تخطي أوامر الشريط
التخطي إلى المحتوى الأساسي

 البيان الختامي للمؤتمر الدولي لجهود المملكة العربية السعودية في خدمة الإسلام والمسلمين وترسيخ قيم الاعتدال والوسطية


الحمدُ للهِ والصلاةُ والسلامُ عَلى رسولِ اللهِ وعلى آلِهِ وصحبِهِ ومنْ والاهُ، أمَّا بعدُ:

فبرعايةٍ كريمةٍ مِنْ لدن صاحب السمو الملكي الأميرِ محمدِ بنِ سلمانَ بنِ عبدالعزيز آلِ سعود وليِ العهد نائبِ رئيس مجلس الوزراء وزيرِ الدفاع حفظه الله.

انعقد المؤتمرُ الدولي عن جهودِ المملكة العربية السعودية في خدمةِ الإسلام والمسلمين وترسيخِ قيمِ الاعتدال والوسطية.

 وذلك فِي رحاب جامعةِ الإمام محمد بن سعود الإسلامية في مدينة الرياض يومَي، الأربعاء والخميس 19 ــ 20 من شهر رجب من عام ألف وأربعمائة واثنين وأربعين من الهجرة الموافق 3 ــ 4 من الشهر الثالث من عام ألفين وواحد وعشرين من السنة الميلادية.

وبمشاركةِ نخبةٍ من أصحابِ المعالي ومن العلماء والباحثين المتخصصين من مختلفِ بلدان العالم، الذين أثرت بحوثُهم جلساتِ المؤتمرِ الافتراضية وعددُها تسعُ جلسات حيث عُرضت الأبحاثُ العلمية وأوراقُ العمل في ضوء عُنوان المؤتمر ومحاوره التي كانت على النّحو التالي:

المحورُ الأوَّلُ: جهودُ المملكة العربية السعودية في العناية بالكتاب والسنة وتطبيقِ الشريعة ودعمِ العلم والعلماء.

المحورُ الثَّانِي: جهودُ المملكة العربية السعودية في الدعوة إلى الإسلام ونشرِ العقيدة الصحيحة.

المحورُ الثَّالِثُ: جهودُ المملكة العربية السعودية في خدمة الحرمين الشريفين وقاصديهما ونصرةِ المسجد الأقصى ودعمِ القضية الفلسطينية.

المحورُ الرابعُ: جهودُ المملكة العربية السعودية في دعمِ قضايا العرب والمسلمين والأقلياتِ المسلمة.

المحور الخامس: جهودُ المملكة العربية السعودية في ترسيخ قيم الاعتدال والوسطية ومكافحةِ الغلو والتطرف، ورعايةِ الحوار بين المسلمين مع بعضهم وبين المسلمين وغيرهم.

المحور السادس: جهود المملكة العربية السعودية في مكافحة الإرهاب.

وإذ يختتم هذا المؤتمرُ أعمالَه فإنه يرفع بالغَ الشكر والامتنان، لمقامِ خادمِ الحرمين الشريفين الملكِ سلمانَ بنِ عبدالعزيز آل سعود وسمو ولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمدِ بنِ سلمانَ بن عبدالعزيز، ويقدّر ما تبذله حكومةُ المملكة العربية السعودية من جهود مباركةٍ في خدمة الإسلام والمسلمين. وما رعاية سموه لهذا المؤتمر إلا رسالة تأكيد على مواقف المملكة الثابتة والمشرّفة لخدمة الإسلام والمسلمين، والتصدي لتيارات الغلو والتطرّف، ونهج فريد في تعزيز قيم الوسطية الاعتدال، والتواصل الحضاري مع شعوب العالم؛ لتحقيق السلام والتعايش.

وقدْ خلص المشاركون في المؤتمر إلى عددٍ من التَّوصِيَات التالية:

1 ـــ رفعُ برقيتي شكرٍ وعرفان لمقام خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين على الموافقة السامية على انعقاد هذا المؤتمر، وشكر سمو ولي العهد على رعايته لهذا المؤتمر.

2 ــ رفعُ برقية شكر وعرفان على ما قدمته وتقدمه قيادةُ المملكة العربية السعودية من جهود في خدمة الإسلام والمسلمين ودعم العلم والعلماء وترسيخ قيم الوسطية والاعتدال في العالم.

