في إطار إشرافه ومتابعته لشؤون ضيوف خادم الحرمين الشريفين من الشخصيات المؤثرة في المجتمع الأمريكي من الولايات المتحدة ، زار معالي مدير جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية الأستاذ الدكتور سليمان بن عبدالله أباالخيل عضو هيئة كبار العلماء المدرس بالمسجد الحرام والمسجد النبوي ضيوف خادم الحرمين الشريفين من الولايات المتحدة الأمريكية الذين تقوم الجامعة على ترتيب برنامج علمي شرعي لهم في مقر إقامتهم ، وتحدث في كلمة ضافية شافية في هذا اللقاء عن نعمة الله على الحجاج عموما وعلى المجموعة الذين يمثلون نخب المجتمع الأمريكي ليكونوا ضيوفا على خادم الحرمين الشريفين أيده الله بالوصول إلى البقاع الطاهرة والمشاعر المقدسة وما وفق الله إليه هذه الدولة العظيمة من تلك الخدمات النوعية والتطوير المستمر كل سنة فما يمر عام إلا ويجد الحجاج من المستجدات في هذه الخدمات كما أن أعظم منة لله هذا النجاح المبهر الذي يضاف إلى السجل الخالد لدولتنا العظيمة فالكل عاش هذه النجاحات التي لا يمكن وصفها ونقلها إلا ممن عايشها واقعا حيّا ومسؤوليتنا جميعا تجاه هذه النعمة أن نحمد الله عليها وعلى التوفيق والتسديد لولاة أمرنا وعلى رأسهم خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز أيده الله وحفظه وسمو ولي العهد الأمين الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز حفظه الله كما أن من مسؤوليتنا أن ننقل هذه الصورة للعالم ليعرف الجميع عظم نعمة الله بهذه الدولة العظيمة والولاية الراشدة .
ثم تطرق معاليه لمنافع الحج وما ينتظر الحاج من الجزاء عندالله تعالى حيث ذلك الوعد الذي تهفو إليه الأفئدة (والحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة ) ومن البر أن يُستقبل المسلم حياة يستجيب فيها لأمر الله ويطيعه ويعظم أمره ونهيه ومن البر أن يتجنب ما حرم الله فيفتح صفحة جديدة في حياته، لينال صفات أهل الحج المبرور ، فقد قال الحسن البصري رحمه الله: "الحج المبرور هو أن يرجع صاحبه زاهداً في الدنيا راغباً في الآخرة".
وقال بعضهم: من علامات الحج المبرور إن ذلك يظهر بآخره فإن رجع خيراً مما كان عرف أنه مبرور.
وتطرق معاليه إلى الموقف الحازم لمملكة الإنسانية والسلام من التطرّف والإرهاب والجماعات والتنظيمات المتطرفة وأن المملكة تتصدر الدول في محاربة الإرهاب وشاهد ذلك مواقفها التأريخية وجهود ولاة أمرها في ذلك مستشهدا بخطاب خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز أيده الله لوفود الحج ورؤساء البعثات كما تحدث عن البدع في الدين انطلاقا مما حصل في حجة الوداع حيث استشهد رسول الله ﷺ صحابته على البلاغ وأنزل الله عليه (الْيَوْمَ أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا) روى مسلم ، عَنْ طَارِقِ بْنِ شِهَابٍ ، قَالَ : جَاءَ رَجُلٌ مِنَ الْيَهُودِ إِلَى عُمَرَ ، فَقَالَ : يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ آيَةٌ فِي كِتَابِكُمْ تَقْرَءُونَهَا ، لَوْ كَانَ عَلَيْنَا مَعْشَرَ الْيَهُودِ نَزَلَتْ لاتَّخَذْنَا ذَلِكَ الْيَوْمَ عِيدًا . قَالَ : " وَأَيَّةُ آيَةٍ ؟ " قَالَ : الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلامَ دِينًا سورة المائدة آية 3 . فَقَالَ عُمَرُ : " إِنِّي لأَعْلَمُ الْمَكَانَ الَّذِي نَزَلَتْ فِيهِ ، وَالْيَوْمَ الَّذِي أُنْزِلَتْ ، نَزَلَتْ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِعَرَفَاتٍ يَوْمَ جُمُعَةٍ " .
يقول ابن عباس رضي الله عنهما كما روى علي بن أبي طلحة ، عن ابن عباس قوله : ( اليوم أكملت لكم دينكم ) وهو الإسلام ، أخبر الله نبيه صلى الله عليه وسلم والمؤمنين أنه أكمل لهم الإيمان ، فلا يحتاجون إلى زيادة أبدا ، وقد أتمه الله فلا ينقصه أبدا ، وقد رضيه الله فلا يسخطه أبدا .
ثم تطرق معاليه إلى مواقف المملكة العربية السعودية في الواقع الدولي وجهودها في ترسيخ قيم العدل والسلم والأمن الدوليين بعد ذلك دار حوار في قضايا متنوعة كما أبدى الضيوف مشاعر الغبطة والامتنان والشكر والعرفان لمقام خادم الحرمين الشريفين على هذه الاستضافة التي لا تستغرب فهي نابعة من رسالة المملكة نحو العالم مبدين إعجابهم بمستوى الخدمات التي تفوق الوصف وقد هنأهم معاليه باستكمال الحج وبهذه الضيافة الكريمة من المقام الكريم مبينا أن هذا نهج درجت عليه بلادنا الغالية واحتفاء سنوي يتم تكريما لهذه الوفود المباركة وشكر في نهاية كلمته الله جل وعلا على هذه التسهيلات والتيسير ونعمة إتمام النسك في طمأنينة وأمن وأمان كما قدم الشكر والامتنان والعرفان لمقام خادم الحرمين الشريفين أعزه الله وسمو ولي عهده الأمين حفظه الله على جهودهم وبذلهم داعيا الله أن يحفظهم ويديم عزهم.