​"اجتماع الكلمة ووحدة الصف" بمناسبة اليوم الوطني 93 للمملكة العربية السعودية

من المتقرر في شرعنا الحنيف أن لزومَ جماعة المسلمين وإمامهم واجبٌ، وأنه من مسلَّماتِ الدينِ.

ولقد أنعم الله على هذه البلاد المباركة المملكة العربية السعودية باجتماعهم حول قادتهم على هدي الكتاب والسنة لا يفرق بينهم، أو يشتت أمرهم تيارات وافدة، أو أحزاب لها منطلقاتها المتغايرة امتثالاً لقوله سبحانه: (منيبين إليه واتقوه وأقيموا الصلاة ولا تكونوا من المشركين، من الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعاً كل حزب بما لديهم فرحون).

 ونحن إذ نستشعر نعمة اجتماعِ الكلمة ووحدةِ الصف على هدي الكتاب والسنة في ظل قيادة حكيمة، فإننا نتواصى ببذل كل الأسباب التي تزيد من اللحمة وتوثق الألفة، مع الحذر من كل الأسباب التي تؤدي إلى ضد ذلك.     

فلابد من الاجتماع وعدم التفرق. والاجتماع لا يتحقق إلا بولي أمر يجتمع الناس عليه. وقد أمرنا الله تعالى بما فيه صلاح أمرنا فقال سبحانه: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ). فالسمعُ والطَّاعةُ لولاةِ الأمرِ أصلٌ منْ أصولِ العَقيدةِ عندَ المسلمينَ، إذْ بالسمعِ والطَّاعةِ تَنتظمُ مصالحُ الدينِ والدنيَا معًا، وبالافتياتِ عليهم قولاً أو فعلاً فسادُ الدينِ والدنيَا، وقد عُلمَ بالضرورةِ من دينِ الإسلامِ أنَّه لا دينَ إلا بجماعةٍ، ولا جماعةَ إلا بإمامةٍ، ولا إمامةٍ إلا بسمعٍ وطاعةٍ.

فلنكن جميعاً يداً واحدة، ولنتآلف ونتعاون على البر والتقوى، ولنضع أيدينا في أيدي ولاة أمرنا، ونحرص على جمع الكلمة ووحدة الصف، متحابين متوادين متعاطفين مع بعضنا؛ فالمؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضاً".

ونحن إذ نعيش هذه المناسبة الغالية العزيزة على قلوبنا اليوم الوطني الثالث والتسعين للمملكة العربية السعودية نستشعر مظاهر الولاء والانتماء للوطن، الذي يتشارك فيه أبناؤه الاحتفاء بماضيهم العريق ويتطلعون لمستقبل مزدهر، ويساهمون في تحقيق رؤية طموحة، وندعو المولى الكريم أن يحفظ وطننا العزيز ويديم عليه نعمة الأمن والاستقرار والرخاء، وأن يجزي الملك المؤسس الموحد عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود طيب الله ثراه خير الجزاء وأوفاه، ويحفظ ولي أمرنا وقائد مسيرتنا خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده الأمين رئيس مجلس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، ويديم عزهم وتمكينهم، والحمد لله رب العالمين.