تخطي أوامر الشريط
التخطي إلى المحتوى الأساسي

 الأمير تركي الفيصل متحدثاً عن (الدبلوماسية الثقافية وصناعة السلام العالمي) في جامعة الإمام

أكد صاحب السمو الملكي الأمير تركي الفيصل بن عبدالعزيز رئيس مجلس إدارة مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية أن المملكة العربية السعودية تعمل على ترسيخ قيم الحوار والتعايش والتسامح والاعتدال والوسطية وأنها تؤمن بأهمية الحوار بين الثقافات والأديان والحضارات والشعوب.

جاء ذلك خلال اللقاء الذي نظمته جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية ممثلة بمركز الملك عبدالله بن عبدالعزيز للدراسات الإسلامية المعاصرة وحوار الحضارات، بعنوان (الدبلوماسية الثقافية وصناعة السلام العالمي: رؤية سعودية) مساء يوم الأحد 6 ربيع الأول 1444هـ الموافق 2 أكتوبر 2022م، في قاعة الشيخ محمد بن إبراهيم، بحضور عدد من السفراء والدبلوماسيين وأعضاء مجلس الجامعة وأساتذتها والطلاب والطالبات وعدد من المهتمين.

وقدم سموه في مستهل اللقاء شكره لمعالي رئيس جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية الأستاذ الدكتور أحمد بن سالم العامري ولمركز الملك عبدالله بن عبدالعزيز للدراسات الإسلامية المعاصرة وحوار الحضارات ولكافة العاملين على تنظيم اللقاء، وأشار إلى أن القيم الإنسانية هي جوهر الثقافة، مبيناً ما تحتله الثقافة من حيز واسع من الأهمية لقدرتها على مواجهة التحديات التي تفرضها عولمة الثقافة ومتغيراتها، ولما لها من ارتباط بشخصية الدولة ومكانتها، ونوه إلى أن الثقافة بمفهومها الواسع هي الإرث المادي وغير المادي للشعوب، والثقافة ليست منظومه جامدة لا تتحول ولا تتطور فهي منظومة ديناميكية تتكيف وتطور حسب تطورات المجتمع الإنساني، مبيناً أن القيم الإنسانية الراسخة في الثقافة الوطنية كقيم التسامح والوسطية والاعتدال والعدالة وحقوق الانسان هي القيم الإنسانية التي تشترك فيها الكثير من الثقافات ولن يتحقق السلام العالمي دون تحقق هذه القيم المشتركة في أرجاء المعمورة، مشيراً إلى أن نجاح الدبلوماسية الدولية تعتمد على تفعيل هذه القيم في مواجهة نزعات الهيمنة والغطرسة والاحتلال والتدخل في شؤون الاخرين، وأن دبلوماسية المملكة العربية السعودية دائماً وكما كانت عبر التاريخ معبرة عن القيم الإنسانية لتبقى مساهمة وداعمة للمسيرة الإنسانية ولإبراز صورتها وقيمها الأصيلة.

وأضاف سموه: تعد الثقافة بكافة مكوناتها أحد مصادر قوة الدولة بالإضافة إلى المصادر الأخرى، وقد أولت رؤية السعودية 2030 أهمية قصوى للجانب الثقافي، وما تم إنجازه بهذا الشأن من مشاريع وأنشطة وفعاليات يستحق الفخر، كونه يعزز انتمائنا وهويتنا الوطنية وثقافتنا، وإن إبراز صورتنا الحقيقية في العالم تتطلب إعمال قوتنا الناعمة من خلال التعامل مع العالم وليتعامل معنا العالم كما نحن وليس كما يريدنا أن نكون، وليس هناك أفضل من التواصل والتفاعل مع الآخرين لتوضيح الصورة الواقعية لنا في زمن يستمر به تشويه هذه الصورة في الدعاية السلبية بالرغم من كل التحولات التطبيقية الشاملة التي تشهدها بلادنا في مسيرتنا نحو المستقبل الزاهر، وأشار إلى أن حملات التشويه الإعلامية التي نتعرض لها هدفها التشكيك في إنسانيتنا وديننا وثقافتنا وتاريخنا وحضارتنا وكياننا السياسي وقيمنا الإنسانية التي أسهمت إيجاباً في مسيرة البشرية.

وأكد سموه ضرورة التواصل الحضاري والثقافي واللغوي والديني الذي يعد أساس للتفاهم مع الآخر، وأن تكون الرسالة للآخرين أننا أبناء حضارة واحدة تجمعنا قيم إنسانية واحدة، وأن الحضارات هي تعبير لتطور تاريخي لحضارة واحدة هي الحضارة الإنسانية، ومن الطبيعي أن يشعر كل منا بمسؤوليته تجاهها، وتجاه الآخرين الذين يسعون لتعزيز القيم.

وتطرق الأمير تركي الفيصل خلال اللقاء إلى السمعة الوطنية والصورة الذهنية للدولة وشعبها عند الدول الأخرى، وقال: السمعة الوطنية والصورة الذهنية الإيجابية أهم من القوة العسكرية أو الاقتصادية في كثير من الأحيان، وهذا الأمر يحتاج إلى تظافر الجهود العلمية والشعبية قبل الرسمية لرسم الصورة الحقيقية ومحاولة إزالة الغموض والصورة المغلوطة التي قد تكون تشكلت في أذهان الآخرين، وأنا على ثقة بأننا بالعزم والإصرار سننجح في رسم صورتنا من جديد وينجح تواصلنا مع العالم بما يؤكد على حقيقتنا الإنسانية، وذلك بما توفره دولتنا من كل ما يحقق سبل النجاح في هذا الجانب.

