في الثالث والعشرين من شهر سبتمبر من كل عام تحتفل مملكتنا الغالية باليوم الوطني، وهو اليوم الذي نعتز به جميعاً وفيه نسترجع تاريخ ومعاني الانتماء لوطن عظيم يضمنا بين جنباته، في هذا اليوم نحتفل بتاريخ توحيد البلاد والعباد تحت راية التوحيد، على يد الملك المؤسس -المغفور له بإذن الله - الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود اعتباراً من يوم الخميس الموافق 21 جمادى الأولى من العام 1351 للهجرة، ليضع بعد ذلك حجر الأساس لدولة حديثة تتجه نحو البناء والتقدم والحضارة المدنية الحديثة.
وشعار اليوم الوطني لهذا العام هو (نحلم ونحقق) والذى يعكس الرؤية الطموحة لدولة قوية تقود المنطقة والعالم، والذي تمثل في رؤية المملكة العربية السعودية (2030) والتي أطلقها صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز - حفظه الله ورعاه - ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، لتكون خارطة طريق تعزز نقاط القوة التي وهبنا الله إياها، والمتمثلة في الموقع الاستراتيجي، والقوة الاستثمارية، والمكانة الدينية والروحية في قلوب الشعوب العربية والإسلامية والتي تضمنت العديد من أهم وأضخم المشروعات التطويرية الشاملة فى جميع المجالات؛ بهدف إحداث نقلة نوعية للمملكة، وتحويـلها إلـى أنمـوذج رائـد فـي بين دول العالـم بما تحمله من تطلعات وأهداف طموحة لحاضر ومستقبل واعد، وما تستند إليه من فكر اقتصادي قائم على استغلال مكامن القوة، ليصبح الاقتصاد الوطني أكثر تنوعاً وقوةً واستدامة، ويتسم بالإنتاجية والتنافسية العالمية والاعتماد على الموارد البشرية المؤهلة والمدربة مما يسهم في توفير حياة كريمة، وتحسين نوعية وجودة الحياة وهو ما أصبح واقعاً يعيشه أبناء وطننا العظيم.
ثلاثة وتسعون عاماً من المجد والعطاء، عام جديد يضاف إلى التاريخ العريق للوطن، وصفحة جديدة مضيئة تسطر بحروف من نور في سجل حافل بالطموحات والإنجازات، حيث نعيش اليوم واقعاً جديداً حافلاً بالمشروعات التنموية الضخمة في مختلف الميادين العلمية، والاقتصادية، والثقافية، والحضارية التي تقف شاهداً على القفزة النوعية التي خطتها المملكة لتصبح رائدة في كافة المجالات، ولتدعم أركان وطنً عظيم يتصف بالأمن والأمان والعزيمة والإصرار لتحويل الأحلام والتطلعات إلى واقع ملموس نعيشه على أرض وطننا العظيم؛ كل ذلك تم بدعم قيادتنا الرشيدة، وحرص شعبنا الواعي ليصبح بلدنا الحبيب في طليعة الدول المتقدمة.
في اليوم الوطني السعودي الثالث والتسعين، نتذكر أحلامنا، وتطلعاتنا، والمملكة تسابق الزمن لتتبوأ أعلى مكانة بين الأمم. لقد واصلت حكومتنا الرشيدة جهودها الحثيثة على المستوى العربي، والإسلامي، والدولي، ودعم السلام العالمي، ونصرة القضايا الإنسانية العادلة؛ مما ساهم في تعزيز قوتها ومكانتها، وتمكنت من الاستمرار في القيام بدورها الرائد على كافة الأصعدة.
إن الوطن الغالي بالنسبة لنا ليس مجرد مكان نعيش فيه، بل هو أمانة كبيرة منحها الله إيانا، لنحافظ عليه، وندافع عنه، ونبذل كل غالٍ ونفيس لتحقيق تقدمه وازدهاره. إن الاحتفاء الحقيقي بالوطن، هو حالة الأمن والأمان التي نشعر بها ونعيشها على هذا التراب الطاهر. لقد كان ولازال وسيستمر وطننا الغالي هو مصدر عزتنا وقوتنا، ومع كل يوم وطني نشعر فيه بالفخر والانتماء يجعلنا مستعدين للتضحية بأغلى ما نملك من أجل وطننا الغالي.
ونجدد في اليوم الوطني الولاء والبيعة لقادة الوطن والتأكيد على التلاحم الوطني والترابط الاجتماعي، ونبذ التطرف والفرقة، والوقوف خلف ولاة أمورنا وقيادتنا الحكيمة، ودعم كل خطط التنمية والمشروعات التطويرية الشاملة، والمساهمة في تحقيق رؤية المملكة (2030) والتي تمثل مرحلة جديدة من استشراف المستقبل نحو التقدم والازدهار لوطننا الحبيب.
وفى الختام أسال الله سبحانه وتعالى أن يحفظ مولاي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وولى عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان رئيس مجلس الوزراء، والشعب السعودي النبيل، وأن ينعم على وطننا الغالي بالأمن والأمان والرخاء والسلام.
د. علي بن مرزوق الغامدي
عميد كلية التربية