تخطي أوامر الشريط
التخطي إلى المحتوى الأساسي

 ُلحَمةْ وطن

 
عميد كلية الطب الأستاذ الدكتور خالد بن عبدالغفار آل عبدالرحمن

عندما تفوح رائحة الخوارج ومن يدور في فلكهم لإثارة الفتن وإشاعة الفوضى وتحريض العامة ضد وحدتنا وقيادتنا ورجال أمننا، حينها نقول خسئتم وخاب فألكم ..فكان شعبنا الأبي يضرب على وجوه الغدر والخيانة ، ليقف جميعهم  صفاً واحداً، ولن يُسمح لأي أحد مهما كان أن يعبث في بلادنا الغالية أو يطعن في لحمتنا الوطنية أو يشكك في قيادتنا الحكيمة. 

إن بلاد الحرمين التي تُحكّم كتاب الله وسنة نبيه محمد صلى الله عليه وسلم. تقوم بجهود جبارة في خدمة قاصديها من الزوار والمعتمرين والحجاج وتهتم بقضايا  الاسلام والمسلمين في شتى بقاع العالم . وتضع مصلحة المواطنين والمقيمين في قائمة أولوياتها . فما نعيشه اليوم من أمن وإيمان ورغد في العيش واقتصاد متنامي خير شاهد على قوة المملكة العربية السعودية حتى أضحت رقماً صعباً لا يمكن تجاوزه على الصعيد الأقليمي والدولي. ولذا جاءت نصوص الشريعة واضحة وجلية في الحث على لزوم الجماعة والتحذير من مفارقتها ففي حديث عمر رضي الله عنه : 

عليكم بالجماعة وإياكم والفرقة ..

وفي حديث حذيفة : تلزم جماعة المسلمين 

فحديث عمر قد اشتمل على الأمر الصريح بلزوم الجماعة ، وحديث حذيفة جاء بصيغة الخبر ولكنه بمعنى الأمر ، والأمر يقتضي الوجوب . قال ابن بطال - رحمه الله- عن حديث حذيفة : " فيه حجة لجماعة الفقهاء في وجوب لزوم جماعة المسلمين ، وترك الخروج على أئمة الجور " 

وجاء في حديث ابن عمر وغيره النهي عن الفرقة ، والنهي يقتضي التحريم . وقد تواطأت على الأمر بلزوم الجماعة والنهي عن مفارقتها نصوص الكتاب :

فيقول تبارك وتعالى : 

يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ (102) وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلاَ تَفَرَّقُوا 

وروى ابن جرير رحمه الله بسنده عن ابن مسعود رضي الله عنه في قوله تعالى : 

وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا .

وقال ابن كثير رحمه الله في قوله تعالى : 

وَلاَ تَفَرَّقُوا 

 "أمرهم بالجماعة ونهاهم عن التفرقة " ففي الصحيحين من حديث ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : 

من رأى من أميره شيئا يكرهه

فليصبر ، فإنه من فارق الجماعة شبرا فمات إلا مات ميتة جاهلية .

وثبت من حديث أبي ذر والحارث الأشعري رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : 

من فارق الجماعة شبرا فقد خلع ربقة الإسلام من عنقه 

وثبت من حديث حذيفة بن اليمان رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : 

من فارق الجماعة واستذل الإمارة لقي الله لا حجة له 

وقد بوب النووي رحمه الله للأحاديث الواردة في صحيح مسلم بهذا المعنى بقوله : " باب وجوب ملازمة جماعة المسلمين عند الفتن وفي كل حال ، وتحريم الخروج من الطاعة ومفارقة الجماعة " .

نسأل الله عز وجل أن يحفظ قادتنا ورجال أمننا وان يحمي بلادنا من كيد الكائدين وخذلان الخائنين وشر الحاسدين ويصرف عنا الفتن ما ظهر منها وما بطن.


أ.د خالد آل عبدالرحمن

عميد كلية الطب

المشرف العام على الخدمات الطبية

جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية


--
22/08/1439 03:21 م
آخر تعديل تم على الخبر:
 

المحتوى المرتبط

بحث / ربط المحتوى

    عنوان المحتوى التاريخ