تخطي أوامر الشريط
التخطي إلى المحتوى الأساسي

 رعاية نائب خادم الحرمين الشريفين ترسيخ لاهتمام ولاة الأمر وعنايتهم بالعلم ونشر المعرفة

 
الدكتور محمد بن عبد الواحد المسعود

​شجع الدين الإسلامي القويم على طلب العلم، وحث عليه، وتجلى ذلك مع أول آية نزلت على الرسول -صلى الله عليه وسلم-:(اقرأ باسم ربك الذي خلق)، وقد تواترت الأحاديث النبوية التي تبين فضل العلم وأهله، من ذلك قول رسولنا الكريم عليه أفضل الصلاة والسلام: (من سلك طريقا يلتمس فيه علما سهل الله له به طريقا إلى الجنة)، وقال عليه الصلاة والسلام: (‏إن الله وملائكته وأهل السموات والأرض حتى النملة في جحرها وحتى الحوت ليصلون على معلم الناس الخير). ويأتي ذلك الموقف الإسلامي برهانا على عظمة هذا الدين، وعالميته وحرصه على بناء الحضارات القائمة على الحوار؛ ذلك أن العلم كاشف الظلم، وباعث أسباب النهضة، وهو السلاح الذي لا يثلم أبدا في سبيل بناء المجتمعات والأوطان.

واستمر ذلك النهج الإسلامي على مر العصور حتى قامت هذه البلاد المباركة المملكة العربية السعودية على يد الملك المؤسس عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود -رحمه الله- حيث أسس الوطن على نشر العلم ودعم المعرفة؛ لتعزيز دور المواطن في بناء وطنه وخدمة مجتمعه، مع الحرص على الجمع بين تأصيل المعرفة والإفادة من معطيات كل عصر.

ويتجلى التأصيل من خلال ربط العلم والمعرفة بالمنهجية السليمة المستمدة من كتاب الله تعالى وسنة نبيه -صلى الله عليه وسلم-، ومنهج السلف الصالح في فهم نصوص الشريعة وتطبيقاتها.

أما الإفادة من معطيات العصر فتبرز في توظيف ما أنتجته علوم العصر من الناحية النظرية والتطبيقية من خلال استغلالها كوسائل تسهل الطريق إلى المعرفة، بحيث لا يغدو المكان أو الزمان عائقا أمام طالب العلم، وبذلك تؤكد المملكة العربية السعودية رسالتها السامية النقية المتمثلة في نشر العلم والمعرفة وخدمة الإسلام والمسلمين، وتعزيز التواصل الإنساني، ونشر السلام والأمان والطمأنينة والرخاء بين شعوب الأرض قاطبة، انطلاقا من التوجيهات الربانية في قوله تعالى: "وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا".

وتبرز في هذا المقام جهود جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية ممثلة في عمادة التعلم الإلكتروني والتعليم عن بعد؛ حيث تقدم خدمة التعليم وفق رسالة واضحة تتجسد في عبارة (هناك دائما فرصة)؛ فقد وفرت هذه الطريقة التعليمية بدائل عصرية تخدم أبناء الوطن والمقيمين فيه، وتطور مهاراتهم وقدراتهم، وتزودهم بمحتوى معرفي يسهم في حصولهم على الدرجات العلمية التي تفتح له الآفاق المستقبلية.

وقد تكللت جهود الجامعة بشرف رعاية سيدي نائب خادم الحرمين الشريفين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان -رعاه الله-، وحضور أمير منطقة عسير صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن خالد بن عبدالعزيز -حفظه الله- يوم الأحد 21/11/1348هـ، حفل تخريج الدفعة الأولى من المشاركين والمرابطين في عاصفة الحزم وإعادة الأمل في الحد الجنوبي من طلاب الانتساب المطور بالجامعة، وذلك بمدينة الملك فيصل العسكرية بمحافظة خميس مشيط.

وتمثل تلك الرعاية الكريمة دعما معنويا لجنودنا الذين جمعوا بين شرف العلم وخدمة الوطن؛ فصاروا بذلك مضرب المثل لبقية أبناء هذا الوطن الذين يجعلون توجيهات خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز –حفظه الله- نبراسا يقودهم في حياتهم، ومن ذلك قوله -رعاه الله-: "إن التعليم في السعودية هو الركيزة الأساسية التي نحقق بها تطلعات شعبنا نحو التقدم والرقي في العلوم والمعارف"، وقوله -أيده الله-: "وجهنا بتطوير التعليم من خلال التكامل بين التعليم بشقيه العام والعالي، وتعزيز البنية الأساسية السليمة له بما يكفل أن تكون مخرجاته متوافقة مع خطط التنمية وسوق العمل".

ويشرفني وأنا أحد منسوبي جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، أن أرفع إلى نائب خادم الحرمين الشريفين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز-حفظه الله-، خالص الدعاء، وصادق الشكر وأتمه؛ لرعايته الكريمة التي تمثل دعماً لجهود الجامعة في خدمة الوطن وأهله وجنوده البواسل، ووسام فخر لمنسوبيها على رأسهم معالي المدير، عضو هيئة كبار العلماء الأستاذ الدكتور سليمان بن عبد الله أبا الخيل.

وأرفع إلى معالي مدير الجامعة، عضو هيئة كبار العلماء الأستاذ الدكتور سليمان بن عبدالله أبا الخيل خالص الشكر لدعمه ومؤازرته لمناشط الجامعة، والرقي بها؛ خدمة الدين والوطن وفق توجيهات ولاة الأمر رعاهم الله، ومن ذلك احتفال الجامعة بجنود الوطن وهم يحصدون ثمرة جهدهم برعاية كريمة من نائب خادم الحرمين الشريفين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان -رعاه الله-، وحضور أمير منطقة عسير صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن خالد بن عبدالعزيز حفظه الله.

وأسأل الله العلي أن يجزي خير الجزاء حكومتنا الرشيدة على رأسها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز– حفظه الله ورعاه-، ونائبه صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان، ولي العهد، نائب رئيس مجلس الوزراء، وزير الدفاع– حفظه الله ورعاه-؛ للجهود المباركة في خدمة الدين والوطن، وأن يتم عليهما نعمه ظاهرة وباطنه، ويمدهما بالصحة والعافية، ويعينهما على خدمة الإسلام والمسلمين، ويبارك في جهودهما، ويسدد آرائهما وأعمالهما وتوجيهاتهما على الخير، ويكتب لهما أجر جهودهما لخدمة الدين وصلاح الوطن وأهله.

كما أسأله سبحانه أن يحفظ علينا وطننا، ويديم علينا نعم الأمن والأمان والاستقرار والترابط تحت ظل قيادتنا الرشيدة، وأن يمد جنودنا بالعون والسداد والتوفيق، وأن يربط الله على قلوبكم، ويسدد رميكم، ويداوي جرحاكم، ويشفي مرضاكم، ويتقبل شهداءكم، ويثبت أقدامكم، وينصركم، ويردكم لنا ولأهليكم ولوطنكم سالمين غانمين، مكللين بالنصر والتمكين.

 

الدكتور محمد بن عبد الواحد المسعود

وكيل معهد خادم الحرمين الشريفين لدراسات الإعجاز العلمي في القرآن والسنة

وأستاذ الأدب المساعد في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية

--
22/08/1439 03:20 م
آخر تعديل تم على الخبر:
 

المحتوى المرتبط

بحث / ربط المحتوى

    عنوان المحتوى التاريخ