جاء ذلك خلال لقاء معاليه بأعضاء وعضوات هيئة التدريس يوم الاثنين 10 / 8 / 1440هـ في لقاء مفتوح، بقاعة سماحة الشيخ محمد بن إبراهيم بالمدينة الجامعية وتم نقل اللقاء عبر الدائرة التلفزيونية للأقسام النسائية بمدينة الملك عبدالله للطالبات.
وفي بداية اللقاء شكر الدكتور العامري، خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله ورعاه- على هذه الثقة الملكية الكريمة لقيادة هذه المؤسسة التعليمية العريقة إلى ما يجب أن تكون عليه من ريادة وتميز بإذن الله تعالى ليس على المستوى المحلي ولكن على المستوى العالمي، مؤكداً على أهمية مثل هذه اللقاءات التشاورية التطويرية التي تهدف إلى تطوير العملية التعليمية والتعرف على مقترحات ورؤى أعضاء هيئة التدريس بالجامعة للارتقاء بالعملية التعليمية وتطويرها، للنهوض بالأداء الجامعي لعضو هيئة التدريس وتنمية معلوماته والسعي إلى مراجعة الخطة التعليمية للكليات.
وبين معاليه، بأنه يطمح لتكون الجامعة رائدة عالمياً إن شاء الله؛ لكن الجامعة لا يمكن لها النجاح بدونكم فأنتم أعضاء هيئة التدريس الأساس والمحور في تقدم وتطور هذه الجامعة لأنه لا يمكن وجود تعليم بدون أن يكون هناك عضو هيئة تدريس متميز ولا تعرف عالمياً بدون بحث علمي رصين، ولا يكون هناك احترام من المجتمع ومؤسساته المختلفة دون أن تقدم الجامعة خدماتها لهذا المجتمع وتستجيب لطلباته وتتفاعل معه، فالجامعة عليها واجبات كثيرة تجاه طلابها ومجتمعها، وبالتالي تحتاج منكم أنتم أعضاء هيئة التدريس أن يقوم كل منا ويتفانى في أداء عمله فنحن بحاجة إلى وضع أيدينا بأيدي بعض لنجعل من هذه المؤسسة التعليمية منارة علم ومعرفة ونموذج إداري فريد ومحط أنظار الجميع إن شاء الله في القريب العاجل.
وأوضح معالي مدير الجامعة، بأنه يطمح للتوسع في كل التخصصات التي تلبي احتياجات سوق العمل، فهناك عدد من الكليات أنشئت وتساهم مساهمة كبيرة جداً في تلبية احتياجات سوق العمل من الكوادر البشرية وفي تنمية وتطوير بلادنا، ونحن سنكون عادلين فيما يتعلق بالاهتمام بكافة الأقسام والتخصصات ولكن هناك تخصصات معينة نريد أن نعمل عليها بأن تكون مرجع عالمي في تخصصاتها، مشيراً إلى أن الجامعة تحتاج إلى التركيز على التعليم المتميز وهذا من رسالتها فكفاءة عضو هيئة التدريس والاختيار الموفق وبناء المناهج الدراسية وتطويرها وتقديمها للطالب بالقالب الذي يساهم في تزويد الطالب بالمعارف والمهارات اللازمة.
ونوه معالي الدكتور العامري، بأن الجامعة تسهم في البحث العلمي مساهمات كبيرة جداً لكن لم يصل إلى المستوى المأمول لأنه منخفض ولا يتوازى مع الجامعات الرائدة عالمياً إذا كنا نريد أن نكون رواد لذلك ينبغي أن نعطي اهتمام كبير بالبحث العلمي الأساسي والتطبيقي الذي يلبي احتياجات المجتمع، وأضاف: أنه من ضمن أهداف الجامعة تخريج الكوادر المؤهلة بالكفاءات وليس بالعدد وهذا يتطلب منا إعادة النظر في مدخلات هذه الجامعة لكي نحصل على التميز، كما يجب أن نعمل على بناء بنية تعليمية متميزة سواء من الجانب التقني أو المناخ العام للعملية التعليمية فينبغي زيارة الفصول الدراسية والتأكد من تلبيتها الاحتياجات، كما يجب الاهتمام بمتطلبات العمل الأكاديمي ليس ورقياً وشكلياً وإنما على الواقع، فالجودة في مناهجنا الدراسية ليست شهادات توضع على الجدران أو المكاتب وإنما يجب أن تكون واقع ملموس فنحن لا نسعى للاعتماد الأكاديمي بمجرد الحصول على أوراق وإنما نتمنى أن تكون واقع معاش ويلمس الطالب وعضو هيئة التدريس والمجتمع هذه الأشياء، ولن يتحقق إلا بعمل إداري وتقني فاعل ويجب العمل على هذا الجانب من أجل تحقيق أهدافنا البحثية والعلمية وخدمة المجتمع .
