تخطي أوامر الشريط
التخطي إلى المحتوى الأساسي

 أ.د.أبا الخيل يصدر كتاب أنواع الفتن حقيقتها وخطرها..

 
عضو هيئة كبار العلماء معالي مدير جامعة الإمام  الشيخ أ.د سليمان أبا الخيل

صدر مؤخراً كتاب ( أنواع الفتن حقيقتها وخطرها ) لمعالي مدير جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية عضو هيئة كبار العلماء الشيخ  الأستاذ الدكتور سليمان بن عبدالله ابا الخيل، حيث أفاد معاليه ان الحاجة داعية إلى نشره لبيان الحق ورد الباطل في وقت التبس فيه الحق بالباطل نتيجة الجهل والهوى.

واشتمل الكتاب على عدد من المباحث والفصول التي تناولت بشيء من التفصيل مفهوم الفتن  في اللغة والاصطلاح، ومفهوم الفتن وحقيقتها وسبل الوقاية منها من خلال الكتاب والسنة، والمفاسد المترتبة على الخروج على جماعة المسلمين وإمامهم، مبيناً أهمية الحديث عن الفتن فالله عزوجل تكرم علينا وتفضل بأن جعلنا مسلمين مؤمنين موحدين وديننا هو أفضل الأديان وأكرمها وأعظمها وأكملها وأتمها وأكثرها تحقيقا للمصالح وجلبها ودرء المفاسد وتقليلها أو زوالها ولذلك فإن الله سبحانه وتعالى أنزل على نبيه قوله جلا وعلا {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا}وأضاف ان النبي –صلى اله عليه وسلم- لم ينتقل إلى الرفيق الأعلى إلا وقد بين للأمة ما تحتاجه في معاشها وفي معادها في دنياها ودينها وآخرتها في عقائدها ومبادئها وثوابتها في مآكلها ومشاربها ومناكحها وبيوعها وفي علاقاتها مع غيرها بل وأعظم من ذلك صلتها بربها وعلاقتها به.

وعرف المؤلف الفتن اصطلاحاً بكل ما يرد من الشبهات والشهوات والأهواء على قلب المسلم وذلك لإفساد دينه ودنياه،وبين ان للفتن اربع صفات: الصفة الأولى: أنها تأتي متجملة ومتزينة في بدايتها،والصفة الثانية: الذهاب بالعقول والأحلام،والصفة الثالثة: انتشارها واستعصاء إخمادها لأن الفتنة إذا وقعت لم يسلم منها أحد صغير ولا كبير ولا عالم ولا طالب علم ولا غيرهم من عامة الناس بل لا تترك بيتا إلا دخلت وأثرت فيه،والصفة الرابعة: أنها تقبل مشتبهة في أول أمرها وتدبر بينة في آخر أمرها وهذا من أبلغ صفات الفتن وأكثره وضوحا وجلاء.

وبين المؤلف أنواع الفتن, ومنها: فتنة القبر، وفتنة المحيا والممات،و فتنة المسيح الدجال، وهذه الأنواع الثلاثة قد بين الله عزوجل المراد بها وكل أحوالها ومتعلقاتها وما يجب على المؤمن تجاهها وشرح ذلك وبينه علماء المسلمين في كتب العقائد والتفسير والحديث وأجمع حديث ذكرها وبين من خلالها الرسول -صلى الله عليه وسلم- حقيقتها وعظم خطرها وكيفية الوقاية منها.

النوع الرابع : من أنواع الفتن فتنة الرجل في أهله وماله وولده .

والنوع الخامس : الفتن التي تموج كموج الجبال وهذه جاء ذكرها في الحديث الذي أخرجه الإمام مسلم عن حذيفة بن اليمان قال ( كنا جلوس عند عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- فقال عمر أيكم يحفظ حديث رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في الفتنة ؟

قال حذيفة : قلت : أنا يا أمير المؤمنين قال :وإني عليه لحفيظ ، قال عمر رضي الله عنه: وإنك عليه لجرييء ، قال: حذيفة قلت: فتنة الرجل في أهله وماله وولده تكفرها الصدقة والصلاة والصيام والأمر والنهي قال: ليس عن هذا أسأل ولكن الفتنة التي تموج موج الجبال ، قال: حذيفة قلت: يا أمير المؤمنين ليس عليك منها بأس قال: وكيف ذلك ؟ ، قال: إن بينك وبينها باب قال عمر -رضي الله عنه- أيفتح أم يكسر؟ ، قال حذيفة رضي الله عنه: بل يكسر قال عمر رضي الله عنه: إذن لا يغلق.

