الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيد المرسلين وعلى آله وصحبه أجمعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين وبعد:
تمر علينا هذه الذكرى ونحن في لحمة وطنية عز نظيرها وقل مثيلها لحمة وطنية يلفها الوفاء والفخر والحب لقادة عظماء واصلوا مسيرة الوطن نحو المعالي حتى بلغوا به الثريا استلهموا العبر والدروس من مسيرة والدهم الإمام القائد الفذ الملك عبد العزيز –طيب الله ثراه-الذي استطاع -بعد توفيق الله وتأييده – ثم بما اتصف به من حكمة وحنكة وبصيرة، وقبل ذلك بإيمان صادق بوعد الله جل وعلا لعباده المؤمنين الصاقين بالتمكين في الأرض والاستخلاف فيها (وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض كما استخلف الذين من قبلهم وليمكنن لهم دينهم الذي ارتضى لهم وليبدلنهم من بعد خوفهم أمنا يعبدونني لا يشركون بي شيئا) أن يؤسس هذه الدولة المباركة ويوحدها تحت راية التوحيد الخالص ويضع نموذجا فريدا للدولة الإسلامية الحقة ولنظام الحكم الصالح الفريد الذي يعيد لأذهان المسلمين كافة سيرة الخلافة الراشدة ودولة الإسلام الأولى بكل مقوماتها وسماتها وعظمتها.
وها نحن نرى الأعوام تتوالى على مملكتنا الغالية وكل عام هو خير من سابقه نماء ورخاء وأمناً وطمأنينة ووحدة ولحمة وطنية عز نظيرها، يتوارث فيها أبناء المؤسس البررة القادة الصالحين الحكم والملك والحكمة عن أبيهم الإمام المؤسس الموحد الملك الراشد عبد العزيز بن عبد الرحمن ـ رحمه الله ـ سائرين على خطاه في الاعتصام بكتاب الله وسنة رسوله ـ صلى الله عليه وسلم ـ في الحكم والسياسة مطبقين لشرعه معتقدين بالتوحيد الخالص، قلوبهم ومجالسهم قبل بيوتهم لرعاياهم مفتوحة، همهم إسعاد المواطن وتحقيق أمنه ورخائه وعزته ورقيه معاهدين الله على ذلك. .
فهذه هي بلاد التوحيد ووطن الإسلام ومهد الرسالات، ومهبط الوحي، ومهوى الأفئدة، ومأرز الإيمان، وقبلة المسلمين، وبلاد الحرمين الشريفين، وأرض الشعائر والمقدسات التي تحرس الدين وتسوس الدنيا به بحكمة وعلم وتوسط واعتدال فلا إفراط ولا تفريط ولا غلو ولا تساهل مع نقاء في العقيدة ونبذ للشرك بكافة صوره وأشكاله وتطبيق للشرع وأحكامه مستمدة ذلك من الكتاب والسنة الصحيحة وسيرة سلف الأمة الصالح حتى أضحت مثالا يحتذى لدولة إسلامية حضارية مدنية تبني وتشيد وتعمر وتؤسس من أجل بناء دولة عصرية فريدة تتحقق فيها الرفاهية الدائمة لكل مواطن ومقيم على أرضها ووافد إليها وتتوفر فيها الحياة الكريمة الآمنة لهم ومن أجل ذلك فهي تضرب بيد من حديد على كل من يخرج عن ثوابتها أو يعبث بأمنها أو مقدراتها أو منجزاتها أو ممتلكاتها أو مواطنيها والمقيمين على أرضها، محافظين على الضرورات الخمس التي جاءت بها الشريعة، ووضعت الأنظمة التي من شأنها تحافظ على تلك الضروريات.
وفي هذا العام تمر علينا هذه المناسبة في ظل جائحة فايروس كورنا الجديد، والذي أثبتت المملكة العربية السعودية مقدرتها الفائقة في إدارة الأزمة بمختلف مساراتها، بدءً من القدرة الشديدة على التخطيط الفاعل للتغلب عليها، ووضع الخطط البديلة لتسير الحياة بشكل مستمر دون أن تتأثر في مجالاتها المختلفة، وعلى الأخص المجال التعليمي، حيث استمرت مسيرة التعليم في مختلف مراحلها التعليمية، إضافة إلى المجال الاقتصادي، وحزم الدعم الاقتصادي الموجه لقطاعات الأعمال المختلفة، حتى بدأت قطاعات الأعمال بالتعافي، ولم يتردد قاداتنا الكرام في بذل الغالي والنفيس لينعم الوطن والمواطن في العيش برغد ورفاهية، حتى كانت المملكة العربية السعودية في مصاف الدول المتميزة في مواجهة فايروس كورونا، والتغلب عليها مقارنة بعدد الساكنين في المملكة العربية السعودية والمساحة الشاسعة لهذا الوطن المعطاء.
حفظ الله لنا إمامنا وولي أمرنا وراعي نهضتنا وقائد مسيرتنا خادم الحرمين الشريفين المليك المفدى سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ــ حفظه الله وسدده وأيده ــ وسمو ولي عهده الأمين فخر الوطن صاحب السمو الملكي الأمير / محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ــ حفظه الله تعالى ــ .
وأعاد الله علينا هذه المناسبة الغالية أعواماً عديدة وأزمنة مديدة ونحن جميعاً بخير وعافية وأمن وصحة وسعادة واطمئنان ...والحمد لله أولاً وآخراً. . .
# اليوم الوطني _ السعودي 90#
# جامعة_ الإمام _ تحتفي _ باليوم _ الوطني 90