وفيما يتعلق في برامج العمل التطويري للمرحلة القادمة بين معاليه، أن هناك الكثير من الأفكار، ومنها: الاحتياج إلى مراجعة وتحديث الخطة الاستراتيجية للجامعة في ضوء رؤية المملكة 2030 ومتطلبات سوق العمل وأفضل الممارسات الأكاديمية لها، كما نحتاج إلى تطوير الهيكل التنظيمي للجامعة ليكون أكثر توافق مع الأهداف الاستراتيجية للجامعة وأكثر رشاقة وفاعلية بما يحقق الكفاءة وفعالية الأداء، مشيراً إلى أن الزملاء في إدارة التخطيط والجودة عليهم مسؤولية كبيرة في هذا الجانب، كما بين الحاجة إلى تطوير برامج الخطط الدراسية وفق احتياجات سوق العمل ورؤية المملكة ومتطلبات الاعتماد الأكاديمي لما لها من أهمية ويجب مراجعتها بشكل دقيق حتى تكون متوافقة مع آخر ما توصلت إليه المستجدات العلمية والأكاديمية وأن تكون مستجيبة لمتطلبات سوق العمل.
وذكر معاليه، بأن الجامعة لا تعلّم من أجل التعليم فقط ولك من أجل أن يعمل خريج هذه الجامعة، ونحتاج إلى تحسين وتجويد عمليات صناع القرار على جميع المستويات الإدارية بما يحقق الشفافية والعدالة، لذا يجب أن يكون لدينا معايير ولا بد أن يكون لدينا وضوح في تطبيق هذه المعايير بكل شفافية، وينبغي على الجميع أن يحترم جميع القرارات في الجامعة، كما نحتاج إلى تحسين مستوى الحوكمة الإدارية داخل الجامعة وضبط العمل الإداري والتجاوزات، ومراجعة وضبط وتنمية استثمارات وإيرادات الجامعة، وتعزيز شراكة الجامعة محلياً وإقليمياً وعالمياً، وتجويد قبول الطلاب في الجامعة سواء في المرحلة الجامعية أو الدراسات العليا، فأعداد الطلاب يفوق القدرة الاستيعابية للجامعة مقارنة مع الجامعات العالمية، فالجامعات الرائدة عالميا لا يتجاوز عدد طلابها 40 ألف طالب وطالبة، وطرح برامج تعليمية ومهنية نوعية تخدم احتياجات سوق العمل، بالإضافة إلى تطوير البيئة التعليمية للطالب وجودة الحياة داخل أروقه الجامعة لتكون بيئة جاذبة ومشجعة، واستكمال مشاريع الجامعة والارتقاء بمستوى النظافة والصيانة، وتكملة برامج الاعتماد الأكاديمي للجامعة لجميع الكليات والمعاهد، ودعا العاملين في عمادة تقنية المعلومات على أن نعمل سوياً مع بقية الكليات وإدارات الجامعة من أجل تطوير التقنية في الجامعة.
وأشار معالي الدكتور العامري، إلى أن البحث العلمي أساس تميز أي جامعة وهذا الجانب سيأخذ حيزاً كبيراً من اهتمامي شخصياً؛ لأنه لا مكان لأي جامعة بين الجامعات الرائدة عالمياً دون أن يعطى هذا الجانب أهميته الخاصة، وعلى عمادة البحث العلمي مسؤولية كبيرة جداً في أن تهتم في هذا الجانب؛ والعمل على إيجاد المبادرات والشراكات المحلية والعالمية والدعم المستمر والمتواصل للبحث والتأليف لإيجاد بحوث رصينة جداً، ووعد بأن يكون جزء كبير من الإيرادات الذاتية للجامعة تصرف على هذا الجانب، كما وجه الزملاء في عمادة البحث العلمي بأن يقوموا بدراسة مقارنة للجامعات المحلية للاستفادة من تجاربهم في هذا الجانب.
