إن يُسأل التاريخ عن عزنا نحن السعوديين ستكون أسرة آل سعود روايته المثلى للعزة الأعز في كل ما يروى عن السعوديين وللسعوديين. وإن تُسأل أرض شبه الجزيرة العربية عن طبعنا نحن السعوديين سيعانق السماء صوتها مرددا: المخلصين، المخلصين.
بين السؤالين، تكمن أعظم تجارب الأمم في تعريفها للأوطان. بين السؤالين، قاد الإنسان وطنا للإنسان. بين السؤالين، ولدت معادلة الملك العبقري عبد العزيز طيب الله ثراه الذي استطاع أن يوحد للعالم دولة تقوده للسلم والعمران. بين السؤالين، تضج أفئدة شعب عربي سعودي على مدى خمسة وتسعين عام بولاء منبعه العرفان وسقفه الإيمان. بين السؤالين، قيم تمايزت أصولها، تقاليد تنوعت تضاريسها، لهجات تعددت في العذوبة أنغامها؛ فتكاملت وتوحدت وانسجمت في ظل راية وفي سبيل رؤية سبق المكان فيها الزمان.
بين السؤالين، تجاوز يومنا الوطني حدود التقويم السعودي إلى تقاويم العالم الأخرى، موعدا كل عام لعالم يترقب دولة عظمى، تؤسس للعالم في العالم نهضة كبرى؛ حيث تكون المملكة العربية السعودية مصنعا للإلهام، مركزا للسلام، بوصلة للأمام. بين السؤالين، تجاوز يومنا الوطني صفة اليوم في التاريخ إلى صفة التاريخ لكل المقبل في الأيام.
بين السؤالين، ومن خلف ثلاث صور غاليات عظيمات، يتعاظم حياء من يرجو عطاء يليق بها. يتعاظم في النفس واجبها تجاه أمانة المؤسس في الذي بناه، تجاه قيادة ملك حكيم فيما عاهدناه، تجاه طموح الملهم في تمكينه وفيما أعطاه. بين السؤالين، سؤال ثالث أسأله الله كل عيد للوطن الحبيب: اللهم أجعلني وذريتي لوطني من الساعين، المخلصين.