في كل عام تتجدد ذكرى ابتهاج الوطن بتوحيد البلاد على يد المغفور له بإذن الله الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن بن فيصل آل سعود، وإعلان اسم المملكة العربية السعودية في عام ١٣٥١هـ/١٩٣٢م ليحتفل الوطن بكافة أطيافه وقطاعاته بل شوارعه وميادينه وحاراته بهذه الذكرى، تجديداً للحب والولاء والتلاحم بين القيادة والشعب، وترسيخاً للمبادئ الوطنية وتعزيزاً لروح المسؤولية وبذل الجهد والتضحية ليبقى هذا الوطن شامخاً ورايته عالية بين الأمم.
لقد مثّل الإنسان في هذا الوطن هدفاً وغاية عند ملوك هذه الدولة المباركة وإننا نستحضر في هذا اليوم ما تحقق على يد الملك عبد العزيز والرجال المخلصين الذين التفوا حلوله ونصروه وساندوا جهوده حتى وحد هذه البلاد ولم شملها، ومنذ هذا الوقت سخرت الدولة كل العناصر لخدمة الإنسان السعودي ووضعت الأسس التي تؤكد أنه المحور الرئيسي في بناء الوطن ونهضته وتقدمه، وسار الملوك البرره على هذا النهج حتى أطلقت المملكة رؤيتها وجعلت تنمية الإنسان ركيزة أساسية في تحقيق أهداف هذه الرؤية وبرامجها فلمس القريب والبعيد آثارها، والإنجازات التي حققتها وما زال المستقبل يبشر بإنجازات أكثر وأكبر على كافة الأصعدة، ببناء إنسان متمسك بقيمه وعقيدته متسلحاً بالعلم محباً لوطنه مطوراً من قدراته في عالم سريع التطور.
تأتي الذكرى الواحدة والتسعون وقد نجحت القيادة وبهمة الشعب السعودي في تنفيذ الكثير من الإصلاحات وفق مستهدفات رؤية 2030 في تجاوز جائحة كورونا بتنويع مصادر الدخل و الإيرادات غير النفطية وتعزيز فرص العمل وتحسين الخدمات مع الإصلاحات التشريعية والهيكلية التي انعكست على تحسين الأداء والتنافسية التي أدت إلى ارتفاع ترتيب المملكة في المؤشرات الدولية.
يأتي هذا اليوم ونحن نعيش عصر العزم والحزم ونسير بخطى ثابتة نحو التطوير والتجديد وبناء اقتصاد متين، كان العلم والمعرفة أهم ركائزه والاستثمار في الإنسان السعودي أهم أعمدته وواصلت القيادة دعمها المادي والمعنوي لرفع كفاءته وقدراته وتعهدته بالتطوير المستمر وتنمية الشغف لديه للاعتزاز بقيمه وأخلاقه لينافس في سوق العمل المحلي والدولي.
وبالتزامن مع هذه الذكرى الغالية هذا العام أطلق ولي العهد الأمير محمد بن سلمان قبل أيام برنامج تنمية القدرات البشرية، أحد برامج تحقيق رؤية المملكة العربية السعودية 2030م، والذي يمثل استراتيجية وطنية تستهدف تعزيز تنافسية القدرات البشرية الوطنية محليًا وعالميًا، باغتنام الفرص الواعدة الناتجة عن الاحتياجات المُتجددة والمُتسارعة.
وأكد سموه أن "تنمية القدرات البشرية" هو أحد برامج تحقيق رؤية المملكة 2030م، وأنه استراتيجية وطنية تستهدف تعزيز تنافسية القدرات البشرية الوطنية محليًا وعالميًا. ليكون المواطن مستعداً لسوق العمل الحالي والمستقبلي بقدرات وطموح ينافس العالم. وذلك من خلال: تعزيز القيم، وتطوير المهارات الأساسية ومهارات المستقبل، وتنمية المعرفة".
مثل هذه المبادرات والبرامج ستفتح الأبواب لبناء قدرات وطنية منافسة ترتكز على أساس تعليمي متين، كما تسهم في تعزيز القيم المستهدفة منذ سن مبكرة مثل قيم الوسطية والتسامح، والعزيمة والمثابرة، والانضباط والإتقان، بما يعزز المهارات المهنية والاجتماعية والنفسية ويحقق قيم المواطنة.
مدير الإدارة العامة للمرافق
م. سالم بن سويلم العوفي