تخطي أوامر الشريط
التخطي إلى المحتوى الأساسي

 المسعود مجمع خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود للحديث النبوي الشريف يؤكد حرص قيادتنا الحكيمة على خدمة سنة المصطفى صلى الله عليه وسلم.

 
الدكتور محمد  المسعود  وكيل معهد خادم الحرمين الشريفين لدراسات الإعجاز العلمي في القرآن والسنة

حظيت السنة النبوية – على امتداد التاريخ الإسلامي- باهتمام المسلمين، وعنايتهم، لأنها تمثل المصدر الثاني للتشريع؛ ففيها بيان ما ورد في القرآن الكريم، وشرحه وتفصيله، والمراد منه كتبيين مجمل، أو تخصيص عام، أو تقييد مطلق، إلى غير ذلك مما أشارت إليه الدراسات في السنة النبوية.

والمتأمل في نصوص القرآن الكريم يجدها ترسخ تلك المنزلة العظيمة، وتؤكدها، قال تعالى:﴿ وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ ﴾، وقال تعالى: ﴿وَأَطِيعُواْ اللّهَ وَالرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ ﴾، وقال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللّهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً ﴾.

وقد تضمنت سير سلف الأمة - رحمهم الله- العديد من الشواهد التي تجلي أهمية السنة النبوية، وعلو منزلتها، وسمو مكانتها، قال الزهري: "كان من مضى من علمائنا يقولون: الاعتصام بالسنة نجاة"، وقال الشافعي: "كل ما سَنَّ فقد ألزمنا الله اتَّـبَاعَهُ، وجعل في اتباعه طاعته، وفي العدول عن اتباعه معصيتَه التي لم يعذر بها خَلْقا، ولم يجعل له من اتباع سنن رسول الله -مَخْرجا"، وقال شيخ الإسلام: "وكان من أعظم ما أنعم الله به عليهم، اعتصامهم بالكتاب، والسنة".

وقد هب العديد من علماء المسلمين إلى نيل شرف خدمة السنة النبوية بجمعها، ودراستها، وتمحيصها، وتعلمها، وتعليمها، بالاستعانة بالأدوات البحثية المتاحة في كل مرحلة من مراحل التاريخ الإسلامي، والإفادة من ذلك في تطوير العلوم المختلفة، ومنها: علوم اللغة العربية.

وفي العصر الحديث قيض الله تعالى لسنة نبيه دولة مباركة كريمة، حرص ولاة الأمر فيها على الاهتمام بالسنة النبوية وخدمتها، منذ عهد الملك المؤسس عبد العزيز بن عبدالرحمن آل سعود – طيب الله ثراه-، حتى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز - رعاه الله-، الذي تعاظمت في عهده الزاخر، أشكال العناية، وتنوعت مظاهر الاهتمام، ومنها: أمره بإنشاء "مجمع خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود للحديث النبوي الشريف"؛ الذي يؤكد حرص ولاة الأمر – رعاهم الله- على خدمة الإسلام ومصادر التشريع، وصيانتها، وتعاهدها بالرعاية والحماية من حيث الجمع والتصنيف والتحقيق، ودعم أسباب تعلمها وتعليمها، واستظهار ما تحمله من محتويات شرعية ومعرفية تسهم في نهضة الأمة الإسلامية وتطورها، وتمنحها أسباب التقدم والازدهار في العالم.

وسيسهم ذلك القرار المبارك في خدمة السنة النبوية بالإفادة من أداوت البحث العلمي في العصر الحديث، وما أنتجته التقنيات الحديثة، والبرمجيات المتعددة، وسيمتد ذلك الأثر إلى العديد من العلوم التي تدرس نصوص السنة النبوية كعلوم العربية - مثلا-؛ ذلك أن المجمع يمثل مرجعية علمية أصيلة، تضم نخبة من علماء الحديث الشريف في العالم، وبذلك سيتوافر للباحثين في علوم العربية الثابت الموثوق من السنة النبوية؛ ليقاربوا ما فيه من كنوز لغوية وأسلوبية وأدبية بأشكالها كافة.

وختاما أسأل الله تعالى أن يجزي ولي أمرنا خادم الحرمين الشريفين خير الجزاء لجهوده المتتابعة في خدمة الإسلام، ومصادر التشريع، تعلما وتعليما وتدارسا، وتتبعا لأسراره ومعجزاته، كما أسأله سبحانه أن يحفظ علينا ولاة أمرنا على رأسهم خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان، وأن يتم عليهما نعمه ظاهرة وباطنه، ويمدهما بالصحة والعافية، ويعينهما على خدمة الإسلام والمسلمين، ويبارك في جهودهما، ويسدد آراءهما وأعمالهما وتوجيهاتهما على الخير، ويكتب لهما أجر ما قدموه لنشر الدين وصلاح الوطن وأهله.

كما أسأله سبحانه أن يحفظ علينا وطننا، ويديم علينا نعم الأمن والأمان والاستقرار والترابط تحت ظل قيادتنا الرشيدة.


د. محمد بن عبد الواحد المسعود

وكيل معهد خادم الحرمين الشريفين لدراسات الإعجاز العلمي في القرآن والسنة

وأستاذ الأدب المساعد في كلية اللغة العربية بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية

--
22/08/1439 03:22 م
آخر تعديل تم على الخبر:
 

المحتوى المرتبط

بحث / ربط المحتوى

    عنوان المحتوى التاريخ