تخطي أوامر الشريط
التخطي إلى المحتوى الأساسي

 وحدة التوعية الفكرية تُنظم عدداً من المحاضرات ضمن ملتقى جنة المجتمع

أقامت وحدة التوعية الفكرية بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية ضمن ملتقى "جُنًّة المجتمع" عدداً من المحاضرات والندوات وذلك عبر برنامج ""زوم".

حيث أقامت مساء الأحد 1443/8/3 هـ محاضرة بعنوان: "وعي الأسرة وأثره في الوقاية من الانحراف الفكري" قدمتها الدكتورة شذى المحسن عضو هيئة التدريس في كلية الشريعة.

وتحدثت الدكتورة شذى المحسن عن أهمية دور الأسرة في نشئ الأبناء وهو الأساس في بناء الشخصية وتزوديهم بالثقافة، مشيرة إلى أن الأسرة هي المحضن الأول للأبناء وأن مكونات الأسرة الواعية هي القدوة ومصاحبة الأبناء، وأكدت أن الأسرة لها دور في وقاية الأبناء من الانحراف الفكري من خلال الحث على الصحبة الصالحة وغرس القيم والفضائل والاستفادة من التقنية.

وشددت على أهمية أسلوب التربية الوسطية والاعتدال الذي يتصف بالأصالة والمعاصرة ويساعد على بناء شخصية سليمة تتسم بالاتزان والبعد عن التشدد ليجعل الابن قادر على التمييز بين الغث والسمين من الأفكار، والإسلام حث على تربية الأبناء مستشهدة بقول الله تعالى: {يُوصِيكُمُ اللَّهُ فِي أَوْلَادِكُمْ} وقول رسول الله عليه الصلاة والسلام {ألا كلكم راعٍ وكلكم مسؤول عن رعيته، فالإمام الذي على الناس راعٍ وهو مسؤول عن رعيته، والرجل راعٍ على أهل بيته وهو مسؤول عن رعيته، والمرأة راعية على  بيت زوجها وولده وهي مسؤولة عنهم، والعبد راعٍ على مال سيده وهو مسؤول عنه، ألا فكلكم راعٍ وكلكم مسؤول عن رعيته} والدين الإسلامي اهتّم بتربية الأبناء، فتربيتهم فَرعٌ عن تربية الفرد الذي يسعى الإسلام إلى تكوينه وإعداده ليكون فردًا صالحًا في المجتمع.

واختتمت الدكتورة المحسن حديثها بعدة توصيات للتربية من أهمها: أن يفهم الوالدان تعاليم الإسلام فهماً صحيحاً خالياً من البدع والانحرافات الفكرية التي لا يقرها الشرع، وأن يلقنوا أبنائهم مبادئ الإسلام الصحيحة بقدر ما تسمح به مراحل نموهم، توفير القدرة الحسنة للأبناء من أفراد الأسرة في القول والسلوك وفي كل مظاهر الحياة وخاصة في الجانب العقلي والفكري، وكذلك المتابعة المستمرة للأبناء والاهتمام بهم.

وفي ثاني أيام الملتقى الذي تقيمه وحدة التوعية الفكرية قدمت الدكتورة حياة الصبياني عضو هيئة التدريس في كلية أصول الدين بالجامعة محاضرة مساء يوم الإثنين 1443/8/3 هـ بعنوان: "مسؤولية أفراد الأسرة في الإسلام ودورها في بناء المجتمعات".

بدأت الدكتورة الصبياني اللقاء بالتعريف بالمسؤولية ودورها في المجتمع، وأن المجتمع الصحيح يتكون من علاقات إسلامية تنشأ بين أفراده بحسب اختلاف مواضعهم ومواقعهم، وأكدت أن التزام كل فرد من أفراد الأسرة يتشكل استجابة اجتماعية ضرورية لكثير من الإشكالات الموجودة في الواقع، وبإعراضه تتفكك العلاقات؛ لأن نهوض المجتمعات متوقف بنمو الأسر، ونمو الأسر يتوقف بنمو أفرادها.

وبينت أهمية اتصال أطراف المسؤولية من ناحية السائل والمسؤول وموضوع المساءلة، ومن ثَمّ نجد أن المسؤولية تكوّنت من مفاهيم ثلاثة وهي: الوعي والإدراك ثم الالتزام بالقيام بها، وأخيرا تقبل نتائج السلوك.

وأشارت الدكتور الصبياني إلى إن مسؤولية أفراد الأسرة في الإسلام تتكون من مسؤولية الفرد الإيمانية والدينية وتكون باعتناء الفرد بإخلاص العبادة لله وحده بفعل الطاعات واجتناب المنهيات، ومسؤولية أفراد الأسرة الاجتماعية وهي التي تولّد مجتمع حيوي منضبط يعرف كل فرد حدود واجباته ومسؤولياته.

وأضافت قائلة: إن المسؤولية تتوزع بين أفراد الأسرة فمثلاً للآباء مسؤولية تجاه الأولاد وللأولاد مسؤولية تجاه الآباء كذلك، وتتنوع المسؤولية من نواحٍ منها دينية شرعية، أسرية شخصية أو اجتماعية.

اختتمت المحاضرة بالتشديد على أهمية تحمل المسؤولية؛ وأن عدم تحملها يؤدي إلى تشتت المجتمع وعدم استقراره، وأن للمسؤولية دور كبير في قيادة المجتمع.

وفي يوم الثلاثاء 1443/8/5 هـ الموافق 2022/3/8م أقيمت ثالث محاضرات الملتقى بعنوان "القدوة الحسنة وأثرها في بناء الأسرة" قدمتها الأستاذة: صفاء المليباري عضو هيئة تدريس في كلية أصول الدين.

استهلت المحاضرة بالحديث عن ماهية القدوة وتعريفها وأنواعها، فذكرت أن القدوة هي المثال الواقعي للسلوك الخلقي الأمثل وهي نوعان: مثال ملموس يقتدى به مثل الوالدين والمعلم ومثال يحتذى به مثل الرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه والتابعين، وأشارت إلى أهمية ربط الأبناء منذ الصغر بسيرة الرسول صلى الله عليه وسلم بأسلوب سهل وسلس حتى يمتثلوا ويقتدوا بهديه، فقد كان هو القدوة التي تترجم المنهج الإسلامي إلى حقيقة وواقع يقول الله سبحانه وتعالى " لقد كان لكم في رسول الله قدوة حسنة ".

وبينت فائدة وأثر القدوة الصالحة على الأطفال فلا يسهل على الطفل إدراك المعاني المجردة فهو لا يقتنع بمجرد سماع الأوامر بل يحتاج إلى مثال واقعي مشاهد يدعم تلك التعاليم في نفسه ويجعله يقبل عليها ويتقبلها ويعمل بها وهذا الأمر عرفه النبي صلى الله عليه وسلم لهذا كان مثالاً يقتدى به في أصحابه، والقدوة الصالحة لها فائدة عظيمة في تنشئة الأطفال وهي تحقيق الانضباط النفسي والتوازن السلوكي للطفل، فعندما يتوافق القول مع الفعل للوالدان ينشأ الطفل باتزان ووضوح ويأثر ذلك على سلوكه وتعامله وغاياته.

واختمت المحاضرة بالتأكيد على أهمية الحوار والنقاش مع الأبناء وكذلك الدعاء لهم بالصلاح والهداية والثبات. 


--
06/08/1443 12:55 م
آخر تعديل تم على الخبر:
 

المحتوى المرتبط

بحث / ربط المحتوى

    عنوان المحتوى التاريخ