تخطي أوامر الشريط
التخطي إلى المحتوى الأساسي

 كلمة د. نوال الصانع وكيلة المعهد العالي للدعوة والاحتساب في الذكرى الـ 93 لليوم الوطني

​في يوم الوطن نتذكر جميعاً نعم الله علينا في هذه البلاد؛  فقد مضى على تأسيس المملكة العربية السعودية ثلاث وتسعون عاما ، فهذه هي الذكرى  ٩٣  عندما أعلن الملك الصالح المبارك عبدالعزيز آل سعود - رحمه الله - توحيد الدولة السعودية وإطلاق اسمها  المملكة العربية السعودية ، ومنذ ذلك الزمن ودولتنا المباركة تسير  بخطى ثابتة ، يقودها ملوك صالحون ، وقادة موفقون حملوا الأمانة وحافظوا على وحدة البلاد . فقد حمل الأمانة القائد المؤسس الملك عبدالعزيز طيب الله ثراه ، ثم خلفه أبناؤه البررة الكرام سعود ثم فيصل ثم خالد ثم فهد ثم عبدالله رحمهم الله جميعا .. ثم جاء العهد الميمون بقيادة خادم الحرمين الشرفين الملك سلمان بن عبد العزيز  وولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان .

إن هذه المناسبة السعيدة على قلوبنا تدفعنا لتذكر هذه النعم المتوافرة على بلادنا الغالية ، ونحن نعيش في ظل قيادتهما المباركة .

إن تذكر هذه النعم في يوم الوطن يدفعنا في كل الأوقات  للمحافظة على كل مكتسبات الوطن ، والدفاع عن أشرف بلاد الدنيا على الإطلاق.

فبلادُنا بلاد الحرمين الشريفين المملكة العربية السعودية تمتدُّ على هذه الأرض المباركة بصحرائها وسهولها وجبالها وأوديتها وبحارها، فيها أول بيتٍ وُضِع للناس، وخُتِم بنبيها الرسالات، وتنزَّل آخر كتابٍ في ديارها، خصوصيتُنا في موقعنا وفيما اختار الله لنا من مُتنزَّل وحيه، ومولد رسوله، ومبعثه ومُهاجَره، ومماته - عليه الصلاة والسلام -.

أرضُنا - بإذن الله - هي التي صنعت التاريخ؛ بل أهم حدثٍ في تأريخ الدنيا، تغيَّرت به وجوه الأمم والممالك، ودولتُنا في تأريخها الحديث هي امتدادٌ لذلك التاريخ العظيم، والتزامٌ بتلك الرسالة الخالدة، وقيامٌ على الشريعة المُطهَّرة، واتباعٌ لسيدنا ونبينا محمد - صلى الله عليه وآله وسلم-  وتاريخُ مملكتنا تاريخٌ دين ومبادئ يجتمع عليها الجميع، ويقبلها ويعتزُّ بها الجميع، ويتمسَّك بها الجميع، ليست مبنيَّةً على عصبية ولا إقليمية ولا مذهبية.

إنه تاريخُ الدين والدولة والأسرة والوطن الذي ينتهِجُ الجمعَ بين الأصالة والمعاصَرة والالتزام والتحديث، جذوره تضرب في أصول الإسلام، وفروعُه تتطاوَل خضراء مُزهِرة مُثمِرة، تعيشُ بيئَتها، وتتأقلَمُ مع مُحيطها، أصلُها ثابتٌ وفرعُها في السماء، تُؤتِي أُكلَها بإذن ربها.

إن من غير المنكور ما أفاء لله علينا في بلادنا من نعمة المال الفائض، والخير الوفير، والعيش الرغيد مما تغيَّر معه أنماطُ العيش، وأساليبُ الحياة، واتصالُ بلادنا بالعالم، وتأثُّرها وتأثيرها في مُتغيِّرات الحاضر والحضارة بإيجابياتها وسلبياتها وإفرازاتها، ولكن إدراك المملكة لمكانتها واعتزازها بدينها حفِظَ عليها أن تظل - ولله الحمد - مُتمسِّكةً بمبادئها، مُلتزمةً بمنهجها، مُحافظةً على الأُسس التي قامت عليها، يستوي في ذلك حُكَّامُها وشعبُها، وعلى ذلك مُؤسَّسات الدولة، وسياسات الحكم، ومناهج التعليم، والتراتيب الإدارية والاجتماعية.

فحمداً لله على ما أفاء به علينا، ونشكره على نعمه ، ونسأله المزيد من فضله. كما ندعو الله جل وعلا لولي أمرنا خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده الأمين في هذا اليوم الوطني على ما يقدمانه  من تضحيات في خدمة شعبهم ووطنهم، فاللهم وفق ولاة أمرنا لما تحب وترضى ، وأدم علينا اجتماع الكلمة ووحدة الصف.

 

وكيلة المعهد العالي للدعوة والاحتساب في مدينة الملك عبدالله للطالبات​

د. نوال بنت محمد الصانع​

--
08/03/1445 01:06 م
آخر تعديل تم على الخبر:
 

المحتوى المرتبط

بحث / ربط المحتوى

    عنوان المحتوى التاريخ