تخطي أوامر الشريط
التخطي إلى المحتوى الأساسي

 صيانة السنة وحراستها

 
الدكتور بدر بن علي العبد القادر عميد معهد تعليم اللغة العربية

جاء أمر خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود - حفظه الله - بإنشاء مجمع خادم الحرمين الشريفين للحديث النبوي الشريف في المدينة المنورة وتكوين مجلس علمي له يضم صفوة من علماء الحديث الشريف في العالم؛ ليكون امتدادًا لنهج هذه البلاد الطاهرة وقادتها منذ الإمام الموحد عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود -رحمه الله-  حين وحد البلاد على أساس الكتاب والسنة، وجعلهما أساس هذه البلاد في تعاملها وتخاطبها، مما جعل تلك الميزة مصدر فخر وخصوصية لهذا الوطن الغالي، ومرورًا بأبنائه الملوك من بعده –رحمهم الله –  الذين حافظوا على هذا النهج المبارك، وعملوا بجد واجتهاد وصدق وأمانة على تعظيم كتاب الله –سبحانه وتعالى-  وسنة نبيه – صلى الله عليه وسلم- وخدمتهما والإعلاء من شأنهما، وصولا إلى عهد سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود - حفظه الله – الذي توج الجهود العظيمة بهذا الأمر الكريم، والقرار التاريخي الفريد، الذي يعد إنجازًا عظيما، وفتحًا كبيرًا غير مسبوق لخدمة السنة النبوية، سيخلده التاريخ ضمن مسيرة هذه البلاد المباركة وقادتها الميامين – جزاهم الله خير الجزاء- على ما قدموا لخدمة الشريعة الإسلامية ومصادرها.

إن التوجيه الكريم بإنشاء جهة تعنى بخدمة الحديث النبوي الشريف وعلومه جمعاً وتصنيفاً وتحقيقًا ودراسة وبخاصة في هذا الزمن لهو خطوة عظيمة تاريخية ضرورية لحفظ الأحاديث، وإحياء السنة النبوية الشريفة وإعلاء مكانتها، وحفظها وحراستها من الكذب والتدليس، وصيانتها والدفاع عنها أمام هجمات الأعداء من خلال دراسة مفاهيمها وتأصيلها على يد جمع من العلماء المتخصصين والبارزين واستنباط العبر والدروس منها، وفق المنهج السلفي الصحيح، ورد ما يفترى على الرسول -صلى الله عليه وسلم- من أكاذيب، ونبذ ما يلفق من شبهات لأحاديث باطلة ومنكرة وضعيفة.

إن هذا المجمع يعد خطوة كبرى في تصحيح صورة الإسلام ونشر تعاليم الدين الصحيحة، وجمع كلمة علماء المسلمين، ونشر الفكر المعتدل في المجتمعات، وتحصين شبابها من الغلو والأفكار المتطرفة، وتجنيبهم خطر المبادئ الوافدة، وسموم المناهج الدخيلة، وآثار الأفكار المنحرفة، وخطورة الثقافات المستوردة.

فالله أسأل أن يحفظ لهذه البلاد عقيدتها وعزها وأمنها وأمانها، وأن يجزي قادتنا خير ما جزى على جهودهم التي تند عن الوصف لخدمة الشريعة الإسلامية ومصادرها وإعلاء مكانتها وشأنها ورعايتها وحفظها، والتي أصبحت – ولله الحمد - مضرب مثل، وقصة تروى، ومثلاً يستشهد به.

حفظ الله خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وسمو ولي عهده الأمين، وجزاهما خير الجزاء على ما قدماه خدمةً للإسلام والمسلمين، وأدام عزهما وتوفيقهما، إنه سميع مجيب.


د. بدر بن علي العبد القادر

عميد معهد تعليم اللغة العربية

--
22/08/1439 03:22 م
آخر تعديل تم على الخبر:
 

المحتوى المرتبط

بحث / ربط المحتوى

    عنوان المحتوى التاريخ
    الأحد 09/02/1439 هـ 29/10/2017 م
    المصدر:الإدارة العامة للإعلام والاتصال
    التقييم:
    الكلمات الدلالية
    جامعة الإمام، إنشاء، مجمع خادم الحرمين الشريفين للحديث النبوي الشريف، خادم الحرمين الشريفين، الملك سلمان بن عبدالعزيز، بدر بن علي العبد القادر، عميد معهد تعليم اللغة العربية