الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده :
إن قرار خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز - حفظه الله ورعاه – اعتماد تطبيق نظام المرور ولائحته التفسيرية على الرجال والنساء على حد سواء ، والسماح بذلك للمرأة بقيادة السيارة وفق الأنظمة والتعليمات يعكس حرص القيادة الرشيدة على مصلحة الوطن والمواطن والعمل على تحقيق متطلبات الحياة واحتياجات الناس ، وينطلق أساسا من تكريم الإسلام للمرأة ، فهي عزيزة مكرمة في بيتها مصونة في خارج بيتها ، يؤخذ من رأيها وعلمها في أي مجال من مجالات الحياة ، وهو ما يشير إليه القرآن الكريم الذي نزل للرجال والنساء معا ، والسنة النبوية المطهرة التي أيضا التي نقلها الرجال والنساء عن رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم معلم الناس الخير ، ولم يكن هناك في يوم من الإيمان في تاريخ هذا الدين أي انتقاص أو احتقار أو امتهان للمرأة عن الرجل ، بل تكريم وتعزيز ومكانة عالية ، فهي الأم والبنت والزوجة والأخت والقريبة والجارة ، والنساء عموما شقائق الرجال كما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم عن ذلك وهو الذي لا ينطق عن الهوى ، وهي كذلك معلمة قديرة ،ومربية فاضلة، وطبيبة مداوية ، ومالكة حرة في مالها ، تبيع وتشتري كما الرجل تماما ، مع حشمتها و وقارها وأدبها وهيبتها ، والأنظمة في المملكة لا يوجد فيها نظام يخالف الإسلام ، وهو ما نصت عليه مواد النظام الأساسي للحكم وغيره من الأنظمة ، وقد بين العلماء الكبار أن الأصل في ذلك الإباحة ، ومن ثم فالقرار الكريم مبني على قواعد شرعية ، وأصول معتبرة .
ويهدف القرار إلى مكافحة عدد من السلبيات والظواهر التي نتجت عن منع المرأة من القيادة ، والعمل على تحقيق ما يقابلها من المصالح المعتبرة وفق الضوابط الشرعية والأنظمة المرعية ، والذي يتأمل هذه المصالح يرى أنها دينية واجتماعية وأمنية واقتصادية ، كما يتضمن القرار سدا للذرائع الموصلة إلى تلك السلبيات المترتبة على جلب السائقين من ثقافات مختلفة وعادات متباينة ، ولهذا سيسهم هذا القرار بإذن الله تعالى في تعزيز القيم الإسلامية النبيلة في هذه البلاد وترسيخها في نفوس مواطنيه ، وسيلبي حاجات كثير من الأسر التي تفتقر إلى قيادة المرأة للسيارة ، وسيلجم أفواه المغرضين الذين يثيرون الشائعات ويشاغبون على وطننا بالكذب والباطل والبهتان ، و لا يخفى على كل متابع للقرار حرص الدولة على حراسة الفضيلة وحماية القيم وهو ما نص عليه الأمر السامي الكريم من تذكير بهذه المسؤولية وأن تجاوز ذلك يرتب عليه النظام المساءلة والعقاب .
نسأل الله تعالى أن يحفظ بلادنا وأن يديم عليها الدين والأمن والأمان والرخاء والاستقرار في ظل قيادتنا المسددة وعلى رأسها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز حفظهم الله وبارك في أعمالهم لخير البلاد والعباد ، والله الموفق .
كتبه :
الأستاذ الدكتور / بندر بن فهد السويلم
أستاذ النظريات العامة في الفقه الإسلامي بالمعهد العالي للقضاء - جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية