أكد الدكتور أرنولد فان دورم المشارك في الفيلم المسيء بالرسول صلى الله عليه وسلم قبل إسلامه، على أهمية الحوار باعتباره الحل لكثير من المشاكل وباعتباره جانب حضاري، وشدد على أهمية هذا المؤتمر وأهمية عقد الكثير من المؤتمرات لتعريف الناس بالإسلام خاصة مع ظهور مصطلح "الإسلاموفوبيا" في المجتمعات الأوروبية جعل هناك حاجة كبيرة للحوار، وقال: إن الفجوة بين المسلمين وغيرهم من الديانات الأخرى في تزايد نظراً لوجود أطراف سياسية تقوم بتوظيف الوسائل الإعلامية لترسيخ الصورة السلبية للإسلام والمسلمين في تلك المجتمعات الأوروبية، بحيث أصبحت الصورة المثارة يومياً هو العنف والتعصب تجاه كل مسلم، وأنه بعد أن اتضحت الصورة الحقيقية لديه حول الإسلام والمسلمين حرص على إنشاء منظمة هدفها تغيير صورة الإسلام والمسلمين في المجتمعات الأوروبية خاصةً في هولندا.
جاء ذلك خلال فعاليات الجلسة الأولى لمؤتمر "الحوار وأثره في الدفاع عن النبي صلى الله عليه وسلم" صباح يوم الثلاثاء 7 صفر 1435هـ في مبنى المؤتمرات بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، والتي ترأسها معالي الشيخ الدكتور عبدالرحمن بن عبدالله السديس الرئيس العام لشؤون الحرمين وأمام الحرم المكي.
وبين الدكتور أرنولد إلى أن هذه المنظمة تقوم على ثلاث ركائز أساسية: الأولى تهتم بالمسلمين الجدد وتدريس الإسلام لهم بالطريقة الصحيحة، والثانية إنشاء حزب سياسي المستهدف من المشاركة به مليون ونصف مسلم هولندي، والثالثة تتعلق بالدعوة إلى نشر الإسلام في كل أنحاء أوروبا.
وأوضح الدكتور أرنولد بأن هناك ديانات سماوية أخرى، والدين المسيحي أساس لفهم الإسلام لوجود أمور مشتركة بين الأديان السماوية ومن السهولة أن ينتقل الشخص من النصرانية إلى الإسلام بعكس الانتقال من الإسلامية للنصرانية، كما تطرق لحياته بعد إسلامه وقال: العام الماضي كان صعباً لي بسبب ابتعاد الناس عني بعد دخولي للإسلام وعدم رغبتهم بدخولي فيه، متمنياً أن يعتنقوا للإسلام مثله لأنه الدين الصحيح والسليم والحمدلله بأنني ازداد كل يوم قوة ولا يمكن أن أجد شيء أكثر قوة من الإسلام.
ونوه خلال حديثه بأنه ليس المنتج الحقيقي المسيء للرسول صلى الله عليه وسلم أنما شارك فقط في نشره، مؤكداً بأنه يسعى بكل قوة وبالتنسيق مع المملكة العربية السعودية لإنتاج فيلم عن الرسول صلى الله عليه وسلم لمسح الصورة السيئة عنه والتعريف بكل شيء عنه وشمائله، وأعتقد أن هذا الفلم مهم جداً خاصة للشباب لأنهم يشكلون الغالبية في أوربا وهنالك صورة مغلوطة لديهم ولذلك يتوجب علينا القيام بهذا الفلم الصحيح، ويقف على عاتقي إنتاج هذا الفلم لتصحيح عملي السابق، مبيناً بأن هدفه العمل على نشر الإسلام في أوروبا، وقال: للأسف مازال منتجي الفلم مسيحيين ونأمل في إسلامهم قريباً وسأسعى إلى دخولهم للإسلام.
