تخطي أوامر الشريط
التخطي إلى المحتوى الأساسي

 مسيرة فخر .. لاطهر ثراء تعاضد قيادة وشعب

 
عميد التعلم الإلكتروني والتعليم عن بعد  الأستاذ الدكتور عبدالعزيز بن سعد العامر

تحتفل المملكة العربية السعودية بيومها الوطني في عامه السابع والثمانين، حاملةً مشعل أسلافها المباركين في دولة قوامها العدل، ومنهجها الإسلام، وفق رؤية تنموية جادة، تسعى ـ دائماً وأبداً ـ إلى رقيّ المملكة ونهضتها.

سبعة وثمانون عاماً من البناء الملحمي، والعمل الجاد، مضى ـ خلالها ـ الأبناء والأحفاد على خطى أباهم المؤسس، في مسيرة التقدم والتطوير المستمر وفق معطيات كل عصر، من خلال رسم خطط التنمية وتنويع مصادر الدخل الوطني، وتحقيق أهداف المملكة في تعزيز القيم الإنسانية، والحفاظ على المقدسات الإسلامية.

بعد سبعة وثمانين عاماً، تمضي المملكة بخطى واثقة نحو التقدم، على الطريق الذي رسمه مؤسسها الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود –طيب الله ثراه-، الذي جاهد بنفسه وأولاده وماله في لم الشمل وتوحيد هذه البلاد وإنقاذها من التمزق والتشرذم، حتى أسس دولة عظيمة تسير على كتاب الله تعالى وسنة نبيه الكريم، صلى الله عليه وسلم وهي في طريقها نحو التقدم والازدهار.

ومنذ ذلك الحين، والمملكة صادعة بالحق في كل شؤونها، حاملة لمنهاج النبوة، توالى ملوك البلاد في رعاية الحرمين الشريفين وقاصديهما، وفق أحدث آليات العصر وإنجازات الواقع. دون أن تغيب عنهم قضية استكمال مسيرة التقدم والتنمية وتطوير كافة النواحي الحياتية لمواطني هذه البلاد المباركة.

ويُعد اليوم الوطني أبرز المناسبات التاريخية المضيئة، فهو يمثل تتويجاً لمسيرة جهادية عظيمة قادها الملك المؤسس عبد العزيز ـ طيب الله ثراه ـ لتوحيد هذه البلاد وتأسيس هذا الكيان الشامخ، كما يمثل رمزاً لبداية انطلاقة المسيرة الجهادية الأخرى وهي النهضة والتطوير لبناء الدولة الحديثة.

لقد وجدنا في تاريخنا الحديث أن بلادنا الكريمة تعرّضت إلى جملة من العقبات، استطاعت بهمة قادتها وتلاحم أبنائها تجاوزها، وتحويلها إلى عوامل دافعة نحو المستقبل، وذلك لأن الملك المؤسس ـ رحمه الله ـ  سنّ  لهذه البلاد، سنة حسنة، سار عليها الأبناء والأحفاد ـ حتى يومنا هذاـ  تتلخص في التركيز على التقدم إلى الأمام، وعدم التراجع إلى الخلف أبداً، أو الخضوع أمام المعوقات، والسعي دائما وأبداً إلى التطوير.

ومع نسمات الذكرى السابعة والثمانين ليومنا الوطني، يعيش المواطنون في تلاحم وتعاضد وتوحد مع قيادتهم، سائلين المولى تعالى  أن يديم عليهم نعمة الأمن والأمان، وهي الرسالة التي يجب أن تعيها الأجيال، ليستمر الوطن في عطائه وأمانه.

إن الذكرى السنوية لتوحيد المملكة تستعيد أمام أعيننا توحد كلمة الشعب مع القيادة، في ظروف كانت معقدة، وهو ما يتطلب منا جميعا تجديد الولاء في ظل بشائر النمو والتقدم التي لا تكاد تتوقف، فما إن نحقق إنجازا حتى يأتي إنجاز آخر.

وبالمقارنة مع أوضاع العديد من الدول والشعوب من جوارنا سنجد أن المملكة في صدارة الدول من حيث التقدم والازدهار وتعدَّد نعم الله تعالى  وأبرزها نعمة الأمن والاستقرار السياسي والاقتصادي، وهو الأمر الذي ينبغي للأجيال أن تعيه جيداً.

