تواصل عرض جلسات مؤتمر التعريب الثالث عشر لليوم الثالث على التوالي ،المقام في مبنى المؤتمرات قاعة الشيخ عبدالعزيز التويجري للرجال ،و مبنى المؤتمرات القاعة المساندة (ب) للنساء ، ' حيث افتتُحت اليوم الخميس 1440/1/17هـ الجلسة الثامنة ترأسها بالنيابة الأستاذ نور الدين الشملاني مدير مدرسة الملك فهد العليا للترجمة - بعنوان المحتوى العلمي العربي على الشبكة -التحديات والطموح .
حيث قدم ورقة الاستاذة وجدان محمد العواد من جامعة الأميرة نورة بنت عبدالرحمن والأستاذة وئام محمد العواد من جامعة الامام محمد بن سعود الاسلامية بعنوان جودة القواميس الالكترونية العربية على الشبكة بين الواقع والمأمول (موقع المعاني أنموذجا- دراسة وصفية تحليلية) حيث طرحتها الاستاذة وجدان ذاكرةً الحاجة الى التطوير المستمر والأخذ بالاعتبار الغرض الرئيسي له والاهتمام بقدرة القواميس لخدمة الباحثين , كما ذكرت الهدف من الدراسة من المواقع العربية للقواميس الالكترونية ,ثم تطرقت بذكر نبذة عن موقع المعاني كنموذج للقواميس الالكترونية ثنائية اللغة على الشبكة .
بعدها طرح الاستاذ الدكتور وليد بن بليهش العمري متخصص لغة انجليزية وأدبها وعميد خدمات تعليمية من جامعة طيبة, ورقته بعنوان ( تعدد أوجه السمة وفتح افاق تجديد التعريب: بحث سيميائي في توحيد الالفاظ) .
وذكر بأن فضل وجود اللغة يعود الى الوظيفة التي تطورت لتؤديها في حياة البشر وعلية فنحن نفترض أن الأبنية اللغوية يمكن تفسيرها انطلاقا من نظرة وظيفية .
كما تطرق لبعض من نماذج المصلحات المعنية مع شرحها مثل : ( الاقحام السيمائي- semiotic calque ),(الصوابية السياسية – political correctness),( اضرار تبعية – collateral).
ورقة وليد غبور (اسماء الفاضل) .
تعريب المحتوى العلمي على الشبكة العنكبوتية بين السياسة اللغوية والتخطيط اللغوي .
وفي الجلسة الثامنة قدم الدكتور وليد محمد غبور من جامعة شقراء ورقته موضحا فيها أن تعريب العلوم والتقنيات الحديثة يعد ضرورة ملحة، كما يسهم التعريب في ترسيخها بقوة في المجتمع وعقول المتعلمين كما تعد الشبكة العنكبوتية بيئة خصبة ومهمة لتعريب المحتوى العلمي .
وتشتمل هذه الورقة على ستة أجزاء، هي: أهمية التعريب، والشبكة العنكبوتية .
أصالة تعريب العلوم، تعريب العلوم في العصر الحديث. الاقتداء بالغرب وسماه (الانبهار المدمر) .
تعريب العلوم والمحتوى العلمي بين مؤيد ومعارض، تعريب العلوم والمحتوى العلمي بين السياسة اللغوية والتخطيط اللغوي .
ثم تطرق إلى أهمية التعريب، والشبكة العنكبوتية قائلا: تتجلى أهمية تعريب العلوم، والمحتوى العلمي على الشبكة العنكبوتية في عصرنا الحالي في كونه متصلا بقوة بالثقافة العربية الإسلامية خاصة في عالم بالتطور العلمي، والانفتاح المعرفي الثقافي، والذي يتجسد في الكثير من المجالات المختلفة، ومن أكثرها وضوحا وتغلغلا في حياتنا الشبكة العنكبوتية .
والمقصود بالتعريب هنا المعنى الاصطلاحي، فهو "نقل اللفظ الأعجمي إلى العربية أي أن التعريب إدخال اللفظ الأعجمي ضمن المعجم العربي، وهو أي التعريب من القضايا التي شغلت القدماء والمحدثين على حد سواء.
