تخطي أوامر الشريط
التخطي إلى المحتوى الأساسي

 قرار إنشاء (مجمع خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود للحديث النبوي الشريفين) ترسيخ لمنهجية المملكة في خدمة الشريعة الإسلامية ومصادرها

 
د. ناصر بن محمد الهويمل مستشار معالي مدير الجامعة عميد معهد خادم الحرمين الشريفين


إن لسنة المصطفى -صلى الله عليه وسلم-  مكانة عظيمة في نفوس المسلمين؛ ذلك أنها المصدر الثاني للتشريع الإسلامي بعد القرآن الكريم، وقد دلت على ذلك العديد من الشواهد من القرآن الكريم والسنة النبوية: قال تعالى: "وَأَطِيعُواْ اللّهَ وَالرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ "، وقال تعالى: "وَمَن يُطِعِ اللّهَ وَالرَّسُولَ فَأُوْلَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللّهُ عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاء وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا". وقال تعالى: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللّهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً ". وقد قال القرطبي في المقصود بالرد إلى الله والرسول: "أي ردوا ذلك الحكم إلى كتاب الله أو إلى رسوله بالسؤال في حياته، أو بالنظر في سنته بعد وفاته صلى الله عليه وسلم, هذا قول مجاهد والأعمش وقتادة، وهو الصحيح".

وقد ورد في السنة النبوية ما يرسخ أهميتها في حياة المسلمين، فعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: "خطب رسول الله صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع فقال: يا أيها الناس: إني قد تركت فيكم ما إن اعتصمتم به فلن تضلوا أبداً، كتاب الله وسنتي".

وقد سار على ذلك النهج سلف الأمة، يقول الزهري: كان من مضى من علمائنا يقولون: الاعتصام بالسنة نجاة، وقال شيخ الإسلام ابن تيمية :" فمن اعتصم بالكتاب والسنة كان من أولياء الله المتقين، وحزبه المفلحين، وجنده الغالبين"، قال الشيخ عبد الرحمن السعدي: أمر برد كل ما تنازع الناس فيه، من أصول الدين وفروعه، على الله والرسول، أي إلى كتاب الله وسنة رسوله، فإن فيهما الفصل في جميع المسائل الخلافية، إما بصريحهما، أو عمومهما، أو إيماء، أو تنبيه، أو مفهوم، أو عموم معنى، يقاس عليه ما أشبهه. لأن كتاب الله وسنة رسوله عليهما بناء الدين، ولا يستقيم الإيمان إلا بهما فالرد إليهما شرط في الإيمان".

ولقد قيّض الله سبحانه وتعالى لسنة نبيه - صلى الله عليه وسلم- من شرَّفهم الله تعالى بخدمتها، من خلال تعليمها ونشرها، أو شرحها، أو دراستها، أو التخصص في علومها وبحثها ومدارستها، وقد حظي بذلك الشرف العديد من المسلمين على مر العصور.

وفي العصر الحديث حظيت بلادنا - حرسها الله- بصدارة البلدان والشعوب في خدمة سنة المصطفى -عليه الصلاة والسلام-، وقد تكللت تلك الجهود بأمر خادم الحرمين الشريفين بإنشاء "مجمع خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود للحديث النبوي الشريفين".

لقد رسخ ذلك القرار المبارك استمرار المملكة العربية السعودية على منهجها في خدمة الشريعة الإسلامية ومصادرها، وتعهدها بالحفظ والرعاية بما يعزز أثرها في حياة المسلمين، ويعزز تطورهم ونهضتهم.

وسيسهم ذلك المجمع في تطوير أساليب البحث العلمي لخدمة الحديث النبوي من حيث الجمع التصنيف والتحقيق والدراسة؛ بسبب وجود جهة خاصة بذلك، تضم نخبة من علماء الحديث الشريف في العالم؛ لذا سيكون مرجعًا علميًا موثوقًا عند العلماء وطلبة العلم في العالم حيث سيقف المسلمون وغيرهم على الثابت من سيرة المصطفى - صلى الله عليه وسلم-، وعلوم سنته، وطرائق البحث فيها.

وختامًا أسأل الله سبحانه أن يديم على بلادنا نعم الأمن والأمان والاستقرار والوحدة الترابط والتلاحم بين الراعي والرعية، وأن يحفظ علينا ولاة أمرنا، على رأسهم خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز- حفظه الله ورعاه-، وولي عهده صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان، نائب رئيس مجلس الوزراء، وزير الدفاع– حفظه الله ورعاه، وأن يتم عليهما نعمه ظاهرة وباطنه، ويمدهما بالصحة والعافية، ويعينهما على خدمة الإسلام والمسلمين، ويبارك في جهودهما، ويسدد آرائهما وأعمالهما وتوجيهاتهما على الخير، وأن يحفظنا من كيد الأعداء والحاقدين والحاسدين.


مـسـتـشـــار مـعــالي مــــديــــر الـجـامــعـــــــة عميد معهــــد خــــادم الحـرمين الشريفين لـدراســـات الإعـجـــاز في القـــرآن والـسُـنــة


د. ناصر بن محمد الهويمل

--
22/08/1439 03:22 م
آخر تعديل تم على الخبر:
 

المحتوى المرتبط

بحث / ربط المحتوى

    عنوان المحتوى التاريخ
    السبت 01/02/1439 هـ 21/10/2017 م
    المصدر:الإدارة العامة للإعلام والاتصال
    التقييم:
    الكلمات الدلالية
    جامعة الإمام، إنشاء، مجمع خادم الحرمين الشريفين للحديث النبوي الشريف، خادم الحرمين الشريفين، الملك سلمان بن عبدالعزيز، مـسـتـشـــار مـعــالي مــــديــــر الـجـامــعـــــــة، عميد معهــــد خــــادم الحـرمين الشريفين لـدراســـات الإعـجـــاز في القـــرآن وال