3 ــ يثمّن المؤتمر جهودَ المملكة العربية السعودية في العناية بالقرآن الكريم، والجهودَ الحثيثةَ المباركة لمجمّع الملك فهد لطباعة المصحف الشّريف في خدمةِ كتاب الله، والعنايةِ به وتفسيرِه ونشرِه، وعنايتَها بإقامة البرامج والمسابقات الدولية لذلك.

4 ــ يقدّر المؤتمر عنايةَ المملكة العربية السعودية بالسنة النبوية، ويباركُ إنشاء مجمّعِ خادمِ الحرمين الشريفين الملك سلمانَ بنِ عبدالعزيز للحديث النّبوي الشريف.

5 ــ يُشيد المؤتمر بنهج المملكة العربية السعودية في تطبيق الشريعة وحدودها وأحكامها المستمدةِ من الكتاب والسنة، ويؤكد ثقتَه التامة بالنظام العدلي والقضائي بالمملكة، واستقلاليتِه.

6 ــ يُثمّن المؤتمر جهودَ المملكة في تعليم العلم الشرعي والدعوة إلى الله تعالى وفق المنهج الوسطي المعتدل، منهجِ أهل السنة والجماعة. ويدعو إلى إنشاء جامعات متخصصة في العلوم الشرعية تنافس الجامعات العالمية في التعليم المتميز في ترسيخ قيم الاعتدال والوسطية.

7 ــ يرفض ويستنكر المؤتمرون الحملات الإعلامية والسياسة المغرضة ضد قيادة المملكة العربية السعودية والعمل على استهدافها لأغراض سياسية جلية لكل ذي لُب رشيد محاولة لزعزعة مكانتها كرائدة للعالم الإسلامي والعمل الإنساني في ظل الجهود التي تبذلها لمحاربة التطرف والغلو والتشدد ودعوتها المستمرة للسلام والتسامح والتعايش مع الآخر، وتعزيز قيم الوسطية والاعتدال وجهودها الإنسانية الخيرة في شتى بقاع العالم.

8 ــ يؤيد المشاركون في المؤتمر ما اتخذتُه حكومةُ المملكة العربية السعودية من الإجراءات الاحترازية في الحرمين الشريفين في ظل جائحة كورونا التي عمت العالم بأسره، حفاظاً على سلامة قاصديهما، ويثمنون عنايتها الفائقة بسلامتهم وأداء شعائرهم، ويقدرون عالياً خدمة المملكة للحرمين الشريفين وعمارتهما، ويشيدون بمشروعات التوسعة التاريخية للحرمين الشريفين والمشاعر المقدسة، وما تلقاه من دعمٍ سخي في سبيل راحة الحجيج والعمار والزوار.

9 ــ يثمّن المؤتمر مواقفَ المملكة العربية السعودية التاريخيةَ الثابتةَ في دعمِ القضية الفلسطينية ونصرةِ المسجد الأقصى، كما يقدّر المؤتمر جهودَها ومبادراتِها في دعم قضايا العرب والمسلمين، وجهودَها الخيّرةَ في دعم الأقلياتِ المسلمةِ في أنحاءِ العالم.

 10 ــ يدعو المؤتمر إلى إنشاءِ مركزِ تواصلٍ عالمي خاصٍ بالأقليات المسلمة؛ لتعزيز علاقاتهم بالعالم الإسلامي، يُعنى بالدعم الإعلامي والتعليمي للأقليات المسلمة، وتوفيرِ البعثات والمنح الدراسية إلى الجامعات في بلدان العالم الإسلامي، ونشرِ المنهج الوسطي المعتدل وحمايتِهم من الفكر المتطرف. ويكون مقرُه المدينةَ المنورة.

11 ــ يشيد المؤتمر بجهودِ مركز الملكِ سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، وأعمالِه وبرامجِه الرائدة، ويشيدُ بما يقدمه من دعمٍ ومشروعاتٍ وبرامجَ إنسانيةٍ في مختلفِ دول العالم.

