​الحمد لله الذي أكمل لنا الدين، وأتم النعمة على المسلمين، وجعل التوحيد عقيدة للناجين، والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين، محمد بن عبد الله الصادق الوعد الأمين...، ثم أما بعد:

فقد أَقْبَلَتِ الْفتن كقطعِ اللَّيْلِ المظلِمِ، يَتْبَعُ آخِرُهَا أَوَّلَهَا، الآخِرَةُ أَشَرُّ مِنَ الأُولَى، ولن يكشفها إلا الاعتصام بالكتاب والسُّنَّة بفهم سلف الأمة؛ فهو الصراط المستقيم الذي أمرنا الدين الحنيف باتباعه، وحذَّرنا من اتباع السُّبُل التي تحيد عن قصد السبيل بمن اتبع هواه، وخاب في الضلال مسعاه؛ فقال سبحانه: (وَأَنَّ هَٰذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ذَٰلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ) [الأنعام: ١٥٣]

واتباعًا لهذا المنهج السليم، ومبادئ ذلك الدين القويم أُثمِّن الجهود المباركة التي تقوم بها المملكة في هذا الصدد، والتي يوليها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز حفظه الله رعايته، ومنها رعايته الكريمة لمؤتمر: "واجب الجامعات السعودية وأثرها في حماية الشباب من خطر الجماعات والأحزاب والانحراف"، والذي تنظمه جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية؛ تحذيرًا للشباب من مغبة التفرق والتحزب والشقاق، وإنَّ هذا التشريف من مقام خادم الحرمين الشريفين لهذا المؤتمر المهم، يضيف أهميَّةً بالغة إلى أهميته؛ وذلك لما يتضمنه هذا الاهتمام منه أيَّده الله ورعاه من خطورة هذا الموضوع؛ لما فيه من توحيد صف الأمة، واجتماع الكلمة، ولزوم جماعة المسلمين وإمامهم، ونبذ تلك الفرق الفاسدة، والأحزاب الوافدة التي لا تفتأ تفتُّ في عضد الأمة، وتمزِّق وحدتها، وتضييع جهودها الخيِّرة، ومساعيها الحميدة، وتفتح أبوابًا من الفساد والإفساد، وتمكين أعداء العباد والبلاد.

والله أسأل أن ينفع شبابنا بهذا المؤتمر المبارك، وأن يبعد عن قلوبهم الشهوات، ويبعد عن عقولهم الشبهات، وأن يحفظ هذه البلاد السعودية المباركة من كل فتنة ومكروه، وأن يوفق ولاة أمرنا لما فيه عز الإسلام وصلاح أحوال المسلمين.

وشكر الله لخادم الحرمين الشريفين حفظه الله حرصه على شباب الإسلام؛ حتى لا يقع في مستهدف أعدائنا.

د. محمد بن عبد العزيز العقيل

عميد كلية الشريعة والدراسات الإسلامية بالأحساء