تخطي أوامر الشريط
التخطي إلى المحتوى الأساسي

 كلمة عميد كلية أصول الدين الدكتور محمد بن عبدالله العمار

 

​يتقدم عميد كلية أصول الدين باسمه وباسم منسوبي الكلية من الوكلاء ورؤساء الأقسام وأعضاء هيئة التدريس ووكيلة الكلية والأستاذات وطلاب وطالبات الكلية بالشكر والامتنان لمقام خادم الحرمين الشريفين لإصدار أمره الكريم بإنشاء "مجمع خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود للحديث النبوي الشريف".

إن هذا المشروع الكبير يأتي تتويجاً لجهود المملكة العربية السعودية في خدمة السنة النبوية باعتبارها المصدر الثاني من مصادر التشريع الإسلامي.

ويأتي تأكيداً على استمرار الدولة على النهج الذي أسسها عليه الملك عبد العزيز آل سعود رحمه الله فهي دولة الكتاب السنة، هما دستورها وهما مصدر سلطاتها وهما المرجع للفتوى والقضاء ومرجع كل أنظمة الدولة كما ينص على ذلك نظامها الأساسي للحكم.

كما يمثل امتدادا لجهود المملكة في ترسيخ مبدأ الاعتدال والتوسط ونبذ الغلو والتطرف؛ وذلك بتنقية السنة من المفاهيم الغالية المتطرفة التي تلوي أعناق النصوص وتحرف معانيها إلى ما يوافق أهواءها من تكفير المسلمين بغير حق واستحلال الدماء المعصومة وإشاعة الخوف والفساد في الأرض.

ونظراً لموقع المملكة العربية السعودية في قلوب المسلمين ولثقتهم فيها وفي قيادتها فإن الآمال المعلقة على هذا المجمع المبارك آمال كبيرة لا سيما وقد رأوا المنجزات العالمية التي حققها مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف قد ملأت المشارق والمغارب بأصح وأرقى وأجمل وأفضل الطبعات للمصحف الشريف ولترجمة معانيه باللغات المتنوعة _مقروءة ومسموعة_.

ولذلك فإن مسلمي العالم اليوم يتطلعون إلى أن يكون لمجمع الملك سلمان من الجهود في خدمة الحديث النبوي ما لم يسبق إلى مثله كماً وكيفاً.

ونجدها فرصة لاستنهاض همم المعنيين بالسنة وعلومها فالحمل اليوم كبير إذ الأسباب قد هيئت والصعاب قد ذللت والإمكانات قد سخرت فلا بد من مضاعفة الجهود وتضافرها للإسهام في تحقيق المجمع لرسالته العظيمة.

والله نسأل _ كما ألهم خادم الحرمين الشريفين إنشاء هذا المجمع المبارك_ أن يتقبله منه وأن يجعله في ميزان حسناته وأن يبارك في جهوده في خدمة الكتاب العزيز والسنة المطهرة وفي خدمة الحرمين الشريفين. وأن يمد في عمره وأن يشد أزره بولي عهد الأمين الأمير محمد بن سلمان وأن يحفظ بلادنا بلاد التوحيد والسنة عزيزة شامخة على مر العصور وان يديم عليها نعمة الأمن والاستقرار ويحفظها من كيد الأعداء والمتربصين إنه ولي ذلك والقادر عليه آخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.

كلمة رئيس قسم السنة وعلومها بكلية أصول الدين

 الدكتور علي بن يحيى الحدادي:

إن إنشاء "مجمع خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود للحديث النبوي الشريف" دليل واضح على ما يحمله خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان حفظه الله من تعظيم للإسلام وذلك من خلال تعظيمه وعنايته بمصدري التشريع الإسلامي الكتاب والسنة باستمرار رعايته وعنايته بمجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف ثم بإنشائه مجمع الملك سلمان للحديث النبوي الشريف.

وهذا ما دأبت عليه قيادة هذه البلاد المباركة من أول تأسست فيه على يد الملك المؤسس عبدالعزيز آل سعود رحمه الله فإنها الدولة التي قامت على تحكيم الكتاب والسنة ورعاية الحرمين الشريفين وخدمة علوم القرآن والسنة خاصة  وعلوم الشريعة عامة بل دأبها المسارعة والحضور الفاعل المثمر في كل موقف ينفع الإسلام والمسلمين.

وإن إنشاء هذا المجمع من خادم الحرمين الشريفين يجيء امتداداً لما سنّه الخلفاء الراشدون والحكام الصالحون من العناية بالسنة النبوية فقد سنّ الخليفة الراشد عمر بن الخطاب رضي الله التوقي والعناية الفائقة في رواية الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم وكان له في ذلك المواقف المشهودة حتى ربما كان يطلب من الراوي أن يأتي بمن يشهد معه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ما يرويه عنه وهو في ذلك غير متهم للراوي بكذب فهو يعرف صحبته وفضله  ولكن كما قال : «أَمَا إِنِّي لَمْ أَتَّهِمْكَ وَلَكِنْ خَشِيتُ أَنْ يَتَقَوَّلَ النَّاسُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ» فكان ذلك من الأسس التي قامت عليها العلوم التي أريد منها الحفاظ على سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم غضة طرية صافية نقية.

وكان للخليفة الصالح عمر بن عبد العزيز فضيلة الأمر بجمع السنة فأمر العلماء بكتابة ما عندهم من حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم لأن الاقتصار على حفظها في الصدور مدعاة لضياعها مع موت العلماء وضعف الهمم فجمعت السنة ودونت وبقيت محفوظة إلى يومنا هذا والحمدلله.

ويجيئ هذا المجمع المبارك _بأمر الملك الصالح الملك سلمان بن عبدالعزيز أيده الله في سياق اهتمام الخلفاء الراشدين والولاة الصالحين ممن سلف ذكرهم ومن إخوانه وآبائه _ ليواصل المسيرة في حفظ السنة النبوية وخدمتها وتمييز الصحيح من الضعيف وتمييز المفاهيم الصحيحة للسنة من المفاهيم الباطلة التي أدخلها أهل الأهواء _ ولا زالوا_ على السنة النبوية  فإن عادتهم الاستدلال الباطل بالحديث الصحيح من باب التلبيس والتشويش كما رفع خوارج العصر الحديث في تنظيم القاعدة شعار (أخرجوا المشركين من جزيرة العرب) وهو حديث صحيح ولكن حرفوا معناه ليكون سلماً لهم يتوصلون به إلى مآربهم الخبيثة من نزع البيعة واستحلال الدماء المعصومة وإثارة الفوضى والفساد في الأرض.

وإن قسم السنة _الذي هو أحد أعرق وأكبر الأقسام المعنية بخدمة السنة النبوية في المملكة العربية السعودية والذي هو أحد ثمار جهود ولاة أمرنا في العناية بالحديث النبوي وعلومه_ ليتشرف وكل عضو فيه من أعضاء هيئة التدريس بالإسهام في خدمة السنة النبوية عن طريق المجمع متى طلب منه ذلك بما لديه من الخبرات في مجال خدمة السنة لما يقرب من أربعين عاماً.

وفي الختام نسأل الله أن يوفق خادم الحرمين الشريفين وأن يمد في عمره في صحة وعافية خادماً للحرمين الشريفين ناصراً للإسلام والمسلمين حارساً لحرمات الدين ومصادر التشريع من الوحيين.

وأن يحفظ سمو ولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان عضداً ونصيراً لمقام خادم الحرمين الشريفين وأن يرزقهم البطانة الصالحة إنه سميع مجيب والحمد لله رب العالمين.  


عميد كلية أصول الدين

الدكتور محمد بن عبدالله العمار

--
22/08/1439 03:23 م
آخر تعديل تم على الخبر:
 

المحتوى المرتبط

بحث / ربط المحتوى

    عنوان المحتوى التاريخ