تخطي أوامر الشريط
التخطي إلى المحتوى الأساسي

  مقال لعميد كلية الشريعة والدراسات الإسلامية بالإحساء الدكتور محمد بن عبدالعزيز العقيل

 

نعم الوارث والموروث​

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله الذي حبانا بولاة أمرٍ يعظمون ما عظَّم الله من التَّوحيد والسُّنَّة، ويحمون جناب التَّوحيد، وأصلي وأسلم على خاتم أنبيائه ورسله صلى الله عليه وسلم تسليما كثيرا الذي حمى جناب التوحيد وعلَّم أمته حمايته وعلى آله وصحبه وسلم ...، ثم أما بعد:

    فإنَّ أعظم ما ينعم الله به على الناس أن يولي عليهم ولاة أمرٍ يعظمون ما عظَّم الله ويتمسَّكون بسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وإنَّنا في هذه البلاد السعودية المباركة حماها الله وحرسها، شرَّفنا الله تعالى وأغدق علينا نعمه بأن ولى علينا حكَّامًا أسسوا هذه البلاد العظيمة على التَّوحيد والسُّنَّة؛ مذ الدولة السعودية الأولى فالثانية فالثالثة على يد المؤسس العظيم الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود رحمه الله رحمةً واسعة وأعلى درجاته في العليين، ومواقف الملك عبدالعزيز رحمه الله في حمايته جناب التَّوحيد أكثر من أن تحصر في مقال كهذا ولكني بالأمس الأول وقفت على موقفٍ له رحمه الله عندما زار مدينة الخرج وأراد أحد الشعراء أن يلقي بين يديه قصيدة فسمح له رحمه الله بإلقائها فلما قال الشاعر: (أنت آمالنا وفيك الرجاء)، غضب الملك عبد العزيز رحمه الله تعالى حمايةً لجناب التَّوحيد، وقال: تخسأ!!، والتفت إلى فضيلة الشيخ حمد بن جاسر وقال له: علِّم التَّوحيد يا ابن جاسر.

وكم أثَّر فيَّ هذا الموقف العظيم للإمام عبدالعزيز رحمه الله وجزاه الله عنَّا خير ما جزى ملكًا عن شعبه، وأمسيت قد زاد عجبي به رحمه الله وكعادتي ازداد به إعجابًا وحبًا كلما سمعت طرفًا من سيرته رحمه الله رحمةً واسعة ورفع درجاته في عليين. وأصبحت كدأبي كلَّ صباح أقلِّب شاشة جوالي مطلعًا على أخبار وطني الغالي العزيز وولاة أمري وفقهم الله ورعاهم وإذ بي أجد موروثًا عظيمًا من موروث إمامنا الملك عبدالعزيز رحمه الله، وذلك عندما تجاوز كاتب صحفي في مدح إمامنا الملك سلمان بن عبدالعزيز حفظه الله وأمدَّه بالصحة والعافية، وإذ به يغضب كما غضب أبوه (نعم الوارث والموروث).

بأبه اقتدى عديٌ في الكرم        ومن يشابه أبَه فما ظلم

فقال أيَّده الله ورعاه: (لفت نظرنا وآثار استغرابنا بعض العبارات الواردة في المقال كالعنوان، وما تضمنه من عبارات مدح لنا وثناء علينا، وأوصاف مغالية، جازف فيها، ومنها ما وصف رب العزة والجلال نفسه بها، وما وصف بها نبيه إبراهيم عليه السلام).

وأضاف: (إنَّ هذا أمر كدَّرنا، ولا نقبله، ولا نرتضيه، ولا نقره.. مدركين خطورته، وخطورة التساهل فيه؛ كونه يمس جناب التوحيد. وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم : (إياكم والغلو؛ فإنما أهلك مَنْ كان قبلكم الغلو)، وقال عليه الصلاة والسلام: (قال الله – عز وجل – “الكبرياء ردائي، والعظمة إزاري، فمن نازعني واحدًا منها قذفته في النار).

وزاد حفظه الله ورعاه: (حيث قامت هذه البلاد المباركة على هذا الاعتقاد، ولزمت هديه الكريم دينًا ندين الله به، لا نحيد عنه بعون الله، اعتمدوا حالاً إيقاف الكاتب المذكور عن الكتابة، ويجب على الصحف ووسائل الإعلام كافة التنبه، وعدم التجاوز بنشر مثل هذه الأمور، ومحاسبة كل متجاوز ومتساهل، واتخاذ ما يلزم بحق الكاتب والصحيفة وفق ما تقضي به الأنظمة والتعليمات).

إنَّ هذا الموقف لا يُسْتَغرب من آل سعود أيَّدهم الله بنصره وتوفيقه، الذين بذلوا أرواحهم وأموالهم وأولادهم في سبيل الدعوة إلى التَّوحيد والسُّنة، وإنَّه من باب التحدُّث بالنعمة وشكرها كان لازمًا عليّ ذكرها وشكرها، فالحمد لله على نعمه وآلائه، فاللهم لك الحمد والشكر، وأسأله سبحانه المزيد من فضله، وأسأل الله أن يوفق ولاة أمورنا لما يحب ويرضى، وأن يكتب أجرهم، وأن يوحد على أيديهم صف المسلمين، وأن يتقبل منهم صالح عملهم لخدمة الإسلام والمسلمين ورعاية أهله، ويجزل لهم الأجر والمثوبة.

--
22/08/1439 03:20 م
آخر تعديل تم على الخبر:
 

المحتوى المرتبط

بحث / ربط المحتوى

    عنوان المحتوى التاريخ