وتعد اللغة العربية أقوى الملامح المميزة لثقافتنا العربية، حيث ترتبط بالهوية وبالدين الإسلامي وبالتاريخ والحضارة، وهي كذلك تعد الركيزة الرئيسة التي ينطلق منها كل طموح مستقبلي للبقاء والتطور والتقدم على شتى الأصعدة.
واختتم الدكتور وليد ورقة بحثه مستعرضا بعض التوصيات التي يمكن أن تسهم في تعريب العلوم بدرجة أو بأخرى، وبارتكازها على السياسة اللغوية والتخطيط اللغوي وهي:
ــ إنشاء مركز متكامل لتعريب العلوم، وتعريب المحتوى العلمي على الشبكة العنكبوتية على مستوى العالم العربي.
ــ إقرار اللغة العربية للتدريس في الكليات والمعاهد العلمية والجامعات المختلفة في العالم العربي.
ــ إلزام طلاب الدراسات العليا في التخصصات العلمية بإعداد أبحاثهم ورسائلهم للماجستير والدكتوراه باللغة العربية، وكذا الأمر بشأن أبحاث الترقية لأعضاء هيئة التدريس.
ــ التنسيق بين الهيئات والجمعيات والجامعات والمهتمين من العلماء والأكاديميين، لأجل الحصول على أفضل مستويات التنوع والتكامل.
ــ إعداد المراجع التخصصية بشكل متكامل عن طريق تشكيل لجان علمية تهدف إلى إتمام المنجز العلمي بدقة ورصانة، وذلك وفق التخطيط اللغوي الدقيق والمفصل.
ــ إعداد معاجم المصطلحات العلمية في شتى التخصصات سواء أكانت باللغة العربية، أو الأجنبية.
ــ اشتراط إجادة اللغة العربية تحدثا وكتابة وقراءة وفهما لقبول أعضاء هيئة التدريس من غير العرب.
ــ تصميم اختبار دولي موحد يقيس مدى إجادة اللغة العربية تحدثا وكتابة وقراءة وفهما، وذلك على غرار اللغات الأجنبية الأخرى، ومن ثم يشترط على العاملين في القطاعات المختلفة اجتياز مستوى محدد يختلف حسب كل تخصص .
ويذكر د. نبيل في ختام ورقته أن تعريب العلوم، وتعريب المحتوى العلمي على الشبكة العنكبوتية، لن تقوم له قائمة دون تضافر شتى الجهود والهيئات، سواء أكان هذا مختصا بجانب إنتاج المعارف والعلوم أم تلقيها أم تعلمها أم تعليمها أم ممارساتها في الحياة العملية، كما هو الحال في المعامل والوحدات الصحية والمستشفيات والمؤتمرات واللقاءات العلمية المحلية والدولية، إضافة إلى أن عدم تعريب العلوم، وكذا تعريب المحتوى العلمي على الشبكة العنكبوتية، يعد مدخلا للانقطاع المعرفي والانسلاخ الثقافي الذي يضر بالمستقبل العلمي لشباب الوطن العربي .
اختتمت الجلسة الاستاذة سليمة يحياوي من مركز البحث العلمي والتقني لتطوير اللغة العربية-الجزائر- بورقتها وكانت بعنوان ( المصطلح الطبونيمي بين التعريب والتغريب).
ذكرت تعريف بعلم الطبونيميا كأحد العلوم الحديثة التي تعرف اهتماما متزايدا واقبالا كبيرا من طرف الباحثين وأبرزت أهميتها والعلوم ذات الصلة بها,كما اشارت الى جهود العرب القدماء والمحدثين في هذا المجال وأن خلاصة ما وصلت اليه انه تراثنا العربي ثري بمصطلحات الجغرافيا المكانية ويحتاج الى المزيد من التنقيب ليكون مادة علمية صادقة ينطلق منها المعجميون في العصر الحديث لبناء القواميس والمعاجم الطبونية .