تخطي أوامر الشريط
التخطي إلى المحتوى الأساسي

 معاهـدة الخـير

​منذ بدء الخليقة والقوى المتضادة في صراع وتنافس وسيبقى ما بقيت البشرية على وجه الأرض، فصراع الخير والشر والحق والباطل أبدي يتمثل في الإيمان بالله وتوحيده والشرك به. فمن قيام معاهدة الخير بين المجدد الشيخ محمد بن عبدالوهاب و الإمام محمد بن سعود - رحمهما الله - انطلقت دعوة مباركة وتأسست دولة شامخة ، قامت على نشر كلمة التوحيد ورفع راية لا إله الله محمدًا رسول الله ، وتطبيق الأحكام الشرعية في جميع مجالات الحياة ، وقد قيّض الله لها النجاح والاستمرار إلى هذا العصر الذي نشهد فيه انتشار الإسلام ووصوله إلى جميع أقطار العالم ؛ إضافة إلى تقدم هذه الدولة التي بسطت نفوذها في جميع المحافل الدولية بكل ثقة واقتدار .

إن تاريخ الدعوة الإسلامية منذ عهد نوح - عليه السلام - حتى هذا العصر خير شاهد على العداء بين الخير والشر ، ومحاولة أعداءها للتصدي لها بجميع أشكالهم وألونهم ومذاهبهم وتعطيل مسيرتها ، فالواقع المعاصر يحكي حكاية قِوى فكرية ودينية وسياسية واجتماعية ناصبت العداء للإسلام وأهله ، فهم في دأب من أجل تشوية سمعة الاسلام والقضاء عليه ، وما ذاك إلا خوفًا من امتداد وسيطرة هذا الدين رغم قناعتهم أنه أفضل الأديان ، ولكن لا يريدون له التمكين والعزة .

 النظام الأساسي للحكم استشعر أهمية قيام الدولة على الكتاب والسنة ، وأهمية إعلاء كلمة الله ورفع هذا الدين ، يقول المؤسس الملك عبدالعزيز - رحمه الله - : " إنني أعمل جهد الطاقة في سبيل إعلاء كلمة الله ورفع هذا الدين وإحلال عقيدة السلف وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وما جاء عن الخلفاء الراشدين مكانها المناسب ". أ. ھ 

فما نراه اليوم من اعتداءات على المملكة هو اعتداء على الإسلام بعينه ؛ يقول العلّامة والحِبر الفهّامة شيخنا عبدالعزيز بن باز - رحمه الله - : " العداء لهذه الدولة السعودية عداء للحق عداء للتوحيد ؛ وأي دولة تقوم بالتوحيد الآن؟ أي دولة حولنا ومن جيراننا ؛ في مصر والشام والعراق وجميع دول العالم من هو يدعي الآن ويحقق شريعة الله ويهدم القبور التي تعبد من دون الله ، أين هم؟ غير هذه الدولة " . أ. ھ 

 مـا إن تهدأ حركة ضد الإسلام وضد المملكة العربية السعودية - التي تمثل خط الدفاع الأول عن الإسلام - إلا وتعقبها حركة جديدة وسياسة جديدة وأسلوب جديد من أجل تحقيق أهدافهم ومآربهم ؛ وهذا شأن الكائدين المتربصين الذين كلما أشعلوا نارًا للحرب أطفاءها الله بقدرته، فهو سبحانه المتفرد في عل​يائه يأبى إلا أن يتم نوره ولو كره الكافرون . 

 من المعلوم أن الإسلام في كل مكان وزمان له من يحميه ويصونه ، لكن أُسُ ذلك وعماده هو المملكة العربية السعودية التي شرّفها الله أن تكون مهبط وحيّه ومنطلق دعوته وعلى أرضها اختتمت رسالته ، فلا غرابة من كل هذه الاعتداءات التي تضرب كيان هذه الدولة الشامخة وهذا الدين العظيم ، الذي ما إن يفنى زمن دعاة مصلحين إلا ويخلفه زمن آخر لدعاة مصلحين آخرين ، هيأهم الله لحمايته ولحمل رايته يدافعون عنه وينصرونه حتى يقضي الله أمرًا كان مفعولًا .

الجوهرة سعد العنزي - طالبة دكتوراه - المعهد العالي للدعوة والاحتساب

--
15/03/1442 09:13 ص
آخر تعديل تم على الخبر:
 

المحتوى المرتبط

بحث / ربط المحتوى

    عنوان المحتوى التاريخ