رعى صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن عبدالرحمن بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض بالنيابة، اليوم الأحد 19/2/1443هـ الحفل السنوي لجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بمناسبة اليوم الوطني الـ91 والذي أقيم في قاعة الشيخ محمد بن إبراهيم بمبنى المؤتمرات بالمدينة الجامعية.
وكان في استقبال سموه بمقر الحفل معالي رئيس الجامعة الأستاذ الدكتور أحمد بن سالم العامري وعدد من وكلاء الجامعة ومنسوبيها.
ورفع معالي رئيس الجامعة الدكتور أحمد العامري باسمه وباسم منسوبي الجامعة أسمى آيات التهاني والتبريكات إلى مقام خادم الحرمين الشريفين، وسمو ولي العهد الأمين، والشعب السعودي الكريم.
وأشار معاليه إلى أن اليومُ الوطني هذا العام يكمل مسيرة واحدٍ وتسعين عاماً من البناء والتطور والتقدم والازدهار في بلادنا الغالية لتبقى هي لنا دار على مر الزمن.
وأضاف: "منذ أن أرسى فارس الصحراء وموحد هذا الكيان العظيم الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود - طيب الله ثراه - ، وبلادنا في تطور وتقدم وسباق مع الزمن في كل المجالات، حتى أضحت اليوم مركزاً للعالم الإسلامي، ومنارةً للإشعاع الحضاري، وواحدةٍ من أهم صناع القرار السياسي والاقتصادي في عالمنا المعاصر".
وأكد الدكتور العامري أن التطور لم يحدث صدفةً، بل كان وراءه رجالٌ صدقوا ما عاهدوا الله عليه فبنوا وأحسنوا البناء؛ منطلقهم قيم الإسلام الحنيف، وهدي المصطفى عليه الصلاة والسلام، ونشر المحبة والتسامح والسلام، ومحاربة التطرف والغلو والإرهاب، ومساعدة المحتاجين في شتى أصقاع المعمورة.
وتابع: "إن مرحلة البناء والتطوير التي مرت بها بلادنا من مرحلة اللاشيء إلى أن تكون واحدة من أقوى دول العالم اقتصادياً وسياسياً له مبعثُ فخرٍ واعتزازٍ لأبناء هذا الوطن، وفيه تتجلى أسمى آيات الحب والوفاء والولاء لقيادة هذه البلاد منذ عهد الملك المؤسس – رحمه الله - إلى عصرنا الحاضر الزاهر، بقيادة مولاي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان - حفظه الله - .
عقودٌ من البناء والتطوير ومواجهة التحديات على المستويات كافةً حققت نجاحات تلو نجاحات في مختلف المجالات، خاض فيها المؤسس - رحمه الله - معاركَ جمةً في التوحيد والتأسيس والبناء؛ فمن قبائلَ متناحرةٍ، وأمنٍ مسلوبٍ، واقتصادٍ متداع، وجَهْلٍ منتشرٍ، وحالة صحية متهالكة إلى دولةٍ حديثةٍ قوامُها تلاحم وطني، وأمنٌ مستتب، واقتصادٌ متين، وتعليمٌ رائد في كل المستويات، وعلى امتداد رقعة الوطن الكبير، وخدمات صحية راقية تضاهي أفضل الخدمات الصحية العالمية".
ونوه معالي رئيس جامعة الإمام إلى أن رحلة البناء والتطوير ولدت مع المؤسس، وتواصلت من بعده على أيدي أبنائه البررة الذين حملوا الأمانة وأدوا الرسالةَ، وواصلوا مسيرة التطوير في المجالات كافةً، حتى غدت بلادنا واحدةً من أهم بلدان العالم وأكثرِها تأثيراً في مختلف المجالات الحياتية، ولم تثنهم الخطوب ولا الصراعاتُ والتحدياتُ التي ابتليت بها دولُ المنطقة، فظلت يداً تبني وتطور، ويداً أخرى تدافع وتحمي وتصون المنجزات.
وأضاف معاليه: "في هذا العهد الميمون، عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان - حفظه الله - وولي العهد الأمين - أمدّه الله بتوفيقه - تواجه بلادنا التحديات برؤيةٍ طموحة وأهداف عظيمة ومبادرات وبرامجَ عمل كثيرة؛ لبناء دولة عصرية تنافس على الصدارة، لمزيد من الرخاء لحاضر المواطن السعودي ومستقبله، ولا غَروَ أن تكونَ المملكة اليومَ تنافس على المراكز المتقدمة في المجالات الاقتصادية والتعليمية والصحية والخدمية والتقنية والأمنية بطموحٍ عنانه السماء، وبإرادةٍ حديدية لا تعرف المستحيل نحو الريادة بهمة أبناء الوطن المخلصين الأوفياء لدينهم ووطنهم ومليكهم.
وتطرق الدكتور العامري إلى ما حققته المملكة من إنجازات وقال: "في التعامل مع جائحة كورونا حققت المملكة إنجازا عالمياً، سيُحكى عبر الزمن ما قامت به قيادةُ هذه الدولة العظيمة من إدارة بارعةٍ لهذه الأزمة بحكمة بالغةٍ وقرارات حاسمة جعلت الإنسان هدفها الأول؛ فلم تفرق بين مواطن ومقيم على أرضها، وتابعت رعاياها في شتى الأقطار ووفرت لهم كلَّ رعاية واهتمام، كما لقيَ التعليمُ في بلادنا - الذي يمثل دعامة البناء والتطوير - عنايةً كبيرةً منذ عهد المؤسس حتى عصر خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان، حيث شُيّدت المدارس والمعاهد والجامعات على أعلى المواصفات؛ لتشمل ربوع الوطن، وبفضل الله ثم ما استثمرت فيه الدولة من تقنية متطورة تحولت البلاد بين ليلة وضحاها بسبب جائحة كورونا إلى التعليم عن بعد، فسارت العملية التعليمية على أفضل ما يمكن".
وبيّن معالي رئيس الجامعة إنّ الاحتفاء باليوم الوطني هو تعزيز للهوية الوطنية وبناء للشخصية السعودية الطموحة التي تعتز بماضيها وتعمل على رفعة بلادها في كل المجالات كَيدٍ واحدة في البناء والتطوير ومواجهة التحديات لأنها هي لنا دار، وهو يوم يذكرنا بما يجب علينا كمواطنين أن نعمل من أجل الوطن والدفاع عنه والمحافظة على ثوابته ومكتسباته لأنها هي لنا دار، كما أنه اليوم الذي يُذّكرنا بالمعنى الحقيقي للمواطنة عندما تذوب مصالحنا الخاصة في مصلحة الوطن العليا، حيث لا بقاء دون وطن يجمعنا ويوحدنا ليجسد معنى هي لنا دار، وأضاف: "حري بنا - ونحن نحتفي باليوم الوطني - أن نفخرَ ببلاد التوحيد ومؤسس هذا الكيان العظيم وهذه الأسرة الكريمة التي كان لها - بعد الله - الفضلُ فيما وصل إليه من تقدم وتطور وازدهار؛ فلهم منا الولاء والاخلاص في القول والعمل والدعاء بأن يديم عزهم ويوفقهم إلى خدمة هذا الوطن والأمة والإنسانية .
وفي ختام كلمته شكر معالي رئيس الجامعة صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن عبدالرحمن بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض بالنيابة تشريفه ورعايته حفل الجامعة، وسأل الله أن يحفظ قادَتنا وولاة أمرنا، وأن يديم على بلادنا الأمن والأمان والتقدم والازدهار، وأن ينصر جنودنا المرابطين على الحدود، وأن يكفينا شر الأشرار وحسدَ الحاسدين.
وشهدت احتفالية اليوم الوطني عدد من الفقرات منها: عرض مرئي عن (حب الوطن)، وعرض لقصيدة شعرية بعنوان (يا ابن الملوك) لوكيل الجامعة لشؤون المعاهد العلمية الدكتور عبدالله بن ثاني، كما ألقيت الدكتوره لمياء العقيل عضو هيئة التدريس في كلية اللغة العربية قصيدة شعرية، ثم تابع الحضور الأوبريت الوطني (هي لنا دار)، كما ألقى المقدم مشعل بن محماس الحارثي قصيدة نبطية نالت استحسان الجميع، كما تم استعراض فلم عن فعاليات الجامعة للاحتفاء باليوم الوطني، وشهد الحفل تكريم الجامعة لشهداء الوطن ممن يدرس أبناؤهم في الجامعة، كما تم تكريم أسر وذوي عدد من المتوفين من منسوبي الجامعة وهم على رأس العمل هذا العام وذلك وفاء وعرفان من الجامعة لأبنائها المتوفين، وفي ختام الحفل سلم معالي رئيس الجامعة صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن عبدالرحمن بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض بالنيابة هدية تذكارية.