ونحن نعيش ذكرى اليوم الوطني الثامن والثمانين.. يجدر بنا أن نستذكر مآثر المؤسس وإنجازاته، فقد وحد البلاد والعباد، وجمع كلمتهم، وأزال فرقتهم، وسعى لإحلال الأمن مكان الخوف، والعلم بدل الجهل، والبناء بدل الخراب. فقد فعل المستحيل في وقت تتنازع الأرض ويلات الجهل والفرقة والخوف والجوع والفقر وأطماع الغرباء. لقد قدّم لنا وطنا، فرحمه الله رحمة واسعة، جزاء ما قدم.
الوطن.. مصطلح يتجاوز حدود الجغرافيا، وأرقام التاريخ. الوطن انتماء وولاء، حب ووفاء، تضحية وسخاء، بذل وعطاء. مع أن العطاء قد لا يفي الحق، ولا يسد الدين. فطالما كان الوطن مصدرا للأمان والرخاء. عشنا على أرضه، ونهلنا من خيراته. تنسما عليل هوائه، وتظللنا بنعيم ظله.
إن الوطنية أكبر من أن تكون عبارات مكررة، أو شعارات مرددة. الوطنية تعني أن تُقدّم لهذا الوطن بقدر ما أعطاك، وأن تخلص له بقدر ما أخلص لك، وأن تنصفه بقدر ما أنصفك.
وإذا كان الوطن أعطي لنا الكرامة والإنسانية والقيمة، فلنسأل أنفسنا: ماذا قدمنا مقابل ذلك؟!
أسأل الله أن يديم علينا أمننا ورخاءنا، وأن يحفظ لنا ولي أمرنا؛ خادم الحرمين الشريفين، وولي عهده الكريم.
د. خالد بن سليمان القوسي
عميد التعلم الإلكتروني والتعليم عن بعد