بسم الله الرحمن الرحيم
اليوم الوطني 90
همة حتى القمة
فإن الاحتفاء باليوم الوطني 90، يُعد مناسبة عظيمة لتجديد الولاء والطاعة لولاة أمر نا -حفظهم الله - ولنستحضر فيه صفحات مشرقة من تاريخ هذه البلاد ( المملكة العربية السعودية) .
اليوم الوطني ( (90يجعلنا نعود بالذاكرة إلى ذلك الاتفاق التاريخي ( ميثاق الدرعية) الذي تم في عام( 1157هـ ) الموافق 1744م بين أمير الدرعية الإمام محمد بن سعود والشيخ محمد بن عبد الوهاب-رحمهما الله-إذ اتفق الإمامان على الدعوة إلى التوحيد والعقيدة الصحيحة و ما كان عليه السلف الصالح من سلف هذه الأمة .واستمرارية السعي لتحقيق هذا الهدف في عهود أئمة الدولة السعودية الأولى والثانية وملوك هذه الدولة المباركة ولهذه الجهود بعد توفيق الله الأثر العظيم في ترسيخ المعتقد الصحيح والمنهج السليم في نفوس أبناء هذا الوطن.
ففي مثل هذا اليوم الأول من برج الميزان عام 1351هـ الموافق للثالث والعشرين من شهر سبتمبر عام 1932 م سجل التاريخ مولد (المملكة العربية السعودية ) بعد ملحمة البطولة التي قادها المؤسس الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود - طيب الله ثراه - على مدى اثنين وثلاثين عاماً تقريبًا بعد استرداده لمدينة الرياض عاصمة ملك أجداده وآبائه في الخامس من شهر شوال عام 1319هـ الموافق 15 يناير 1902م . اختار الملك عبد العزيز يوم الخميس الموافق 21 جمادى الأولى من نفس العام الموافق 23 سبتمبر 1932م يوماً لإعلان قيام (المملكة العربية السعودية).
بدأت مراحل التأسيس والبناء في عهد المؤسس الملك عبدالعزيز –رحمه الله- والتي تركزت على الجوانب الحضارية(الاجتماعية والتعليمية والاقتصادية والتنظيمات الإدارية والأمنية ).
من أبرز إنجازات الملك عبدالعزيز في الجانب الاجتماعي: مشروع توطين البادية ،وإقامة الهجر الذي نتج عنه استقرار العديد من القبائل و دمجهـم في مجتمـع واحـد حيث اتجه أفرادها إلى أعمال الزراعة والتجارة وإحياء الأراضي التي استقروا بها حتى أصبحت حواضر مزدهرة ويعد مشروع التوطين هذا من أبرز المشروعات المتعلقة بالتطور الاجتماعي في المنطقة الذي حقق نتائج عظيمة في حياة المجتمع و ازدهار المنطقة عمرانياً وسكانياً.
ومن إنجازات البارزة : العناية بالتعليم ، ونشر المعرفة من خلال تشجيع طلاب العلم ، وتأسيس المدارس وإصدار الأنظمة الخاصة بها ، وتابعه أبناؤه ملوك هذه البلاد إكمال العناية بتطوير التعليم وطلابه.
ومن الناحية الاقتصادية فقد شهدت المملكة بعد ظهور النفط وتطور صناعته واستخراج المعادن ازدياد حركة التجارة والعلاقات التجارية الدولية(مما ساهم في دفع عجلة التنمية والبناء في مختلف المجالات ) وتأتي رؤية المملكة ( 2030) التي أقرها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود مرحلة جديد ة لمواصلة السير في ركاب الدول المتقدمة وتحقيق النمو المنشود للوطن.
يُعد إرساء الأمن في المملكة العربية السعودية من أعظم الإنجازات التي تحققت في عهد المؤسس الملك عبدالعزيز ، حيث أصبحت الطرق والمدن والقرى والهجر تعيش في أمن وأمان بعد تأسيس الأنظمة والمؤسسات الأمنية للوقوف ضد جميع المهددات الأمنية التي تمس استقرار المواطن وممتلكاته وعرضه. وهذه النعمة عظيمة شهد التاريخ أنها غابت عن هذه البلاد في كثير من الفترات منذ زمن الدولة العباسية وتراجع دورها السياسي والأمني، ولقد كان الواحد لا يستطيع أن يتحرك في أرض المملكة الواسعة بسبب عدم الأمن، بل كانت العبارة المشهورة عند الأجداد والآباء " الذاهب إلى الحج مفقود والعائد منه مولود"، واليوم ولله الحمد والمنه نرى الواحد منا يتنقل من شرق المملكة إلى غربها ومن شمالها إلى جنوبها وهو يشعر بالأمن والأمان؛ ولهذا يجب علينا جميعًا شكر هذه النعمة والمحافظة عليها.
نسأل الله أن يديم على هذه البلاد المباركة نعمة الأمن والأمان في ظل قيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز ملك الحزم والعزم وولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان.نسأله تعالى أن يحفظهما ويسددهم في أقوالهم وأفعالهم ،وأن يمدهم بعونه وتوفيقه.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.