نظمت وحدة التوعية الفكرية في مدينة الملك عبد الله ندوة عبر برنامج الزوم يوم أمس الأربعاء الموافق 12/4/1443 هـ بعنوان: (حماية النشء من الأفكار المنحرفة والدعوات المضللة)، شارك في الندوة كل من الدكتورة مرام الغامدي الاستاذ المساعد بكلية الشريعة، والدكتورة شذى المحسن الأستاذ المساعد بكلية الشريعة، وأدارت الندوة مساعدة المشرف على وحدة التوعية الفكرية الأستاذة ريم العنزي.
استهلت الندوة بأهم المفاهيم لحماية النشء حيث أوضحت الدكتورة مرام الغامدي مفهوم الحماية من الناحية الإنسانية، وحقيقة الانحراف ومعناه، ومفهوم الانحراف بالمنظور الإسلامي، وأسباب السلوك المنحرف وحقيقة الفكر وتعاريف للتطرف والغلو، وذكرت أن الندوة تشتمل على خمسة محاور رئيسية كان أولها أسباب الانحراف الفكري مثل: الجهل بالدين الإسلامي، ومقاصد الشريعة والفساد المجتمعي، والعامل الاقتصادي والعامل النفسي، والمحور الثاني مظاهر الانحراف الفكري وهي: التكفير والتشدد وإلزام الآخرين به والاختلال في وزن المسائل والأحكام وسوء التعامل والقسوة في الأسلوب، واختتمت حديثها بآخر مظهر من مظاهر الانحراف وهو سوء الظن بالآخرين وإدانة البريء.
فيما تناولت الدكتورة شذى المحسن المحور الثالث وهو أثر الانحراف الفكري في زعزعة الأمن وتأثيره على زعزعة فئات المجتمع سياسياً واقتصادياً واجتماعياً وأهمية الحرص والاهتمام بشباب الأمة الإسلامية من الانحراف، كما شددت على أن الأمن الفكري قد يتعرض للاختلال ليس فقط من أعداء الأمة ولكنه قد يكون أيضاً بأيدي بعض أبناء الأمة.
وأضافت الدكتورة خلال اللقاء أهمية دور المؤسسات التربوية في حماية النشء من الأفكار المنحرفة وتتمثل في دور الأسرة، والتعليم، والمسجد، والاعلام حيث يكمن دور الأسرة في عدة أمور هامة وهي: ربط الأبناء باختيار الصحبة الصالحة، والتأكد من صحة الأخبار، وتجنب ظن السوء وتجنب العنف السلوكي والجسدي، وتنمية حب الوطن والانتماء له، إلى جانب الاستفادة من التقنية بالشكل الصحيح، و إيجاد الوسائل النافعة.
وشددت على دور المشكلات الأسرية في الانحراف الفكري للأبناء وأهمية إلمام الأسرة بأساليب التربية الصحيحة الإسلامية، وتطرقت الى مسؤوليات الأسرة في تكوين الفكر، وتحصين الأبناء من الفكر المنحرف وترسيخ الوسطية بهم وعدم التأثر بالانحرافات.
وبينت أن من المؤسسات التربوية المؤسسات التعليمية، إذ أن دورها الهام يتلخص في علاقة التعليم بالأمن وسياسة التعليم في المملكة العربية السعودية وعلاقتها بالأمن الفكري والعلاقة بين المناهج التربوية واستقرار الأمن الفكري والبعد الاستراتيجي في المؤسسات التربوية, أما الدور الثالث وهو دور الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي في حماية النشء، حيث يلعب دوراُ بارزاً في دعم نشر المعرفة الأمنية، ويساعد عمل الأجهزة الأمنية على كافة المستويات.
وطرحت الدكتورة بعض المقترحات من هذه الدراسة لمواجهة آثار الإعلام السلبية وهي: الحوار مع الأبناء لتفادي أخطارها وتوعية النشء بما قد لا يدركه الأبناء والشعور بالمسؤولية، وتنمية هذا الشعور داخل الأبناء وترشيد الأسر لأبنائهم، ووضع القوانين لاستخدامها والحصانة بزرع المبادئ الصحيحة الرادعة.
أما الدور الأخير من أدوار المؤسسات التربوية وهو المسجد ودوره العظيم في ربط المسلم بربه وتربيته وترسيخ وسطية الإسلام ولزوم الجماعة والتحذير من البدع وتحريم الخروج عن طاعة ولاة الأمر.
وفي المحور الأخير من محاور الندوة أوضحت الدكتورة تجربة المملكة العربية السعودية في حماية النشء من الافكار المنحرفة وأن عوامل نجاح تلك التجربة تتلخص بتطبيق احكام الشريعة الإسلامية وحفظ الله للسعودية من الاستعمار على مر العصور، واتخاذ منهج الوسطية والاعتدال في جميع شؤونها، والاستفادة من منجزات الحضارة دون التفريط في الثوابت.
واختتمت حديثها بعدة توصيات للندوة وأهمها: الاستمرار في برامج التوعية الفكرية والاستفادة من التقنيات الحديثة في التعليم وتحقيق مبدأ الجودة الشاملة في التعليم، وتوفير بيئة تربوية مشوقة وثرية وسليمة وآمنه وايجاد توافق وتكامل بين المؤسسات التربوية والثقافية والإعلامية، بالإضافة إلى رسم استراتيجية وطنية للنهوض بالتربية الأسرية واستهداف الآداب الإسلامية والسلوك النابع منها في تربية الناشئة وأيضاً حل مشكلة الفراغ لدى الأبناء من الطلاب والطالبات و وضع خطة استراتيجية للمنهج الدراسي تستلهم أهدافها من استراتيجية التنمية الشاملة للدولة.