يفتخر كل من عاش على صعيد هذه الأرض المباركة بيومهم الوطني ل ٩١ و يستلهم
الشباب منه عبق الماضي و استشراف المستقبل بروح وثابة جامعين بين آصلته و معاصرته
ذاك الماضي المجيد حينما شع نور الإسلام منه إلى أنحاء المعمورة يحمل نور الرسالة
و مشعل العلم و هداية البشرية جمعاء فوصل خلال سنوات قليلة وفي عقود قليلة إلى
الصين شرقا و إلى أوربا غربا فقامت حضارات لها صولة و جولة ثم غفل العالم عن هذا
الجزء الغالي على قلوبنا فتوالت عليه دويلات و أصبحت أرضه لقبائل متصارعة ردحا من
الزمن حتى قامت الدولة السعودية الأولى و الثانية منذ أكثر من ثلاثمائة عام ثم
الحدث التاريخي العظيم بقيام الدولة السعودية الثالثة بفتح مدينة الرياض عام
١٣١٩ه- على يد المغفور له بإذن الله تعالى الملك المؤسس الملك عبدالعزيز بن
عبدالرحمن الفيصل طيب الله ثراه حيث أستمرت جهود توحيد هذه البلاد حتى تحققت في
عام ١٣٥١ه- ببناء دولة عصرية فريدة "
المملكة العربية السعودية" دستورها القرآن الكريم و أساس الحكم فيها مبني على الشريعة
السمحة و منهجها الوسطية فخطت خطوات بقدم ثابته منذ المؤسس الملك عبدالعزيز بن
عبدالرحمن آل سعود مرورا بملوكها الأفذاذ الملك سعود والملك فيصل والملك خالد
وخادم الحرمين الشريفين الملك فهد و خادم الحرمين الملك عبدالله ثم العصر الزاهر
بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز أل سعود ويعاضده ويسانده
ولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود
حفظهما الله .
فرغم التحديات والأحداث و التكتلات الدولية و الإقليمية
والأزمات الاقتصادية و السياسية التي يواجهها العالم بأسره، إلا أن المملكة
العربية السعودية قد خطت خطوات وثابة وفق رؤيتها الطموحة والتي بنيت على جوانب
قوتها في قيمها الراسخة و اقتصادها المزدهر و مجتمعها الحيوي لتحقق منجزات في
مستهدفات رؤيتها غير مسبوقة في التاريخ على كافة الأصعدة الاقتصادية الإحتماعية
والثقافية و السياسية و الدينية و التقنية و التعليمية و في مجال الإبتكار و
المجال الرقمي و الطاقة، فهذا مصدر فخر و اعتزاز لكل من عاش على صعيدها ، أمن و
أمان، تنمية بنية و إنسان و تطور مذهل و تقدم ملموس و شعور محسوس بمستقبل زاهر
بإذن الله قائم على سواعد أبنائه متطلع نحو العليا يدرك حجم التحديات و يستثمروا
بفاعلية وكفاءة في الإمكانات و يحقق أعظم المنجزات، فهذه بلادنا فيها قبلة
المسلمين و مأوى سيد المرسلين حماك الله يا بلادي من كيد الكائدين وحقد الحاقدين و
جعلك منارة للعالم و أخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
د.عبدالله بن حضيض السلمي
عضو هيئة التدريس بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية