الحمد لله رب العالمين، حمدا كثيرا طيبا كما يُحب ربنا ويرضاه، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، محمد بن عبد الله خير البرية، وأزكى البشرية، وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا، أما بعد:
فإن من نعم الله التي تعد ولا تحصى نعمة الأمن التي ننعم بها في هذه البلاد الطاهرة، حيث انطلقت البدايات بتوفيق الله للإمام محمد بن سعود -رحمه الله- تلك العقلية العظيمة التي حَقَّق الله لها التمكين والقبول، بعد أن كانت الجزيرة العربية أشتاتاً، تغرق في الجهل وتتلاعب بها الضلالات الفكرية، ثم يَسَّر الله لها من أحياها، ورفَعَ مقامَها دون غيرها من البلدان المجاورة؛ لأنها حققت قانون الله الكوني (التوحيد) الذي من ثماره الأمن والرشاد.
وهذه الأجيال تتعاقب جيلاً بعد جيلٍ، تجني البركة التي تأسست عليها هذه الدولة حتى وقتنا الحاضر، هذا الأساس هو مكمن سيادتها وقوتها وبقائها؛ ولهذا نرى الأعداء يتآمرون عليها، ولكن شاءت قدرة الله لها أن تكون شامخة عزيزة، وكتب لها التمكين. وهذا يدل على أن حكام الدولة السعودية الأولى والثانية والثالثة قد استرشدوا بقانون الله، وأقاموا شرعه، وحققوا توحيده؛ فكان جزاءهم التمكين والقبول.
وإنه من الوفاء لمن أسس هذه الدولة، وأقامَ عُوْدَها، أن يكون يومُ (22) من فبراير من كل عام مناسبة وطنية خالدة؛ لاستذكار تاريخ تأسيس الدولة السعودية التي أسسها الإمام محمد بن سعود -رحمه الله- منذ أكثر من ثلاثة قرون؛ حتى تَعلَم الأجيالُ بأن ثمرةَ ما نحن فيه من رقُي وازدهار وتمكين واستقرارٍ راجعٌ للأساس النقي الذي قامت عليه الدولة السعودية الأولى، وسارت على منواله الدولة السعودية الثانية والدولة السعودية الثالثة، فأصبح التاريخ شاهدا على شجرة الدولة السعودية بأن جذرها عميقٌ. سقي بالإيمان والتوحيد، وأن جذعها متين، مشدود برجالها المخلصين، الذين يفدونها بأرواحهم وأموالهم، وأن ظلالها وارفٌ ممتدٌ. لأن الله بارك فيها بالحرمين الشريفين، فأسبغ عليها الخير والنعمة، وبارك عليها بالسيادة والحكمة والقوة.
أ.د. عبدالله بن عبدالعزيز التميم
وكيل الجامعة للدراسات العليا والبحث العلمي