تخطي أوامر الشريط
التخطي إلى المحتوى الأساسي

 تصريح فضيلة وكيل جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية لشؤون المعاهد العلمية بمناسبة كلمة خادم الحرمين الشريفين لمجلس الشورى

 
ا. د . إبراهيم بن محمد قاسم الميمن وكيل جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية لشؤون المعاهد العلمية

صرح فضيلة الشيخ الأستاذ الدكتور/ إبراهيم بن محمد قاسم الميمن وكيل جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية لشؤون المعاهد العلمية, الأستاذ في المعهد العالي للقضاء، عضو لجان المناصحة بأن مباركة خادم الحرمين الشريفين مناسبة مجلس الشورى في دورته الجديدة, وتشرّف رئيس وأعضاء المجلس والمواطنين بسماع الخطاب الملكي السنوي الموجه لمجلس الشورى والذي يعد تأكيدًا على هذا النهج الإسلامي المبني على الشورى, ودعمًا لمسيرة الشورى, وتنويهًا بمكانتها ومنزلتها لدى ولاة الأمر -حفظهم الله وأيدهم-, وهذا الحضور المبارك, والإشراف المباشر من السياسة الحكيمة، والأسس الراسخة لهذا الحكم الراشد، والتي أرسى قواعدها مؤسس هذا الكيان العظيم وموحد هذه الجزيرة الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن -~-, واستمرت وأصبحت الشورى نظامًا مطورًا, وأسلوبًا متميزًا, وجهازًا إداريًا أساسيًا في سياسة الدولة الداخلية والخارجية كان ولا يزال ولاة الأمر -حفظهم الله- هم من سدد هذه الحقبة المتميزة, ودعم مسيرتها وباركها.

 وأضاف فضيلته إن كلمة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -أيده الله- حملت الكثير من المواقف السديدة, والدلالات العظيمة, والإشراقات المتميزة التي تعتمد الأسس والثوابت، وتستشرف المستقبل برؤية تفاؤلية, فهي حديثٌ نابع من القلب إلى قلوب الشعب كافة على كافة الأصعدة.

إن المتأمل لهذه الكلمة الضافية, وما تحمله من دلالات, وما أشارت إليه من مضامين واسعة, تعتبر وثيقة أساسية, ينظر من خلالها المواطن العادي والمسؤول سياسة هذه الدولة المباركة المملكة العربية السعودية, وموقفها تجاه قضايا الوطن والمواطن, وكذلك تجاه القضايا الإقليمية والدولية. افتتح فيها كلمته -أيده الله- بالتأكيد على قضية تحتل أعلى مراتب الأولوية لدى مقامه الكريم، إنها قضية الوطن والمواطن, وتحقيق الرفاهية, والاستقرار والتنمية الشاملة وفق رؤى استراتيجية بناءة هادفة بإذن الله, والاستثمار الأمثل في العنصر البشري،والتأكيد على الإنسان كعنصر فاعل في بناء التنمية المستدامة، إن هذه اللفتة الكريمة من خادم الحرمين الشريفين تأكيد لمكانة الإنسان السعودي، وتحمل ولاة الأمر -أيدهم الله- للمسؤولية تجاهه، فهو الرقم الصعب في معادلة التنمية، وهو المرتكز الرئيس لها، وهو في الزاوية الأخرى رجل الأمن الأول، وخط الدفاع الأساس عن وطن الإسلام، ومأرز الإيمان، ومهوى الأفئدة، وبلد الرسالة الخاتمة، وهذا شرف يفاخر به كل مواطن ومقيم على هذا الثرى، وهو مسؤولية مضاعفة للإسهام الفاعل، وتفعيل للمشاركة التي تؤسس على الترابط والتكاتف والتعاون, والمحبة الصادقة, والشعور بالواجب تجاه مكتسبات هذا الوطن الروحية والمادية.

