذ بالاعتبار الشرعيّة التأصيلية المتمسكة بالثوابت الدينية في واجب المرأة كالرجل في الاستخلاف بالأرض ، ومناهضة التمييز ضد المرأة والعمل على تحقيقها لاحتياجاتها العملية بما يلبي المصلحة الذاتية لها من جانب ، والمصلحة العامة من جانب آخر من خلال خوضها غمار المعترك العملي الذي يواكب المستجدات المعاصرة القائمة على مجتمع يرتقي و يزدهر بجهود أبنائه نساءَ و رجالاَ .
من جانبه رحب وزير التعليم معالي الدكتور حمد بن محمد آل الشيخ و بالحضور مبدياً تشرّفه بتدشين أعمال هذا المؤتمر نيابة عن حرم صاحبة السمو الأميرة فهدة بنت حثلين الذي يأتي تأكيداَ على مكانة المرأة السعودية منذ عهد المؤسس حتى هذا العصر الزاهر الذي شهد قفزات تاريخية في مسيرة المرأة السعودية وفق رؤية 2030 الطموحة ، حيث قامت المملكة بدعم المرأة إيماناَ منها بأن لها الدور الأساس في التنمية والبناء حتى تبوأت المرأة أعلى المناصب القيادية و في مقدمتها قطاع التعليم وأصبح ظهور المرأة السعودية مصدر اعتزاز ومثلت دورها خير تمثيل مما أدى إلى زيادة حصتها في سوق العمل والذي حقق أرقام قياسية تحقيقاَ لتطلعات القيادة الحكيمة ، وفي ختام الكلمة شكر معاليه الجامعة على إقامة مثل هذا المؤتمر الذي يسلّط الضوء على أهمية إبراز الدور الريادي للقيادة في مجال تمكين المرأة السعودية ودعم مشاركتها في مسارات التنمية الوطنية الراهنة إضافة إلى استعراض الإنجازات والتجارب والمكتسبات التي تحققت للكوادر الوطنية النسائية في ظل الدعم السخي من القيادة .
خُتم الحفل الافتتاحي للمؤتمر بتكريم المشاركين فيه ورؤساء الجلسات العلميّة ، ثم قام معالي رئيس الجامعة ووكيلة الجامعة لشؤون الطالبات باصطحاب معالي وزير التعليم في جولة تعريفية بالمعرض المصاحب للحفل .