تخطي أوامر الشريط
التخطي إلى المحتوى الأساسي

 وتستمر مسيرة العطاء والنماء

 

نحتفي في هذه الايام بتخريج الدفعة الحادية والستين من طلبة جامعتنا العريقة التي تعد من أعرق الجامعات في تدريس العلوم الشرعية والعربية وسائر العلوم الإنسانية ، وقد سعت بكل عزم إلي التميز في خدمة علوم أخرى لتواكب الحركة العلمية المتطورة فأنشأت كليات متخصصة في مختلف المجالات والتخصصات العلمية. وجميعها يسهم في خدمة بلادنا ونهضتها ورقيها وازدهارها وتبوئها المكانة التي تليق بها - إذ هي قبلة المسلمين ومهبط الوحي وموطن اللغة الحصين - وذلك بتخريج أبناءٍ أكْفَاء يستطيعون حمل الأمانة وأداء الواجب تجاه مجتمعهم وأمتهم.

وجامعتنا الغراء إذ تقدم النموذج العالمي المتميز في التعلم والتعليم والبحث العلمي وخدمة المجتمع تحرص كل الحرص على تعليم طلابها - في كافة المستويات - القيم الإسلامية الأصيلة ونشر الوسطية والاعتدال والفكر السليم انطلاقاً من توجيهات ولاة أمرنا – حفظهم الله - بنشر التعليم وغرس القيم الإسلامية الأصيلة وإيماناً منهم بأن التعليم الصحيح والمتميز في كافة المجالات ذو أثر فعال في رُقي الأمم ونهضتها وتخليد أمجادها . فلم تعرف الإنسانية في تاريخها أساساً يبني نهضتها ويخلد أمجادها كالعلم ، ولم يعرف في تاريخ الأمم معول هدم أسقط الحضارات وبدد النهضات كالجهل ، فبالعلم تحلق الأمم و تعلو حتى تبلغ ذرى المجد ، وبدونه تهوي في مراتع الجهل والتخلف.

وجامعتنا العريقة - بما لها من دور بارز في تزويد المجتمع والمؤسسات الحكومية بالكوادر العلمية المتميزة في مختلف التخصصات انطلاقاً من أهدافها التي عملت وتعمل على تحقيقها وتطويرها من إيجاد مجتمع قوي ومترابط ، وتلبية احتياجات المجتمع وسوق العمل – حين تحتفي بأبنائها الخريجين الدفعة ( 61 ) تملأ قلوبنا فرحة غامرة نشعر معها بالفخر والاعتزاز بهذا الإنجاز وهو تخريج هذه الكوكبة من درر العلم والمعرفة ؛ لأننا ونحن نزفُّ هؤلاء الخريجين إنما نهدي للوطن كوكبة من أبنائه بعد أن نهلوا من العلم والمعرفة في كافة التخصصات وطوروا قدراتهم بما يتناسب مع معارفهم التي تلقوها في الجامعة.

وجامعتنا بحمد الله وفضله، ثم بدعم ورعاية ولاة أمرنا - حفظهم الله جميعاً-، وتوجيهات معالي مدير الجامعة الأستاذ الدكتور / سليمان بن عبد الله أبا الخيل ، قد بذلت جهودًا حثيثة في إعداد الكوادر البشرية المؤهلة في كافة التخصصات والوصول بها إلى غايتها نحو مجتمعنا الذي يستحق منا أن نبذل من أجله كل غالٍ ونفيس وكل جهد مخلص في سبيل نهضته ورفعته، والحفاظ على قيمه الأصيلة وثوابته الرصينة.

وبهذه المناسبة نتقدم بخالص الشكر وعظيم التقدير لصاحب السمو الملكي الأمير / فيصل بن بندر بن عبدالعزيز– حفظه الله – أمير منطقة الرياض على تفضله برعاية حفل تخريج الدفعة الحادية والستين بالجامعة، ونهنئ أبناءنا وبناتنا ونبارك لهم تخرجهم ، ونقول لهم: إن دوركم في المجتمع لا يغفله أحد، وهذا الدور ينطلق من حسن الخلق والتسامح والتحلي بالقيم الإسلامية التي أرسى دعائمها ووضح أسسها القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة وقد حرصت جامعة الإمام على غرسها في نفوسكم ، كما إننا نثق أنكم ستكونون - بإذن الله- مميزين في عملكم، وفوق هذا في دينكم وأخلاقكم، فأنتم من أهم منجزاتنا، وستكونون – بإذن الله- عنوان حضارتنا المشرقة وثقافتنا الراسخة، وقدوة صالحة للأجيال القادمة فكونوا سفراء ماهرين لجامعتكم ومثلوها خير تمثيل في مجتمعنا وفي كل المجتمعات.

والله أسأل أن يحفظ لهذه البلاد دينها وأمنها ومقدساتها، في ظل راعِي نهضتها وباني مجدها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز ، وسمو ولي عهده الأمين ، وسمو ولي ولي عهده - حفظهم الله جميعاً –.

وفي الختام أرجو التوفيق لجميع الخريجين ولأسرهم لما بذلوه من جهود طيبة في سبيل تعليم أبنائهم العلم، وأسأل الله تعالى أن ينفع بكم وأن يجعلكم مباركين حيثما كنتم.

الدكتور / عبدالرحمن بن عبدالعزيز المقبل

عميد البحث العلمي

--
22/08/1439 03:19 م
آخر تعديل تم على الخبر:
2583-2582-2579-2577-2576-

المحتوى المرتبط

بحث / ربط المحتوى

    عنوان المحتوى التاريخ