وقال فضيلته إن من مضامين الخطاب الملكي المهمة والرئيسة: التأكيد على أهمية الوحدة الوطنية التي تأسست على ثوابت شرعية، وقوة سياسية، ومكتسبات حضارية، فهي من أهم منجزات هذا الوطن العظيم، وأبرز مفاخره، ظلت راسخة منذ قيامها رغم المهددات والمخاطر، وجاوزت الشعور والمشاعر إلى الإيجابية الخيرة التي تحقق مقاصد الشرع في الجماعة والإمامة، وتحفظ الدين وتحرس الحياة العامة به، فأثمر ذلك هذه القوة التي لا تعزى إلا إلى فضل الله وحفظه وتوفيقه وتسديده و"الله أعلم حيث يجعل رسالته"، والتي أثبتت قدرتها على تجاوز الصعاب، والمحن والفتن ولله الحمد، وما من شك أن اللحمة الوطنية والوحدة ركيزة من ركائز مقومات أي وطن من الأوطان, ومسلمة من مسلمات تطوره وتقدمه, ودليلاً قاطعٌ على قوته وعزته, إذ تظهر هذه الوحدة الوطنية قصة التلاحم بين أبناء الوطن الواحد على ثقافة واحدة, تحت إمام واحد, يسمع له ويطاع, وتكون له حقوقه الواجبة التي أناطها به الشارع, والمواطنون يبادلونه ذلك بالسمع والطاعة, والحب والدعاء, فينعكس ذلك على الوطن كرامة ورقيًا وتطورًا وعزًا, وتعمل الوحدة الوطنية على إبراز قيمة الانتماء الوطني وجعلها هدفًا يعمل الجميع على تحقيقه والمحافظة عليه, وتعد تلك الوحدة الوطنية من أهم الثوابت الوطنية التي لا يمكن تحقيق التطور والتقدم إلا بناء عليها، وهذا ما تؤكده تجارب النهضة وبناء الدولة في مختلف النماذج, والتفاعل معها يعد واجبًا وطنيًا يحفظ الوحدة.

وأضاف فضيلته: ومن المضامين الكبيرة الرئيسة في الخطاب الملكي تأكيد خادم الحرمين الشريفين -أيده الله- على محاربة الإرهاب, واتخاذ كافة السبل والوسائل في تحقيق هذا الغرض، وهذا أمر غاية الأهمية في هذه الفترة الحرجة التي تمر بها المنطقة، إنه الإرهاب الذي تتفق أمم الأرض على محاربته, ولا يبرره أو يمرر أفكاره إلا من فسدت عقيدته, وقسا قلبه وتحجر, وأراد بالأمة سوءًا, يضاعف المسؤولية تناميه في هذا العصر في صورة تنظيمات وجماعات وعصابات امتهنت القتل الشنيع، والإرهاب المقيت، والإفساد والفساد العريض، واختطاف شباب الأمة في هذه المتاهات الفكرية، ولا يشك منصف أن هذا الشأن هو أعظم المهددات الآنية والمستقبلية؛ لأنه لا ينحصر على رؤى أو قناعات، بل يحمل الإرهاب في صورته وأبعاده وآثاره وتداعياته أخطارًا عظيمة متراكمة, ومفاسد لا تعد ولا تحصى, أصدق تعبير عن وصف هذه الآثار قول الله عز وجل وهو أصدق القائلين: وَإِذَا تَوَلَّى سَعَى فِي الأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيِهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ وَاللّهُ لاَ يُحِبُّ الفَسَاد, فتكون مخرجات الفكر المتطرف عنفًا وهمجية وإرهابًا وتطرفًا, وهذا الفكر وإن كان قديمًا متكررًا ممتدًا في العالم, إلا أن معالجته بصورة شمولية أمر في غاية الأهمية, يقول خادم الحرمين الشريفين -أيده الله-: "إن الإرهاب آفة عالمية اكتوى بنارها العديد من الدول والشعوب، فليس له دين ولا وطن، وكان لأجهزة الدولة الأمنية الباسلة جهود جبارة في التصدي للإرهابيين بكل حزم وقوة، ووفقوا ولله الحمد في ملاحقتهم وتفكيك شبكاتهم وخلاياهم إضافة إلى تنفيذ عمليات أمنية استباقية أسهمت بشكل فاعل في درء شرورهم وإحباط مخططاتهم، ونحن عاقدون العزم بحول الله وقوته على دعم وتعزيز قدرات أجهزتنا الأمنية بكل الوسائل والأجهزة الحديثة التي تمكنهم من أداء مهامهم ومسؤولياتهم على أكمل وجه وهي مصدر فخرنا واعتزازنا، عانينا في المملكة من آفة الإرهاب وحرصنا ولا زلنا على محاربته والتصدي بكل صرامة وحزم لمنطلقاته الفكرية التي تتخذ من تعاليم الإسلام مبرراً لها والإسلام منها براء، ولا يخفى أن محاربة الإرهاب والتصدي له واقتلاع جذوره وتجفيف منابعه مسؤولية دولية مشتركة فخطره محدق بالجميع، ومن هذا المنطلق جاء تشكيل التحالف الإسلامي العسكري لمحاربة الإرهاب بقيادة المملكة، وتأسيس مركز عمليات مشتركة في مدينة الرياض لتنسيق ودعم العمليات العسكرية لمحاربة الإرهاب ولتطوير البرامج والآليات اللازمة لدعم تلك الجهود، ووضع الترتيبات المناسبة للتنسيق مع الدول الصديقة والمحبة للسلام والجهات الدولية في سبيل خدمة المجهود الدولي لمكافحة الإرهاب وحفظ السلم والأمن الدوليين، والمملكة بذلت وسوف تستمر في بذل ما تستطيعه في هذا الشأن".

