تخطي أوامر الشريط
التخطي إلى المحتوى الأساسي

 إنها السعودية فِتيةُ الشهامة

 
الأستاذ الدكتور بندر فهد السويلم

الحمد لله وحده ، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده :

  فإن من نعم الله سبحانه وتعالى على بلادنا المملكة العربية السعودية  أن وفقها الله لإقامة التوحيد الخالص لله تعالى والدعوة إليه  ، وإعزاز الدين ورفع كتاب الله تعالى وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وخدمتهما والعناية بعلومهما ، وتطبيق الإسلام في شؤون الحياة ، ونبذ الخرافات والجهالات والبدع والضلالات ، فأسبغ الله عليها نعم الأمن والأمان والرخاء والاستقرار واجتماع الكلمة ووحدة الصف وتلاحم الشعب مع قيادته ، وقامت الجماعة فيها مع الإمامة الشرعية مستمسكة بدين الله القويم  ، امتثالا لقوله تعالى : ( واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا ) فحصل التآلف والتكاتف والتعاون بين المجتمع والقيادة الحكيمة التي حرصت وأكدت  على تقديم كل ما من شأنه حفظ هذا الكيان والرقي به ، ونمائه وازدهاره مع الحفاظ على ثوابته الدينية والأخلاقية ، ومنها خدمة الإسلام والمسلمين في كل زمان ومكان ورعاية الحرمين الشريفين للحجاج والمعتمرين والزوار ، وتقديم الدعم اللامحدود لقضايا العرب والمسلمين في كافة المحافل الدولية ، وأصبحت المملكة بقيادتها الرشيدة وسياستها العادلة ملاذا للمسلمين في كافة قضاياهم ، لما لها من منزلة عالية ومكانة مرموقة  على المستوى الإقليمي والعربي والإسلامي والعالمي .

ولكن الأعداء لا يسرهم هذا الوفاق والاجتماع والسمع والطاعة لولي الأمر ، فسلكوا شتى الطرق لتحقيق مآربهم المشبوهة ومقاصدهم الخبيثة نحو المملكة ووحدتها واجتماع الكلمة فيها على السمع والطاعة لولي الأمر ، وجيشوا أنفسهم وخلاياهم لإثارة الفوضى ونشر الخراب وزرع الفرقة بين الحاكم والمحكومين مرات عديدة  ، فأحبط الله أعمالهم وخابوا وخسروا ، وذلك بفضل الله تعالى ثم بتمسك هذه البلاد بالعقيدة الصحيحة التي جاءت في كتاب الله عزوجل وفي سنة رسوله صلى الله عليه وسلم .

 وفي مواجهة تلك المؤامرات كانت المملكة لا تكتفي بالتصدي لمكافحة  التحديات التي تكال لها ، والشرور التي تخطط على وحدتها وأمنها واستقرارها ولحمتها الوطنية ، وإنما تمكنت  بتوفيق الله تعالى ثم بحكمة قادتها  ووعي شعبها ووفائه  من تسخير ذلك الشر إلى خير ، وكان آخر ذلك  ما يسميه الأعداء وأهل الضلال بالحراك ، وهو مكر ومكيدة ، ودعوة إلى الإخلال بالأمن ، ونداء إلى المظاهرات والاعتصامات المحرمة ،  حيث قلبته الدولة وشعبها المخلص إلى احتفاء كبير بالوطن ، وإلى صورة جديدة  لتلاحم الجماعة مع الإمام ، وشكلت منه سدا منيعا قويا ، واستطاعت أن تقطف ثمرة يانعة أغاظت أولئك المخططين والداعمين والمحرضين وكل من سار في ركابهم ،  وكتب لها التاريخ ذلك في قصة وفاء وتلاحم فريدة من نوعها ، لم يحسب لها أولئك البعيدون أي حساب ، ظنا منهم أن السعودية سهلة غير عصية  ، وأن زعزتها من السهولة بمكان .