وبين معاليه بأن نتاج الجامعة العلمي في عام 2018م حوالي 340 بحثاً، وهذا العدد في بعض الجامعات ينشر في شهر واحد وهذا يعني بأن لدينا مشكلة يجب أن نعمل عليها، وأن إنتاجية أعضاء هيئة التدريس منخفضة وربما هناك ما يبررها ولكن ينبغي أن نعمل على معالجتها حتى نستطيع أن نرتقي بإنتاجية عضو هيئة التدريس ليكون قريباً من إنتاجيته المتوقعة، وأوضح بأن عضو هيئة التدريس في الجامعات السعودية إنتاجيته لا تقل عن بحث واحد في السنة، بينما الجامعات الرائدة عالمياً أربعة أبحاث، ولا نريد من عضو هيئة التدريس أربعة أبحاث ولكن نطمح في أن يكون بحثين خلال السنة ويوجد لدى الجامعة 4000 عضو وعضوة هيئة التدريس ولو أن كل عضو نشر بحث خلال السنة يكون لدينا 4000 بحث.
وأكد معاليه، بأن مهارات البحث العلمي لا يمكن أن تتحقق إلا من خلال زمالة المتميزين في مجال البحث العلمي وسنفتح المجال لجميع الزملاء والزميلات الراغبين في إيجاد شراكات مع باحثين عالميين في تخصصاتهم أن نساعدهم على ذلك من خلال إيجاد برنامج نسميه (برنامج الشراكة البحثية الدولية والمحلية).
كما أوضح معاليه، بأن الجامعة تحتاج إلى قيادة تحويلية من أعلى مستوى إلى أدنى مستوى وبالتالي لا بد أن يكون فريق العمل متجانس التوجه لا مكان لمن يحاول تعطيلنا عن تحقيق هدفنا بالوصول للجامعة إلى حيث يجب أن تكون، وأعني بذلك بأننا نحتاج إلى فريق عمل لإدارة الجامعة في المرحلة القادمة قائم على الكفاءة والجدارة، مؤكداً بأن هناك من الأكفاء والمتميزين بالجامعة، ودعا من يجد في نفسه الكفاءة والقدرة أن يدير جهة ما في الجامعة أن يقدم رؤيته لي شخصياً وسيرته الذاتية على البريد الإلكتروني، وسأكون سعيد جداً بإعطاء الفرصة لمن يستحق لإيجاد جيل قادر وحريص على أن يدير العمل ويطوره في هذه الجامعة، وتمنى من الجميع أن يتفاعل مع هذا الأمر وأن الخطأ في الاختيار وارد ولكن لن نستمر في هذا الخطأ.
وحث معاليه، أعضاء هيئة التدريس بأن يحسنوا الاختيار في ترشيح المعيدين والمحاضرين وأن يكونوا على أعلى مستوى، وتمنى القضاء على المحسوبية والواسطة والقرابة، وأن تبنى هذه الجامعة على أساس واحد وهو الكفاءة، والاهتمام بتطوير عضو هيئة التدريس مهنياً وأكاديمياً، وأن يكون خريج الجامعة متميز، وأن يكون البحث العلمي رصين، وأن يكون للجامعة أثر مجتمعي كبير، وأن نتحمل المسؤولية كأعضاء هيئة تدريس أمام أبناءنا الطلاب وبناتنا الطالبات، وأن لا نتعامل مع الطلاب والطالبات معاملة دونية أو معاملة فيها نوع من القسوة وإنما نتعامل معهم كأبناء قدموا لهذه الجامعة من أجل أن التعلم وأن نضع شعارنا التعليم وأن نزودهم بالمعارف والمهارات، وأن يكون عضو هيئة التدريس نموذج يحتذى فيه في التعامل مع الطلاب، وأن نستشعر مخافة الله فيما نقوم به من عمل، وأن نترك أثر إيجابي للطالب حتى بعد تخرجه من الجامعة.
وبين معاليه، بأنه سيعمل على إعطاء عضو هيئة التدريس حقوقه كاملة، كما بشرهم بأن الإسكان الجديد سوف يسلم لأعضاء هيئة التدريس بعد إجازة عيد الفطر.