تخطي أوامر الشريط
التخطي إلى المحتوى الأساسي

 كلمة د. خالد النجمي مدير المعهد الإسلامي في جيبوتي في الذكرى الـ 93 لليوم الوطني

​​الملك عبدالعزيز : خلود الحلم والحقيقة

استنشق الملك عبدالعزيز عطر الصحراء وناجى القمر، وعاش بروحه في هزيع الليل تحت نجوم السماء، فعمق ذلك ايمانه بخالق هذا الكون، وعندما كان يرنو ببصره نحو امتداد الأفق وجريان الخليج بلا نهاية في المساءات على شاطىء الكويت تعمق احساسه حلم استعادة ملك أبيه وأجداده، فانطلق في مسيرة تحقيقه مدة اثنان وثلاثون عاما، حتى حقق ما أراد الله له من لم شتات بلادنا وبناء وحدتها، ولم بجانب الصواب المؤرخ الأمريكي Winder عندما قال "إن عائلة آل سعود أفرزت في اللحظات المناسبة أقوى الأشخاص"، ولقد كان قدر الملك عبدالعزيز أن يبني بتوفيق الله له ثم بعزيمته وحكمته ومساعدة الموالين له دولته على أسس ثابته وقواعد راسخة.

وفي كتاب "الثورة العربية الكبرى" يقول قدري قلعجي: (السعودية هي عملاق الجزيرة العربية بلا منازع، أما ابن سعود – أي الملك عبد العزيز – ذلك الملك الذي يصفه جان بونيه بنابليون العرب، فقد خلق مملكة شاسعة تعدل مساحتها نصف أوروبا، بعد ملحمة مدوية ونصف قرن من الجولات الخيالية، استطاع أن يفجر من غمار الرمال أمة جديدة)، وأنا أقول وذات شأن أيضا بعد أن فهم حفيده الأمير محمد بن سلمان حركة تاريخ بلاده وإرثها العظيم فصنع لها أحلاما تمثل حقيقة، يعيد بها الحفيد كتابة تاريخ بلاده كما كتبه جده المؤسس.   

ولقد كانت موارد دولة الملك عبدالعزيز الفتية شحيحة، والمتعلمون من أبناء شعبه قلة، لكنه بذل قصارى جهده أيام الشدة، وأيام الرخاء لبناء مجتمع متطور، يستمد مبادئ نهضته من أصول دينه، ويسير بخطى واثقة نحو التقدم والرقي، فكان من أعظم انجازاته كما يرى كنت وليامز أنه ساهم في تحويل مجتمعه إلى مجتمع مستقر، وهو الحال الذي تؤكده التنمية السعودية المعاصرة، والتطور الفكري للمجتمع السعودي بقيادة عراب رؤيته الأمير محمد بن سلمان.

ولم يستعن الملك عبدالعزيز إلا بالله ثم بشعبه في مسيرة توحيد بلاده، وإعادة الأمن والسلام إلى ربوعها، بحيث لم يأت إلى جزيرة العرب بعد الرسول صلى الله عليه وسلم وخلفائه الراشدين مثل الملك عبدالعزيز، ولم تعرف الجزيرة العربية في جميع تاريخها عدلا وأمنا مثل أيامه ثم أيام أبنائه، الذين جعلوا  منها واحة غناء، بعد أن كانت صحراء قاحلة، فأصبح الكل يرجو معيشة أهلها.

لقد كانت حياة الملك عبد العزيز منذ فتوته وشبابه حياة جهاد ومجاهدة، حتى بنى دولة راسية الأركان مهيبة الجانب، وقدم لهذه الأرض كل بذرة عظيمة نحصد الآن ثمارها ونعيش في ظلالها، فحق علينا أن يدعو له بالمغفرة والرضوان، ومن نعم الله علينا أن أبناؤه من بعده ساروا على نفس النهج يحمون تلك الثمرة المباركة، ويتعهدونها بالرعاية والعناية.

ويقينا أن الاحتفاء بالأيام المجيدة الخالدة في حياة الأوطان هو من مكامن بناء قوتها المعنوية، وتأكيد هويتها الذاتية، فبقدر عظمة الذكرى يعظم الأثر في بناء قوة الوطن، ودعم نسجه الاجتماعية والثقافية.

والوطن في ذكراه، يشهد حاضرا زاهرا بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود وسمو ولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان حفظهما الله، ويصنع مستقبلا واعدا برؤية طموحة الفكر والأهداف، وروح الإنجاز غير المسبوق الذي يتردد صداه في بقاع الدنيا. ​


مدير المعهد الإسلامي في جيبوتي

د. خالد بن علي النجمي


--
08/03/1445 02:50 م
آخر تعديل تم على الخبر:
 

المحتوى المرتبط

بحث / ربط المحتوى

    عنوان المحتوى التاريخ