الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، نبينا محمد ـ صلى الله عليه و على آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً ـ أما بعد:
فتمر علينا هذه الذكرى، ووطننا الغالي يعيش في رغد من العيش مع أمن وأمان وسعادة واطمئان، ورقي وتقدم مستمر، حتى غدا الوطن منارة يشار إليه بالبنان، ويترقى في سلم المجدد والسؤدد عاماً بعد عام، ويتقدم في شتى مجالات الحياة.
ويسود هذا الرقي والتقدم حب كبير بين قادة هذا الوطن المعطاء والشعب واحترام ومودة، يعترف فيها المواطن الكريم بفضل الله ـ سبحانه وتعالى عليه ـ بأن حباه هؤلاء القادة العظماء الذين يبذلون الغالي والنفيس ليكون الوطن في مقدمة البلدان أمناً واستقراراً ورخاء، ولا غرو في ذلك؛ إذ إن الشريعة الإسلامية هي دستور هذه البلاد، وقد جعلت الشريعة من أعلى مقاصدها: وحدة الصف وجمع الكلمة؛ إذ إن مصالح الأمة لا تتم إلا بجماعة، والجماعة لا تتم إلا بإمارة، والإمارة لا تقوم إلا على وطن؛ قال الله تعالى: ( واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا)، وقال جل في علاه: (أن أقيموا الدين ولا تتفرقوا فيه)، وكما قيل: (وبضدها تتبين الأشياء) فقد رأينا آثار الفرقة والاختلاف والتنازع في البلدان التي شقت عصا الطاعة؛ فتقرق الناس، وتشتت الكلمة، وأصبح الناس يعيشون في خوف شديد، وتعطل لمصالح العباد والبلاد، فاجتمع عليهم الخوف وقلة اليد، ولذا قال النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ : (من أصبح منكم آمناً في سربه، معافى في بدنه، عنده قوت يومه؛ فكأنما حيزت له الدنيا بحذافيرها).
واليوم ونحن في الذكرى الحادية والتسعين نحمد الله ـ سبحانه وتعالى ـ على وحدة الصف والكلمة، والتلاحم بين الراعي والرعية في بلاد الحرمين، التي هي قبلة بلاد المسلمين، قال النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ : (والله إنك لخير أرض الله، وأحب البلاد إلى الله، ولولا أني أخرجت منك ما خرجت)؛ مما يحتم علينا الوقوف أما عبث العابثين بأمن الوطن ودينه، قال الله تعالى: (وأطيعوا الله ورسوله ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم)، والمسلم الصادق محب لدينه ووطنه؛ لأنه وطن الإسلام يطبق شرع الله، ويدافع عن الإسلام والمسلمين.
حفظ الله لنا إمامنا وولي أمرنا وراعي نهضتنا وقائد مسيرتنا خادم الحرمين الشريفين المليك المفدى سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ــ حفظه الله وسدده وأيده ــ وسمو ولي عهده الأمين فخر الوطن صاحب السمو الملكي الأمير / محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ــ حفظه الله تعالى ــ .
وأعاد الله علينا هذه المناسبة الغالية أعواماً عديدة وأزمنة مديدة ونحن جميعاً بخير وعافية وأمن وصحة وسعادة واطمئنان ...والحمد لله أولاً وآخراً. . .