واستعرض سموه خلال اللقاء عدداً من المبادرات والجهود التي قامت بها المملكة العربية السعودية على المستويين الدولي والوطني في سبيل الدعوة إلى تعزيز قيم الحوار والتسامح والتعايش الحضاري وتعزيز مكانتها بين الشعوب من عهد المؤسس الملك عبدالعزيز -طيب الله ثراه- إلى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان -حفظهما الله-.

وطالب الأمير تركي الفيصل أن تتحمل الجامعات والمؤسسات الأكاديمية والفكرية والمعلمين والمثقفين والإعلاميين والدبلوماسيين والمسؤولين بتحمل مسؤولياتهم في تقديم وتعزيز قيمنا وثقافتنا الأصيلة وأن يكون مصدراً من مصادر قوتنا الوطنية، وتقديم صورتنا كما ينبغي أن تكون قولاً وسلوكاً.

وتمنى سموه في ختام حديثه أن يسهم اللقاء في وضع العديد من التوصيات التي تسهم في نجاح الدبلوماسية الثقافية.

من جانبه، رحب معالي رئيس الجامعة الأستاذ الدكتور أحمد بن سالم العامري باسمه وباسم منسوبي الجامعة، بصاحب السمو الملكي الأمير تركي الفيصل بن عبدالعزيز آل سعود في رحاب الصرح العلمي الذي يحمل اسم الإمام المؤسس -طيب الله ثراه-، معبراً عن الاعتزاز البالغ، بالمشاركة في أُولى مناشط الجامعة العلمية والثقافية للعام الجامعي الحالي، مشيداً باهتمام سموه وحرصه على نقل خبراته العميقة وتجاربه العملية ومنجزاته السياسية والثقافية في مجال الدبلوماسية والعلاقات الدولية لأبناء شباب الوطن وجيل الرؤية وأمل المستقبل.

وأضاف معاليه: بالأمس القريب احتفت الجامعة باليوم الوطني الثاني والتسعين لوطننا الغالي مستحضرين عظمة الإنجاز وصناعة التاريخ التي بذلها المغفور له -بإذن الله- الملك عبد العزيز بن عبدالرحمن آل سعود -طيب الله ثراه-، بفضل من الله ثم بفضل السياسة الحكيمة التي انتهجتها القيادة الرشيدة واتسمت بها في تعاملاتها ومخاطباتها، والتي تؤكد على أن ثوابت المملكة الشرعية ومبادئها السياسية ومرتكزاتها السيادية التي تهدف إلى وضع الحلول للكثير من قضايا العالم الملحة.

وبين معاليه أن الجامعة ومنسوبيها والحضور المهتمين يتشرفون أن يكونوا في حضرة أميز خبراء الدبلوماسية العالمية وصناعها وأحد صفوة قادة الفكر والثقافة والعلاقات الدولية ممن لهم إسهامات كثيرة وتجارب متنوعة وخبرات دبلوماسية خدم بها وطنه وقيادته في سبيل تجسيد القيم السعودية وإرساء مبادئ الحوار وقيم التعايش بين الشعوب.

وأكد معالي رئيس الجامعة أن اللقاء هدف إلى تسليط الضوء على أحد أبرز مميزات الثقافة السعودية وممكناتها التي تعد قوة عالمية رائدة للسلام والتعاون والتفاهم بين الأمم والشعوب والأديان، وموئلاً لقيم التسامح ونبذ التعصب والكراهية والتطرف، وسبيلاً لتعزيز الوئام والسلام في العالم، وإعلاء القيم الإنسانية المشتركة، ونشر روح التعايش والوئام، ومكافحة الأيديولوجيات والأفكار المتطرفة، من أجل صناعة السلام العالمي من خلال الدبلوماسية الثقافية.

وقدم معالي الدكتور العامري في ختام كلمته شكره لصاحب السمو الملكي الأمير تركي الفيصل آل سعود على تشريفه لهذا اللقاء، مبيناً أن مثل هذه المشاركات تضفي أهمية كبرى على الجميع.

من جانبه، بين مدير مركز الملك عبدالله للدراسات المعاصرة وحوار الحضارات الدكتور علي الغامدي أن إقامة اللقاء في الجامعة يأتي انطلاقاً من حرص الجامعة تحقيق مسؤوليتها ورسالتها ومكانتها ومبادراتها في تعزيز قيم الحوار والتعايش ونشر مبادئ وقيم التعاون والتسامح ونبذ التعصب والتطرف والكراهية، مقدماً شكره لصاحب السمو الملكي الأمير تركي الفيصل آل سعود على تشريفه لهذا اللقاء.

وفي ختام اللقاء فتح المجال للمداخلات وأجاب سموه على عدد من الأسئلة المطروحة، بعدها تسلم من معالي رئيس الجامعة هدية تذكارية.

--
07/03/1444 09:28 ص
آخر تعديل تم على الخبر:
 

المحتوى المرتبط

بحث / ربط المحتوى

    عنوان المحتوى التاريخ