في الذكرى الثالثة والتسعين للوطن
يتجدد الحمدُ لتوالي النِعم.
تحل على المملكة العربية السعودية المباركة هذه الأيام الذكرى الثالثة والتسعون لتوحيدها بعد التشرذم، وجمعها بعد التفرق، والتئامها بعد الشتات، وهي ذكرى يتجدد بها حمد الله تعالى على ما أفاء به من نعم لا تعد ولا تحصى .
وفي مقدمة هذه النعم قيام هذه البلاد المباركة على منهج الوسطية والاعتدال كيف لا وهي تقوم على أعظم دستور: كتاب الله، وسنة رسوله ﷺ، كما ينص على ذلك نظامها الأساسي للحكم، فبنورهما تستضيء الأفكار، وتبصر منهاج الاعتدال، وبهما تتحقق الوسطية بعيداً عن طرفي التطرف والانحلال.
ولم يزل قادة هذه البلاد يؤكدون على التمسك بالكتاب والسنة، ويعلنون اعتزازهم بالانتماء إليهما، كما قال الإمام المؤسس الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود رحمه الله: "أنا رجل سلفي، وعقيدتي هي السلفية التي أمشي بمقتضاها على الكتاب والسنة"
وقال خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز حفظه الله: "إن هذه الدولة قامت على أسس ثابتة من الكتاب والسنة، قامت وجمعت دولتها الأولى والثانية والثالثة مواطنيها، ووحدت هذه البلاد على أسس كريمة وليس على العنصرية والفئوية".
وأكد هذا المنهج الوسطي الراسخ صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان آل سعود، ولي العهد ورئيس مجلس الوزراء، إذ أعلنها صريحة أن "دستور المملكة العربية السعودية القرآن وسيستمر للأبد"، وقال أيضاً: "ألتزم بدستور المملكة العربية السعودية الذي هو القرآن والسنة ونظامها الأساسي للحكم" "وأننا نرجع إلى تعاليم الإسلام الحقيقية، التي عاش بها الرسول عليه الصلاة والسلام والخلفاء الأربعة الراشدون".
كما عُنيت المملكة العربية السعودية عناية بالغة بترسيخ قيم الاعتدال والوسطية، ونشر ثقافة التسامح والحوار والتعايش السلمي. والإسهام الفاعل محلياً وإقليمياً ودولياً في مناهضة خطاب التطرف والغلو والإرهاب بكل صوره، والتصدي له بكل قوة وحزم.
وبهذا المنهج المعتدل الذي وفق الله إليه هذه البلاد قيادة وشعباً _قولاً وعملاً _ تحتفل بلادنا المباركة اليوم بعامها الثالث والتسعين وهي تحافظ _بفضل الله تعالى_ على أصالتها ومكتسباتها، مع السير الحثيث نحو التطوير والتحديث، رافلةً في أمن مستتب، واقتصاد متين، ولُحمةٍ بين الحاكم والمحكوم، هي مضرب المثل بين الأمم والشعوب؛ فحقٌ علينا أن نشكر الله تعالى على نعمه _وبالشكر تدوم النعم_، وأن نشكر قيادتنا الرشيدة شكراً يتجسد في خالص الدعاء، وصدق الولاء، وحُسن الثناء "فمن لا يشكرُ الناسَ لا يشكرُ الله" والحمد لله أولاً وآخراً.
مدير وحدة التوعية الفكرية، ومالك مبادرات الوعي الوطني في الجامعة