  لقد كسب الوطن الثمرة اليانعة بتجديد البيعة والوفاء لولي الأمر الملك سلمان بن عبدالعزيز حفظه الله ، وإعلان السمع والطاعة له في السراء والضراء ، وحفظت الضرورات الخمس  ، وازداد الوعي المجتمعي من مخاطر الإعلام الضال المضلل ، وتميز الصديق من العدو ، والناصح من  الغاش ، وتعزز روح الولاء للدين والملك والوطن ، وترسخ في النفوس بذل الغالي والنفيس للدفاع عن الدين ومكتسبات الوطن ووحدته وأمنه واجتماع كلمته  ، وفشلت مخططات الأعداء ، وحفظ الله الاستقرار والأمان .

وفي مقابل ذلك كشف الله ستر الأعداء والخلايا الاستخباراتية التي تواطأت على نشر الشائعات والخراب للبلاد والعباد  ، وفضحهم على رؤوس الأشهاد ، وأظهر ضلالهم  وبدعتهم  في محاولاتهم  الخروج على ولي الأمر ونقض البيعة  ،  وانكشفت مخالفتهم المحرمة الصريحة  لنصوص الشريعة التي تحرم الخروج وتوجب السمع والطاعة  ، وأغاظ الله قلوبهم  ، ورجع إليهم حسدهم بالضيق والضنك على نفوسهم وأعمالهم  الخاسرة ( إن الله يدافع عن الذين آمنوا إن الله لا يحب كل خوان كفور ) .

والواجب المتحتم  علينا في هذا الصدد كبارا وشبابا، رجالا ونساء ، أن نستشعر المسؤولية الشرعية في مثل هذه الأحوال ، وأن نحفظ المصالح المتحققة من قيام الدين والوطن والأمن والرخاء والاستقرار ، وأن ندفع الوهم والخيال والضلال عن أنفسنا وشبابنا وشاباتنا ، وعن وطننا وولاتنا ، وأن لا ننجرف وراء الدعايات السياسية والإعلامية والخزعبلات والخرافات والشائعات ، وأن نقوي التفافنا مع ولاتنا  ، وأن نزيد من ارتباطنا بوطننا ، وأن نتمسك بعقيدتنا السمحة  ، ومنهج الإسلام وفق كتاب الله تعالى وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم  وما فهمه السلف الصالح  ، لأن  من أصول أهل السنة والجماعة  التمسك بالجماعة والإمامة  والسمع والطاعة ، وعلينا أن نأخذ العلم الشرعي من العلماء  الكبار الذين ولاهم الله ذلك ، وهم  سماحة المفتي العام للمملكة  الشيخ الجليل عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ  ومن أعضاء هيئة كبار العلماء في المملكة .

 وعلينا أن نعتبر  بغيرنا ، ولا نجعل أنفسنا عبرة لغيرنا ، فالسعيد من وعظ بغيره ، والشقي من اتعظ به غيره  ، ولننظر إلى حال البلدان التي كانت مستقرة آمنة ، وما آلت إليه الأمور فيها من قتل النفوس المعصومة ، وسلب الأموال ، وانتهاك الأعراض ، وفقدان الأمن والاستقرار والرخاء ، وتفرق الأسر وتشتتها ، كل ذلك  إنما حصل فيها بعد وقوعها في مستنقع الثورات والمظاهرات ، وانجرافها وراء قنوات الأعداء ، وتصديق الغاشين ، وترك الناصحين ، وعدم التمسك بالجماعة المأمورين بلزومها .

  نسأل الله تعالى أن يشغل الأعداء في أنفسهم  ، وأن يرد كيد الكائدين  وأن يجعل تدبيرهم تدميرا عليهم ، ونسأله عزوجل أن يحفظ بلادنا  وأن يديم عليها الدين والأمن والأمان والرخاء والاستقرار واجتماع الكلمة ووحدة الصف في ظل قيادتنا الحكيمة المسددة وعلى رأسها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز  حفظهم الله  ورعاهم ، كما نسأله تعالى  أن ينصر جيشنا ورجاله على الحدود ، ورجال الأمن في داخل البلاد  ، وأن يحفظهم جميعا ويعيدهم إلينا وإلى أهليهم وذويهم في أحسن حال .والله الموفق  .


الأستاذ الدكتور / بندر بن فهد السويلم

الأستاذ بالمعهد العالي للقضاء  - جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية


--
22/08/1439 03:21 م
آخر تعديل تم على الخبر:
 

المحتوى المرتبط

بحث / ربط المحتوى

    عنوان المحتوى التاريخ