اختتاما لفعاليات ملتقى (نحو فكر واع) والذي يقام على شرف سعادة وكيلة الجامعة لشؤون الطالبات الدكتورة حنان بنت عبد الرحمن العريني بتنظيم من عمادة شؤون الطلاب ممثلة بوكالة شؤون الطالبات وبالتعاون مع وحدة الوعي الفكري يوم الخميس الموافق 1439/7/12هـ أقيمت ندوة بعنوان (شبكات التواصل الاجتماعي وأثرها على الأمن الفكري) في مبنى 324 القاعة الكبرى وبحضور عميدة مركز دراسة الطالبات د. موضي بنت إبراهيم الدبيان وعدد من وكيلات العمادات وأعضاء هيئة التدريس. حيث افتتحت الندوة سعادة د. العريني متحدثة عن الجانب الإعلامي مؤكدة بأن الإعلام ووسائله يعد من أقوى أدوات الاتصال العصرية، التي تعين الفرد على معايشة العصر والتفاعل معه، كونه جزءاً رئيساً في حياتنا اليومية. وذكرت سعادتها بأن الإعلام هو الأداة الفاعلة في بناء قناعات أفراد المجتمع وتوجهاتهم، ومعتقداتهم، وأنه صاحب الكلمة الفصل، في ظل انتشار الاتصال والمعلومات التي نشهدها كما أوضحت سعادة د. العريني بأنه لا يخفى على أحد أَّن الاعلام ووسائله المعاصرة المتنوعة تشكل مفصلاً مهما في تعزيز القيم المجتمعية الرائعة، وفي مقدمتها (الأمن الفكري) الذي صار ضرورة ملحة لتقدم المجتمعات ورقيها، حتى يعيش أهلها بطمأنينة، ووئام، ورفاهية، وسلام.
وذكرت سعادة وكيلة الجامعة خلال طرحها بأن وسائل الإعلام تعتبر من الأدوات الأساسية التي تلعب دورا مهمًا ومؤثرا في توجهات الرأي العام واتجاهاته، وصياغة مواقفه وسلوكياته. فالمؤسسات الإعلامية أصبحت من أكبر المؤسسات الاجتماعية والثقافية تأثيراً في نشر ثقافة التسامح ومحاربة التطرف، وصناعة الثقافة، وتشكيل الوعي. مؤكدة على الدور الذي ينبغي أن تقوم به المؤسسات الإعلامية في تعزيز الأمن الفكري ألا وهو التعريف بالفكر الإسلامي الصحيح الذي يوجه الشباب التوجيه السليم ويخدم بلادهم، ويفضح الفكر المتطرف المنحرف الذي يتوغل إلى نفوس الناشئة، من خلال رسم استراتيجية واضحة وقوية لتنمية ودعم الأمن الفكري لتتحقق الطموحات في توفير الأمن والمسارعة في وضع الإجراءات الوقائية، ومتابعة المتغيرات والصراعات الخارجية إقليمياً وعالمياً مصحوبة بالجاهزية، والاستعداد لعلاج المشاكل والأزمات التي تهدد الأمن الفكري، ثم اختتمت سعادتها مؤكدة بأن الحاجة للأمن الفكري تزداد وتستوجب الاهتمام في مثل هذا الأمر، حيث أنّ المجتمعات المعاصرة تعاني دون استثناء ظواهر الغلو والتطرف والذي بات يهدد أمن المجتمعات واستقرارها.
بعد ذلك تحدثت فضيلة الدكتورة نادية بنت إبراهيم النفيسة عن الجانب الشرعي لشبكات التواصل الاجتماعي ودورها في نشر المعرفة وخدمة الدين وتعزيز دور المواطنة والتواصل بين الشعوب بمختلف توجهاتها الحضارية متجاوزة الحدود السياسية والجغرافية مما أدى إلى تغير أنماط التفكير والتوجهات والاعتقادات والقناعات ثم ذكرت فضيلتها الخطر الذي يهدد المجتمعات في زعزعة العقيدة والتشكيك في الإيمان ووحدانية الله عز وجل مما أسهم في نشر الإلحاد وتشويه العبودية التي خلق الخلق لأجلها (وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون) ثم بينت المعاني اللغوية والاصطلاحية لمصطلحات الأمن والفكر حيث خلصت إلى أن الأمن الفكري هو المحافظة على سلامة الأفكار والمعتقدات الصحيحة لدى الأفراد .
