دعا عضو هيئة كبار العلماء معالي مدير جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية الشيخ أ.د سليمان أبا الخيل إلى التعارف بين الناس "مسلمين وغير مسلمين"، مشيراً إلى أن التعارف أساس للتعايش والتسامح الذي جاء الإسلام لإرساء قواعده وبيان حقائقه، مشدداً على عدم مطالبة الناس بما يشق عليهم ولا يستطيعونه، حاضاً على الأمر بالعرف، معتبراً أن أكمله وأشمله التوحيد وإخلاص العبادة لله" ، ولفت إلى ضرورة "الإعراض عن الجاهلين، وعدم مقابلة الإساءة أو الفجور والشتيمة بالمثل" مستشهداً في الآية الكريمة" خذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين".
وقال أبا الخيل خلال لقاء في برنامج "فتاوى" على القناة السعودية رداً على سؤال متصل: "عندما نتأمل في نصوص القرآن والسنة نرى أن الله سبحانه وتعالى ورسوله عليه الصلاة والسلام يدعوان إلى أن يكون المسلم على خلق عظيم وآداباً جمة وعالية، كي يتأثر الناس به، ويأخذون عنه ما يدعوا إليه"، مؤكداً أهمية عدم الإكراه في الدين "وأن الهداية من الله" مبيناً أن الرسول لم يكن متشدداَ مع عمه عندما دعاه إلى الإسلام كما هو حال البعض في الدعوة بالإكراه ما يكون له آثاراً سلبية على الدعوة وعلى الداعي والمدعوين".
وبين عضو هيئة كبار العلماء أن الرسول ضرب مثلاً ُيقتدى به في التعايش والتسامح والتعارف مع المسلمين وغيرهم من النصارى واليهود "عندما زار غلاماً يهودياً كان يخدمه حين مرض، ودعاه إلى لإسلام أثناء زيارته فدخل إليه طائعاُ لا كارهاً بعد أن استأذن والده"، كما ذكر أن النبي محمد عليه الصلاة والسلام توفي ودرعه مرهونة عند يهودي، مطالباً بإتباع منهج التسامح والتعايش بين الناس من المسلمين وغيرهم في أي بلد من البلدان "لنقدم الإسلام الصحيح بقوالبه الحقة المنطلقة من كتاب الله وسنة نبيه وسلف هذه الأمة، وننشره في هذه المعمورة بالطرق المعروفة بعيداَ عن الغلو والجفاء والإفراط والتفريط".
وأضاف في ختام حديثه ما أجمل أن ندرك هذه المعاني والحقائق وأن نكون قواداً ورواداً للتعارف الذي دعا الله إليه" مطالباً العلماء وطلبة العلم بالتحلي بصفة اللين عند دعوة الناس إلى الله، والامتثال بالآية الكريمة التي دعا الله فيها موسى بالتوجه إلى فرعون، واتخاذ مسلك اللين في الدعوة إليه " فقولا له قولاً لينا".