حقًا إنها جهود مثالية، وقوة عظيمة بمسارات متعددة استهدفت صورة الإرهاب وأصوله وخطره، حتى أصبحت هذه الدولة العظيمة مقصدًا لمن أراد رؤية شمولية عميقة متفردة في معالجة الإرهاب وتداعياته، والحديث عن مضاعفة الجهد يجب أن يصاحبه جهود مضاعفة من كافة رجالات الوطن وأفراده كل بحسب إمكاناته وتخصصه لتضييق الفرص على هؤلاء المتطرفين حتى تسلم البلاد والعباد منهم، ويعاد لهذا الدين نقاؤه وصفاؤه .

وختم فضيلته بقوله: "حقًا إنها كلمات من القلب نفذت, وإلى كل القلوب وصلت, ومضامين تستحق الإشادة والعناية، لأنها منهج متكامل، ورؤية سديدة، ويقيني أن كل مواطن يشعر بالفخر والاعتزاز, والغبطة والراحة, وهو يسمع هذه العبارات من خادم الحرمين الشريفين, تفيض عليه هذه المشاعر وتشعره بالرضا, وترسم له تطلعات القيادة للمستقبل القريب والبعيد, فحييت يا خادم الحرمين الشريفين وسدد الله خطاك, وبارك الله مسعاك, وحماك الله من كل سوء ومكروه, وسر ونحن جنودك الأوفياء, وإلى مراقي العز والعلا، وأسأل أن يديم علينا أمننا وإيماننا, وولاة أمرنا, وأن يوفقهم إلى كل خير, ويحميهم من كل سوء ومكروه, والحمد لله رب العالمين, وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين,,,

      ا. د . إبراهيم بن محمد قاسم الميمن

     وكيل جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية لشؤون المعاهد العلمية 

     والأستاذ في الـمـعهــد العالي للقضاء، عضو لجان المناصحة

--
22/08/1439 03:12 م
آخر تعديل تم على الخبر:
 

المحتوى المرتبط

بحث / ربط المحتوى

    عنوان المحتوى التاريخ