تخطي أوامر الشريط
التخطي إلى المحتوى الأساسي

 أبناؤنا حماة وطن

 

مما لا ريب فيه، أنّ حماية الأوطان، واجب كل إنسان، فلا يماري امرؤ ومعه عقله، أنّ الوطن بيته الذي لا يمكن أن يستغني عنه، مما يدعو كل مواطن للمحافظة على أمنه وسلامته، وأن يدافع عنه ما استطاع إلى ذلك سبيلاً. ولا تقتصر حماية الأوطان والدفاع عنها على مواجهة العدوان والدخيل فحسب، بل إن من الواجب في حماية الأوطان مناهضة كل فكر مغشوش، أو شائعة مغرضة أو محاولة استقطاب البعض لمصلحة أصحاب الأهواء المشبوهة. كما تشمل حماية الأوطان المحافظة على أسراره الداخلية، وعدم التعامل مع أعداء الوطـــــن أو من يريدون به الســــوء من دول أو جماعات أو أحزاب، ممن ينفثون سمومهـــم في أجـــــواء المجتمــعــــات بغياً منهم وعدواناً. وقد شرع ربنا سبحانه الجهاد من أجل الدفاع عن العقيدة والوطن، ودعا إلى حماية الوطن من أعدائه، وممن يريدونه بسوء، وممن يريدون إحداث القلاقل والفتن وإثارة المخاوف والاضطرابات. والذي يحدث القلاقل أو يشجع عليها أو يدعو لها ليس بكامل الإسلام، فقد قال سبحانه: (والذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات بغير ما اكتسبوا فقد احتملوا بهتاناً وإثماً مبيناً)، وقال رسول الله صلي الله عليه وسلم: "المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده"، وقال أيضاً:" والمؤمن من أمنه الناس على دمائهم وأموالهم وأعراضهم". ومن الخيانة العظمى أن يخون مواطن وطنه ويتآمر ضده من أجل منفعة مادية أو لمصلحة فئة باغية، ومن فعل ذلك كان بعيداً عن الدين؛ لأن المؤمن الحقيقي من أمنه الناس على دمائهم وأموالهم وأعراضهم.

إن الإنسان الذي يخون وطنه ويتآمر مع أعدائه إنسان بعيد عن حظيرة الإيمان، فواجب أبناء الوطن أن يكونوا عيوناً ساهرة لحماية أمن الوطن، وأن يتضامنوا في درء أي خطر يتهددهم، وأن يتكاتفوا جميعاً عن بكرة أبيهم وبلا استثناء على ردع كل من تسوّل له نفسه أن يجترئ على الوطن، وأن يسعى بذمتهم أدناهم، وأن يكونوا يداً على من سواهم، ويتعاونوا جميعاً لأجل هذه الغاية النبيلة.

وحماية الوطن مسؤوليّة جميع أبنائه كلّ من موقعه، وهو شرف رفيع وأجر عظيم. ومما يثلج الصدر ويسر الخاطر ما يقوم به رجال أمننا من حماية للوطن وأبنائه من غوائل الإرهاب وشرور المعتدين المفسدين يقتحمون المخاطر ويغامرون بأنفسهم وأرواحهم فداء لدينهم وحماية لوطنهم ودفاعاً عن مقدساتهم؛ فلهم منا التحية والتقدير والدعاء بالحفظ والعافية والسلامة والنصر والتأييد، فبهم -بتوفيق الله- يسعد الوطن والمواطن، ويأمن الجميع على أرواحهم وأعراضهم وممتلكاتهم‘ فلله درهم ويا لجلالة قدرهم وما أعظم أثرهم على الناس؛ فهم تاج على رؤوس الوطن والمواطن، وصمام أمان بحفظ الله. رفع الله قدرهم وأعلى منزلتهم وشفى الله مصابهم ورحم متوفاهم، وتقبلهم في الشهداء، وهنئياً للوطن برجال أمنه وقواته ومواطنيه المخلصين، وأدام على دولتنا المباركة المملكة العربية السعودية أمنها ورخاءها وعزها واستقرارها في ظل ملك حازم وعادل والدنا خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز -حفظهما الله- والحمد لله رب العالمين.


د. خالد بن راشد العبدان

  عميد شؤون الطلاب




--
22/08/1439 03:21 م
آخر تعديل تم على الخبر:
 

المحتوى المرتبط

بحث / ربط المحتوى

    عنوان المحتوى التاريخ