قال سماحة مفتي عام المملكة رئيس هيئة كبار العلماء الرئيس العام للبحوث العلمية والإفتاء الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ في كلمته التي ألقيت في المؤتمر الدولي " جهود المملكة العربية السعودية في خدمة الإسلام والمسامين وترسيخ قيم الاعتدال والوسطية والذي تنظمه جامعة الامام محمد بن سعود الإسلامية :
أن المملكة العربية السعودية منذ أن تأسست على يد الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود - طيب الله ثراه - انتهجت نهج الاعتدال والوسطية ، وذلك لأنها تأسست على أساس الكتاب والسنة وتحكيم الشريعة الإسلامية التي هي شريعة العدل والإحسان والانصاف وشريعة تكريم الانسان التي حفظت لكل انسان حقوقه وعزته وكرامته .
وأضاف سماحته أن هذا النهج المعتدل ظهر في سياسات المملكة العربية السعودية وأنظمتها وسياستها الداخلية والخارجية وللحفاظ على النهج الكريم ، وعلى هذا النهج المعتدل ، مضيفاً سماحته أن الحكومة السعودية قيادة وشعبا بذلت جهودا مضنية لترسيخ قيم الاعتدال والوسطية ونبذ الغلو والتطرف بكل ما أوتيت من طاقة وإمكانات وقد ظهرت هذه الجهود للعيان في أكثر من ميدان من ذلك :
رعاية المملكة العربية السعودية للشريعة الإسلامية وتطبيق تعاليم الإسلام في مختلف مجالات الحياة الاجتماعية والثقافية والتعليمية ، ورعاية علماء الشريعة ودعم جهودهم في نشر النهج الوسطي المعتدل المتمثل في نشر العلوم الشرعية والتحلي بالقيم الإسلامية النبيلة من العدل والأخوة والتسامح والمحبة بين عامة الناس وسائر أفراد المجتمع, ودعوتهم لنبذ الغلو والافراط والتفريط في سلوكهم وتصرفاتهم, مع التأكيد على طاعة ولاة الأمور في المعروف, والوقوف معهم صفا واحدا في مواجهة كل من يريد الشر ببلاد الحرمين وبالإسلام وأهله ، ومن ذلك جهود المملكة الجبارة في خدمة ضيوف الرحمن من الحجاج والمعتمرين وزوار الحرمين الشريفين من مختلف بلدان العالم الإسلامي ، ومن ذلك تبني المملكة العربية السعودية لقضايا المسلمين العادلة ورعايتها والدفاع عنها في المحافل الدولية وعلى راس تلك القضايا القضية الفلسطينية ، ومن ذلك مد يد الدعم والإغاثة لإخوانهم المسلمين في العالم الإسلامي ، وبناء مشاريع اغاثية وتنموية في كثير من الدول الفقيرة والمحتاجة من غير تمييز ولا تفريق بين جنس واخر ، أو طائفة وأخرى ، بل وصلت مساعداتها الاغاثية للجميع على السواء ، ومن ذلك : سعي المملكة لتقريب وجهات النظر بين الفرقاء من المسلمين في مختلف البلدان ، وبين الاخوة المتخاصمين والمتنازعين ، واجلاسهم على طاولة الحوار والتصالح والاتفاق ونزع فتيل النزاع والخلاف بينهم ، ونشر روح الأخوة والمحبة في نفوسهم ، فيأتون للمملكة فرقاء متنازعين متناحرين ، ولكنهم بعد الجلوس على طاولة الحوار تحت رعاية قيادة المملكة يخرجون اخوانا متحابين متصافين فيما بينهم ، ومن ذلك جهود المملكة الحثيثة في محاربة فكر الغلو والانحراف والتطرف بكل أشكاله وعلى جميع الميادين ، ومواجهة الفئة الضالة بكل قوة وشجاعة سواء في ميدان المواجهة العسكرية أو في ميدان التتبع والمتابعة والعمليات الاستباقية في مداهمة أوكارهم وافشال عملياتهم ومخططاتهم الاجرامية قبل حدوثها .
وأضاف سماحته أن هذه المظاهر وغيرها الكثير يؤكد على ما تتوخاه المملكة العربية السعودية من نهج الاعتدال والوسطية وجهودها الواسعة في سبيل ترسيخ قيم الاعتدال والوسطية بين المجتمع بخاصة وبين المسلمين بعامة ، ونبذها لجميع أشكال الغلو والعنف والتطرف والإرهاب في العالم حتى يعيش الناس حياة امنة مطمئنة تسودهم روح الاخاء والمحبة والتسامح فيما بينهم ، مقدماً شكره لقيادة هذه البلاد المباركة وعلى رأسها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود - حفظه الله - وولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود - حفظه الله ورعاه - .