إن ما وهبه الله تعالى لهذه البلاد المباركة من نعم وخيرات، وترابط وشورى بين القائد وشعبه، مكّن القيادة من بناء قاعدة اقتصادية وطنية صلبة، الأمر الذي انعكس ـ بشكل واضح ـ على المنجزات المتنوعة الضخمة والبارزة على كافة المستويات السياسية والعلمية والاقتصادية والطبية والصناعية والثقافية والعمرانية وغيرها.

إنه يوم لا بد للأجيال أن تتذكره وتقف أمام إنجازاته، لتأخذ الدروس والعبر فهو يمثل قصة نقلت البلاد من الشتات إلى نور التقدم والوحدة والتعاون والتآلف والعمل، وبالتالي كانت وحدة الوطن واستقراره من أبرز المقومات التي ساهمت في تقدم البلاد، وواجبنا تجاه وطننا الغالي هو الحفاظ على وحدته ومقدراته.

ونحن نحتفل باليوم الوطني، لا بد أن تعي الأجيال كل القيم والمفاهيم والتضحيات والجهود المضيئة التي صاحبت بناء هذا الوطن الشامخ، وبالتالي فإن اليوم الوطني تاريخ بأكمله، إذ يجسد مسيرة النمو والتطور وبناء الدولة الحديثة.

وبينما تمر علينا هذه الذكرى العطرة، فإن أهم ما يلفت الانتباه، هو ما يمكن اصطلاحه بـ "الوثبات النهضوية" سواء في مجال الاقتصاد أو السياسة أو الإدارة، والتي قادها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز -حفظه الله- ثم بجهود ولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولي العهد ـ حفظه الله ـ .

وأي متابع في العالم كله، لا يمكنه أن ينكر ما تزخر به البلاد من تنمية ونهضة غير مسبوقة، في كافة جوانب الحياة، سواء ما يتعلق باستمرار خدمة وتوسعة الحرمين الشريفين، أو تطوير البنى التحتية لكافة مناطق المملكة، ومشاريعها المختلفة، ومطاراتها، وكذلك وسائل النقل الحديث، وغير ذلك من المشاريع التي تصب في صالح المواطن السعودي، وتحقيق الأمان الاجتماعي.

جهود عظيمة تبذل ونتائج مبهرة نراها في كافة مناحي الحياة، كنتاج لرؤية تنموية واضحة يرعاها قائدنا بقرارات شجاعة، تؤكد على مبدأ التنمية المتوازنة والمستدامة وتأهيل الكوادر البشرية.

إن بلادنا تزخر بالإمكانات الطبيعية، وتعج بالكفاءات والقدرات البشرية القادرة ـ بإذن الله ـ على إدارة تلك الإمكانات، ولا تحتاج تلك المقومات إلا لقيادة رشيدة وواعية وجادة، وهو ما ظهر جلياً في تبني المملكة رؤية تنموية ونهضوية شاملة، تبذل فيها القيادة جهداً مضنياً لتحقيق نهضة شاملة دائمة في البلاد.

لقد جُنّدت كل الطاقات والإمكانيات من أجل رفعة المواطن السعودي وتنمية قدراته وتحقيق الرفاهية والكرامة له، ذلك أن هذا المبدأ جاء نتيجة قناعة راسخة لدى القائمين على شؤون البلاد، بضرورة تنمية الموارد البشرية فالإنسان هو هدف التنمية وهو وسيلتها في كل شيء.

نعيش اليوم فرحة يومنا الوطني السابع والثمانون، وفي أجندة المملكة الكثير من المشاريع الكبرى، على الصعيدين الاقتصادي والخدماتي، وهو ما يتطلب منا جميعا بذل الجهد وتوحيد الكلمة، لتسير البلاد في أمان، نحو هدفها المنشود، بحسٍّ وطني بعيداً عن كافة الدعوات الهدامة والأجندات الخارجية التي تحاول أن تنال من أمن الوطن ورفعته.

وبينما تشدو في آذاننا إيقاعات عهد جديد من التنمية والإنجازات، نجدد العهد والتأييد لقيادتنا الرشيدة، تحت راية واحدة تجمع سواعدنا، وتوحد كلمتنا لبناء بلدنا الحبيب..


عميد التعلم الإلكتروني والتعليم عن بعد

الأستاذ الدكتور عبدالعزيز بن سعد العامر

--
22/08/1439 03:21 م
آخر تعديل تم على الخبر:
 

المحتوى المرتبط

بحث / ربط المحتوى

    عنوان المحتوى التاريخ