النوع السادس : من أنواع الفتن فتنة القتل يقول الله عز وجل عن موسى عليه السلام :{ وَقَتَلْتَ نَفْسًا فَنَجَّيْنَاكَ مِنَ الْغَمِّ وَفَتَنَّاكَ فُتُونًا }

النوع السابع : من أنواع الفتن فتنة الدين يقول الله عز وجل :{ وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لَا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ لِلَّهِ }

النوع الثامن : فتنة التفرق والاختلاف والتحزب وهذه من أعظم البلايا والرزايا والفتن التي وقعت في أمة محمد -صلى الله عليه وسلم- ولذلك فإن هناك آيات كثير وأحاديث متنوعة متعددة ضبطت المسار الذي يبعد الإتيان عن وقوعه في هذه المزالق.

النوع التاسع : فتنة الأئمة المضلين ويستشهد المؤلف بحديث علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- قال كنت [خاسر] النبي صلى الله عليه وسلم فقال أخوف ما أخاف على أمتي أكثر من فتنة المسيح الدجال ثم كاد أن يدخل منزله، فقلت: يا رسول الله ما الذي تخافه أكثر من فتنة المسيح الدجال على أمتك ؟ قال: فتنة الأئمة المضلين.

النوع العاشر : فتنة ما يسمى بفقه الواقع أراد أرباب السوء والدعاة المضلين الواقفين أن يبعدوا طلاب العلم وأبناء هذا الوطن عن علمائهم وقالوا إننا بحاجة اليوم إلى علماء يعرفون القضايا والنوازل والحوادث.

النوع الحادي عشر: هو فتنة الثورات والثورات يتسامع الناس عنها عبر وسائل الإعلام وقد يقرؤون ما ونراها واضحة جلية يتبناها دعاة الفتنة والسوء ،يخصها من خلال ما يكتب من المؤيدين والمعارضين لهذه الثورات ويرفعون عقائرهم بها عبر وسائل ومناهج وطرق متعددة ومتنوعة.

النوع الثاني عشر: من أنواع الفتن هي الاعتصامات والمظاهرات وما ينتج عنا من مفاسد عظيمة.

النوع الثالث عشر: فتنة الأحلاس والدهيماء وذكر المؤلف ان فتنة الأحلاس سميت بذلك لدوامها وثبوتها واستمراريتها،والدهيماء بالضم تصغير الدهماء وهي السوداء وغرت هنا لخطرها وعظمها وسوء شرها فهي فتن عظماء وبلية عمياء ويقال إن معنى الدهماء الهاوية أو العظيمة.

النوع الرابع عشر: فتنة الاعتقاد قبل الاستدلال ويبين المؤلف ان ما وقع من وقع في الشبهات والشهوات والبدع والظلال إلا لانحرافهم في هذا الطريق والله سبحانه وتعالى أرسل رسوله محمد -صلى الله عليه وسلم- بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره الكافرون وليرشد الناس إلى الطريق المؤدي لهم إلى الجنة ولم يترك أمرا من أمور الدنيا ولا الآخرة ولا ما يحتاجه الناس في معاشهم ومعادهم إلا بينه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بيانا شافيا كافيا كاملا تاما صالحا ومصلحا لكل زمان ومكان.

ويخلص المؤلف إلى سبل الوقاية من الفتن وأهمها هو الاعتصام بكتاب الله عزوجل والأخذ بما جاء عن رسول الله –وتحقيق التوحيد وإخلاص العبادة لله عزوجل على وفق ما أمر الله به ورسوله ولزوم جماعة المسلمين وأئمة المسلمين وولاة أمرهم، والدعاء لما له من آثار عجيبة لطمئنان القلوب واستقرار النفوس وتفريج الكروب وحصول الأرزاق والسعادة والفلاح للمسلم في جميع شؤونه والله عزوجل وعد من دعاه بالإجابة فقال {وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ} .

وأثنى المؤلف فضيلة الشيخ أ.د.أباالخيل في تصريحه على قوة ومتانة الوطن تجاه الفتن من قبل عامة الناس وخاصتهم إيماناً منهم بأن وطننا ولله الحمد يعيش في رغد وأمن وطمأنينة مع قيادة هذا البلد الآمن الذي يرعاه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز ويسانده ويعاضده صاحب السمو الملكي الامير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع -حفظهما الله-


--
22/08/1439 03:26 م
آخر تعديل تم على الخبر:
 

المحتوى المرتبط

بحث / ربط المحتوى

    عنوان المحتوى التاريخ