12 ــ يدعو المؤتمر للتعاون مع المملكة العربية السعودية، ودعمِ جهودِها في نشر الاعتدال ومحاربة التطرف، ويثمنُ جهودَها في مكافحة جرائم الإرهاب وتمويله، وسعيَها إلى توحيدِ جهودِ الدول الإسلامية لمواجهته، كما يثمن المؤتمر جهودَ المركزِ العالمي لمكافحة التطرف، ويدعو إلى مكافحةِ كافة أشكال الغلو والتطرف والإسهامِ الفاعل لمؤسسات التعليمِ والإعلامِ في ذلك، من خلال دعم المنهجِ الوسطي المعتدل وبرامجه ودعاته

13 ــ يقدّرُ المؤتمر جهودَ المملكة العربية السعودية في دعم الحوارِ في الداخلِ الإسلامي وخارجِه، وسعيَ المملكة الحثيث ومبادراتِها إلى اتخاذه وسيلةً لنبذ الخلافات، وتحقيقِ اجتماع المسلمينَ على الكتاب والسنةِ وما عليه سلفُ الأمة، كما يؤكد المؤتمر على الإفادة من الحوار في إبراز حقيقة الإسلام وأنه دينُ الرحمةِ والعدل والوفاء، ومحاربتِه لأنواع الظلم والأعمال الإجرامية كافة.

14 ــ يستنكر المؤتمر عدوانَ المليشياتِ الحوثيةِ الإرهابية على المملكة العربية السعودية وخرقَها للقوانين الدولية والإنسانية، ويؤكد تضامنَه مع المملكة في كافة الإجراءات التي تتخذُها لصدِ هذا العدوان، كما يدعو إلى توحيدِ الصف وجمعِ الكلمة في جميع الدول الإسلامية، ونبذ الجماعاتِ والأحزابِ الإرهابية.

15 ــ يدعو المؤتمر الجامعاتِ والمراكزَ، والجهاتِ البحثية، إلى الإسهامِ المتواصلِ في اجتثاث الفكرِ المتطرف، وكشفِ آثاره وآثارِ الجماعات الإرهابية على الإنسان والدولة، من خلال إعدادِ دراساتٍ فكرية وبحوثٍ علمية وبرامجَ وثائقية، تبينُ أصولَ التطرفِ الديني والفكرِ الإرهابي في المجتمعات الإنسانية، وإنشاءِ أمانةٍ عامةٍ لذلك يكونُ مقرُها في جامعة الإمامِ محمدِ بن سعود الإسلامية.

16 ــ يُؤكد المؤتمر على أهميةِ التوسع في الجانب الإعلامي الوثائقي بكافة أدواته بمختلف اللغات، لإظهار جهودِ المملكة العربية السعودية في خدمة الإسلام والمسلمين ودعمِ العلم والعلماء، ومساعداتِها الإنسانية في جميع مجالات الحياة.

17 ــ يُوصي المؤتمر بإنشاءِ مركزٍ لرصد جهود المملكة العربية السعودية في خدمة الإسلام والمسلمين، ليُستفاد منها، ويشجعَ على الاقتداء بها، وحفظها للأجيال، ويتضمنُ ذلك مشاريعَ بحثية وكراسيَ علمية، وإعدادَ موسوعةٍ شاملةٍ تضمُ جهودَ المملكة العربية السعودية في خدمة الإسلام والمسلمين والحرمين الشريفين، ونشرِ المنهج الوسطي عبرَ حكامِها وأمرائها وعلمائها ومؤسساتِها الدعوية والتعليمية، ويترجمُ ذلك باللغات الحيَّة.

18 ــ  يُوصي المؤتمر بالاستفادة من استراتيجية المملكة في الحوار كأحد اهم الممكنات للحفاظ على الأمن والوسطية والاعتدال والتعايش بين فئات المجتمع.

19 ــ يشيد المؤتمر ببيان هيئة كبار العلماء في المملكة الصادر مؤخراً في ربيع الأول 1442هـ والمتضمن التحذير من جماعة الإخوان الإرهابية، كما يدعو المؤتمر جامعات العالم العربي والإسلامي إلى زيادة البحوث والدراسات العلمية التي تحلل وتفند خطاب جماعة الإخوان الإرهابية الموجه للشباب المسلم.

20 ــ يُوصي المؤتمر بجمع كافة الفتاوى التي جرمت التطرف والتشدد والإرهاب للإفادة منها كمرجع علمي.

    والحمد للهِ الذي بِنِعْمَتِهِ تَتِم الصالحاتُ، وصلَّى اللهُ وَسَلَّمَ على نَبِيِّنَا مُحَمَّد وآلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ. والسلامُ عَلَيْكُمْ وَرَحمةُ اللهِ وَبَرَكَاتُه.

 

جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية

الرياض

الخميس: ٢٠ رجب ١٤٤٢هـ الموافق 4 مارس ٢٠٢١م

--
20/07/1442 03:20 م
آخر تعديل تم على الخبر:
 

المحتوى المرتبط

بحث / ربط المحتوى

    عنوان المحتوى التاريخ