تخطي أوامر الشريط
التخطي إلى المحتوى الأساسي

 كلمة معالي رئيس جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية أ.د.أحمد بن سالم العامري

( اليوم الوطنـي 90 )

​​​قبل تسعين عاماً أسس فارس الصحراء، وموحد هذا الكيان العظيم، المغفور له بإذن الله، الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود -طيب الله ثراه- واحدة من أهم دول العالم اليوم (المملكة العربية السعودية)؛ لتغدو مركزاً للعالم الإسلامي، ومنارة إشعاع حضاري، ولتصبح من أهم صناع القرار السياسي والاقتصادي في عالمنا المعاصر. دولة أُسست على قيم الدين الإسلامي الحنيف، وهدّي الرسول المصطفى عليه الصلاة والسلام، قوامها نشر المحبة والتسامح والسلام، ومحاربة التطرف والغلو والإرهاب، ومساعدة الملهوف والمحتاج في شتى أصقاع الأرض، حتى عُرفت بمملكة الإنسانية.

إنها رحلة خاض فيها المؤسس -رحمه الله -معارك جمة لأجل التوحيد والتأسيس والبناء. كانت الجزيرة العربية -آنذاك- تعيش في جهل وتخلف؛ فأمية طاغية، وقبائل متناحرة، وأمن مسلوب، واقتصاد متداعي، وحالة صحية متهالكة. ليبدأ - الملك المؤسس - رحلة شاقة في بناء الإنسان والمكان؛ إذ أخذ في تأسيس دعائم مملكته الحديثة؛ مملكة قوامها استتباب الأمن، وازدهار الاقتصاد، وتشييد المؤسسات التعليمية والصحية والخدمية، وتحسين جودة الحياة، في بلد متنوع التضاريس، مترامي الأطراف.

واصل الملوك البررة-  أبناء المؤسس-من بعد رحلة البناء والتطوير بعزيمة لاتلين، وإصرار لا يستكين، لم تثنهم الخطوب والملمات، ولا الصراعات والتحديات التي أبتليت بها دول المنطقة، فطفقوا يد تبني وتشيد، وأخرى تذود عن الحمى وتصون المنجزات، حتى غدت المملكة - بحكمة وحنكة قادتها وهمة أبنائها- تتبوأ مركزاً متقدماً في كافة المجالات، وحتى غدت ملهمة لكثير من الدول؛ حضارياً وعلمياً واقتصادياً.

نعم يحق لنا -جميعاً - أن نفخر بماضٍ أرسى قواعده الآباء والأجداد، وخلدوا فيه ملحمة التوحيد والتأسيس والبناء؛ ليحمل الراية - من بعدهم-الأبناء والأحفاد، متطلعين نحو أفق مستقبل مشرق وضاء، في معركة التنمية والتطور والبناء. إنجازات تتوالى في شتى المجالات، وحضور دولي لافت في كل المحافل والمناسبات، فمن مرحلة اللاشيء، إلى واحدة من أهم عشرين دولة في العالم، سباق محموم مع الذات نحو الريادة والتفوق، لتشكل أسطورة رائدة وتجربة فريدة بين الدول، تنافس على الصدارة في كل الميادين، متجاوزة دولاً سبقتها في النشئة والتأسيس.

تدلف المملكة اليوم القرن الحادي والعشرين نحو مستقبل وضاء بقيادة ملك الحزم والعزم؛ خادم الحرمين، وقائد الأمة، وقاهر الأعداء(سلمان بن عبدالعزيز)، يعضده ولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان؛ قائد التحول والتطوير والتغيير، ومهندس الرؤية السعودية ٢٠٣٠ بغاياتها السامية، وأهدافها الطموحة، ومبادراتها الواعدة؛ لبناء دولة عصرية، توفر مزيداً من الرخاء لحاضر ومستقبل المواطن السعودي.  

إن مصادفة هذا اليوم في ظل اجتياح وباء كورونا للعالم؛ يحكي لنا وللأجيال القادمة كيف تمكنت قيادة هذه الدولة العظيمة من إدارة هذه الأزمة بحكمة بالغة، وقرارات حاسمة، جعلت الإنسان غايةً، وصحته أولوية، فأصبحت مضرب المثل بين الأمم، لم تفرق بين مواطن ومقيم على أرضها، وشملتهم -جميعاً- بالرعاية والاهتمام. وبسبب سخاء الدولة على التعليم، وتأسيس بنية تعليمية متطورة تقنياً وفنياً؛ شهدنا وشهد العالم تحول بلادنا- بين ليلة وضحاها- إلى التعليم عن بعد، فبزت المملكة غيرها في هذا النجال، وإشار إليها العالم بالبنان.

 في هذا اليوم المجيد حري بنا، بل ويحق لنا أن نفخر في بلاد التوحيد بمؤسس هذا الكيان العظيم وبهذه الأسرة الكريمة التي كان لها -بعد الله- الفضل فيما وصلنا إليه من تقدم وتطور وازدهار. فلهم منا الولاء والإخلاص في القول والعمل، والسمع والطاعة في اليسر والعسر، والدعاء بأن يديم المولى عزهم ويوفقهم لخدمة هذا الوطن والأمة والإنسانية. حفظ الله قادتنا وولاة أمرنا، وأدام على بلادنا أمنها وأمانها ورقيها وازدهارها، وكفانا شر الأشرار وحسد الحاسدين. وآخر دعونا أن الحمد لله رب العالمين على ما أنعم وتفضل وتكرم.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته​


# اليوم الوطني _ السعودي 90

# جامعة_ الإمام _ تحتفي _ باليوم _ الوطني 90

--
20/08/1443 03:24 م
آخر تعديل تم على الخبر:
 

المحتوى المرتبط

بحث / ربط المحتوى

    عنوان المحتوى التاريخ