في حين تحدث الأستاذ الدكتور ميمون بن عبدالسلام باريش خلال مشاركته التي كانت بعنوان "أُسُس الوسطية والتسامح وتجلياتهما في الحوار النبوي "عن أن ما امتاز به الحوار النبوي الشريف من الخصائص الهامة ما هي إلا ثمرة ناضجة من ثمار قيامه على أسس متينة مدارها على مكارم الأخلاق وصالحها التي ما بُعث النبي صلى الله عليه وسلم إلاَّ لإتمامها وتمكينها، مبيناً أن المصطفى صلى الله عليه وسلم كان يحاور كبار المشركين بحثاً عن الحقيقة، مضيفاً: لم يكن نبينا الكريم في حواراته يقابل إساءاتهم بالمثل بل كان يقابلهم بالعفو والنصح ويعرض عمن لا يرجى خير من كلامه، كما لم يكن النبي صلى الله عليه وسلم ضعيف في حواره مع الخصوم أمام إغراءاتهم المادية وإن بلغت من القيمة ما بلغت، بل كان الثبات ديدنه والصبر سلاحه وتوجيهات السماء زاده ويحاورهم بأدب وخلق رفيع، وبما أوتي من الوحي أو ما استقر في صدره من الحكمة.
بعد ذلك شدد الأستاذ الدكتور عبدالعزيز الهليل عميد كلية أصول الدين بجامعة الإمام خلال ورقته والتي جاءت بعنوان: "منهج الصحابة في الدفاع عن النبي صلى الله عليه وسلم" على أن نكون ملمين في أمر كل من نحاوره، لنستطيع أن نحاوره بالشكل الأمثل، مقتدين بذلك بالنبي صلى الله عليه وسلم، وتطرق إلى العديد من تجارب الصحابة رضوان الله عليهم في الدفاع عن النبي صلى الله عليه وسلم عن طريق الحوار.
في حين ذكر الأستاذ الدكتور محمد بن جبر الألفي في مشاركته التي حملت عنوان "شبهات حول الحرية الدينية في ضوء مبادئ القرآن الكريم والسنة النبوية" أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يقبل من مشركي العرب إلا الإسلام بعكس المشركين من خارج العرب، وهذا الموقف منطقي بسبب أن مشركي العرب أرادوا إزالة الإسلام.
أما الدكتور خالد الحامد قال في مشاركته التي كانت بعنوان "مبادئ للحوار مع المخالف للحق في ضوء مبادرة خادم الحرمين وتأصيلها من السنة النبوية" إن من المبادئ العامة للحوار مع المخالف للحق (الرحمة، والرفق)، وقد جاء فحوى هذه المبادئ في مبادرة خادم الحرمين الشريفين، وتم تأصيلها من السنة النبوية.
وطالب الدكتور محمد العقيل عميد كلية الشريعة بالأحساء في مشاركته التي بعنوان "استخدام الحوار عبر وسائل التواصل الاجتماعي للتعريف بالنبي صلى الله عليه وسلم" على ضرورة بيان معنى الحوار وآدابه ومبادئه وفنونه؛ لكي تنتشر ثقافة الحوار الصحيحة بين أفراد المجتمع، وخاصةً المبتعثين منهم لأنَّهم بمثابة الدعاة إلى دين الإسلام العظيم، متمنياً أنْ تُخِصِّص المدارس أنشطة وبرامج تعزِّز ثقافة الحوار بين أفراد المجتمع ومهارات ومحاذير استخدام وسائل التواصل الاجتماعي، بالإضافة إقامة حلقات نقاش للطلاب والطالبات في مراحل التعليم العام والجامعي، وكذلك تصحيح بعض المفاهيم المغلوطة لدى بعض المجتمعات بخصوص سيرة النبي وشريعته، وتخصيص حسابات حكومية وأهلية في هذا الجانب.
وذكر الشيخ بدر الحسن القاسمي في مشاركته "الحوار وأثره في الدفاع عن النبي صلى الله عليه وسلم" أن الحوار وسيلة حضارية لتبادل الأفكار وإقناع الآخرين بالفلسفات والأيدلوجيات، والإسلام لا يمانع من إجراء الحوار حول المعتقدات بل يطالب بإقامة الحجة والبرهان على صحة ما يعتقده الإنسان، والقرآن الكريم يقدم نماذج من الحوار بين الأنبياء وأقوامهم.
وذكرت الدكتورة مستورة المطيري في ورقتها "المقاصد المهمة للحوار البناء في ضوء الكتاب والسنة" بأن معنى حقيقة الحوار وأنه وسيلة لا غاية، الهدف منه تحقيق منافع الناس و مصالحهم، وبينت أن أهم المقاصد هي الدعوة إلى الله.
وفي ختام الجلسة الأولى قام الشيخ عبدالرحمن السديس أمام الحرم بتقديم مشلحه هدية للهولندي أرنولد الذي اعتنق الإسلام مؤخرا.