تبرز اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة الفساد باعتبارها المعاهدة الملزمة قانونا والأوثق صلة، كما أنّها صك عالمي معني بمكافحة الفساد بفعالية في جميع أنحاء العالم. وقد اتخذ المجتمع الدولي العديد من الخطوات العديدة والملموسة لمكافحة الفساد. ومع ذلك ما زال يتعيّن القيام بالكثير.
حيث تقام نشاطات عديدة للاحتفال باليوم العالمي لمكافحة الفساد في مختلف أنحاء العالم.
ويحتفي العالم في التاسع من شهر ديسمبر من كل عام باليوم العالمي لمكافحة الفساد، ويعد الفساد من أخطر القضايا التي تواجه الدول، فهو أداة قد تعطل حركة التنمية الاقتصادية والسياسية والاجتماعية .
واعتمدت الجمعية العامة للأمم المتحدة في 31 أكتوبر عام 2003 اتفاقية مكافحة الفساد، ودخلت حيز التنفيذ في ديسمبر 2005، حيث تعد هذه الاتفاقية متعددة الأطراف تتفاوض بشأنها الدول الأعضاء في الأمم المتحدة، وتضم 71 مادة مقسمة إلى 8 فصول على أن تقوم الدول الأطراف بتنفيذ عدة تدابير لمكافحة الفساد، التي قد تؤثر على القوانين والمؤسسات والممارسات.
ومن هنا شهد ملف مكافحة الفساد في السعودية تطوراً ملموساً انعكس على جهود الإصلاح التي تشهدها في إطار عملية التحديث التي طالت جميع مفاصل الدولة ضمن «رؤية السعودية2030»، منذ موافقة مجلس الوزراء على تنظيم هيئة لمكافحة الفساد، وتعزيز مبدأ الشفافية ومواجهة الفساد المالي والإداري بشتى صوره.
حيث أحرزت السعودية تقدماً بسبعة مراكز عالمية في ترتيب مؤشر مدركات الفساد «سي بي آي» لعام 2019 الذي أصدرته منظمة الشفافية الدولية، إذ حققت المركز 51 عالمياً من أصل 180 دولة، وتقدمت في مركزها بين مجموعة دول العشرين الاقتصادية لتحقق المركز العاشر. وتشارك المملكة المجتمع الدولي في محاربة الفساد من خلال توقيعها ومصادقتها على عدد من الاتفاقيات المتعلقة بمكافحة الفساد .
وشهد جانب مكافحة الفساد مؤخراً في السعودية تطورًا ملموسًا للتعامل مع مرتكبيه، وأضحى السعوديون يفاخرون بالجهود المبذولة في مكافحة الفساد كمنجزات مهمة مستلهمين في ذلك كله كلمة مولاي خادم الحرمين الشريفين , الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود –حفظه الله- في عبارته الشهيرة "إن المملكة لا تقبل فساداً على أحد ولا ترضاه لأحد ولا تعطي أياً كان حصانة في قضايا الفساد ", التي أصبحت واقعًا ملموسًا من خلال الإجراءات التي اتخذها حفظه الله لمكافحة الفساد.
وقدمت المملكة خلال رئاستها لمجموعة العشرين العام 2020 مبادرة الرياض الهادفة لإنشاء منصة عالمية تربط بين أجهزة مكافحة الفساد حول العالم , وأسهمت بـ 10 ملايين دولار لإنشاء الشبكة.
وبذلك وضعت المملكة اليوم نواة التعاون الدولي لمكافحة الفساد، من خلال منصة عالمية تربط بين أجهزة مكافحة الفساد حول العالم، وتوفر قاعدة بيانات موثوقة ترفع الجهالة وتعزز المعرفة وتفضح الفاسدين وتوثق جرائمهم، وتبقى المراهنة على الالتزام الدولي بدعم المنصة، وتحقيق التعاون الأمثل في محاربة الفساد، وضبط الأموال المنهوبة وإعادتها لخزينة الدول المتضررة، وبما يسهم في تعزيز التنمية المستدامة وخلق بيئات تتمتع بالنزاهة والشفافية والالتزام بالأنظمة والقوانين..
عبدالرحمن بن علي الشهري
مدير عام إدارة المراجعة الداخلية