وذكرت د. النفيسة بأن وسائل التواصل الاجتماعي ساهمت في تفكيك المجتمعات ونشر الإرهاب والتطرف وسيطرة القلق على مدمني هذه الشبكات مما أدى إلى انتشار الجريمة والتحريض على وحدة الأوطان واختلال الترابط الأسري والمجتمعي، ثم ذكرت فضيلتها أساليب تعزيز الوعي الفكري لدى الطالبات من خلال التأصيل الشرعي وترسيخ مفاهيم السمع والطاعة لولاة الأمر وكيفية التعامل مع المخالف والمنحرف فكريا، كما اعتنت بتوضيح أساليب نشر مبدأ الوسطية والاعتدال مبينة سمات التطرف والإرهاب، واختتمت فضيلتها بالتأكيد على أهمية رفع مستوى وعي الفرد بأثر وسائل التواصل الاجتماعي على الأمن الفكري والآلية المثلى للتعامل معها مؤكدة أن أهمية الأمن الفكري تأتي من كونه يستمد جذوره من عقيدة الأمة ومسلماتها.
ثم تحدثت سعادة وكيلة عمادة تقنية المعلومات الدكتورة سارة بنت عمر الحمود عن الجانب التقني وأثره في مجال الوعي الفكري مستعرضة التاريخ لوسائل التواصل الاجتماعي منذ بدئها حتى يومنا هذا ثم ذكرت عددا من الأمثلة على وسائل التواصل المستخدمة في المملكة بحسب الأولوية في ارتفاع نسبة الاستخدام بين الجنسين ذكورا وإناثا مبينة المفهوم الدقيق للأمن الالكتروني وحفظ الضرورات الخمس ألا وهي "الدين، النفس، العقل، العرض المال" والأضرار الخمس وهي "التنمر ، الافتراس، الإدمان، الاختراق، الاصطياد" ثم استعرضت د. الحمود الهندسة الاجتماعية وأساليب التلاعب النفسي بالأشخاص للقيام بأعمال مسيئة أو الكشف عن معلومات سرية مع طرح العديد من التطبيقات التي تعمل على حفظ المستخدمين، مؤكدة على العقوبات الرادعة للجرائم المعلوماتية وسهولة التبليغ عنها بتطبيق أبشر وحثت سعادتها على أهمية الاستخدام الآمن للجميع وخاصة الأطفال كما أعلنت عن تبني العمادة للعديد من الخدمات لإدارة أمن المعلومات وبرامج التوعية بها من خلال الرابط https://infosec-aware.imamu.edu.sa
بعد ذلك تحدثت وكيلة عمادة شؤون الطلاب لشؤون الطالبات د. مها بنت عبد الله الهدب عن مزالق الأخطار الفكرية من خلال تقديم التعليم المبني على الكتاب والسنة بفهم سلف الأمة والعناية بمصادر التلقي والرجوع إلى أهل الرسوخ في العلم مؤكدة بأن جميع محاور هذه الندوة والمحاضرات التي سبقتها وذلك منذ يوم الاثنين حتى الخميس والتي شاركت فيها د. العنود اليحيى ود. صفاء مليباري ود. حياة الصبياني لتغذية المحور التأصيلي الشرعي والمحور الإعلامي والتقني من خلال الفضاء المعلوماتي الواسع مؤكدة أن هذا الملتقى إنما قدم من أجل جيل واع محب لدينه ووطنه، متسلح بالعلم الشرعي المستمد من الكتاب والسنة لتحصين الأفكار من المنزلقات والأخطار.