الحديث عن الوطن في ذكري اليوم الوطني التسعون لهذه البلاد المباركة حديث ذو شجون، وحديث محبب للنفس، كيف لا يكون هكذا، ونحن نتحدث عن يوم الوفاء لبلاد الحرمين الشريفين أعزها الله، وأدام عليها الأمن والاستقرار. وحيث إن هناك الكثير مما يقال عن يوم الوطن؛ فسوف اتحدث عن مجموعه من المحاور علي سبيل المثال لا الحصر
المحور الاول: أثر اهتمام قادة المملكة ببناء الإنسان السعودي وتنمية هويته الوطنية وتعزيز شخصيته المميِّزة له.
المحور الثاني: سمات الشخصية السعودية وخصائصها ومقومات تميزها
المحور الثالث: عوامل استمرار هذه السمات وتماسكها
المحور الرابع: سبل تعزيز الشخصية السعودية في ضوء رؤية المملكة 2030،
المحور الخامس: القيم الإيجابية المطلوبة من جيل المستقبل تجاه تعزيز الشخصية السعودية، والحفاظ على سلامتها من الأخطار والمهددات.
وأسال الله التوفيق والسداد في القول والعمل،
المحور الأول : أثر اهتمام قادة المملكة ببناء الإنسان السعودي وتنمية هويته الوطنية وتعزيز شخصيته المميِّزة له: ويبرز هذا الاهتمام فيما يحظى به التعليم من اهتمام كبير ودعم متواصل منذ تأسيس المملكة العربية السعودية الرسمي عام 1351هـ، حيث إن التعليم هو الاستثمار الأول في الإنسان، وبناء المواطن المؤمن بدينه، الحريص على رقي مجتمعه وأمته من خلال العلم والمعرفة. و التعليم يعد واحداً من أبرز القطاعات التي حظيت بعناية خاصة منذ عهد المؤسس وأبنائه الملوك سعود وفيصل وخالد وفهد وعبدالله - , رحمهم الله-، حتى عهدنا الحالي بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز حفظة الله، حيث أولوا جل اهتمامهم ورعايتهم للتعليم، بوصفه ركيزة مهمة من الركائز التي تعتمد عليها الدولة في تحقيق التقدم، ومواكبة التطورات العلمية والتقنية في العالم، إن مشاريع التعليم في هذا العصر حظيت باهتمام خاص من قبل خادم الحرمين الشريفين، وإن المراقب لها يدرك أن الاهتمام جاء نتيجة لرؤية واضحة لدى الملك، نمت لتكون هاجساً أصبح ملازما للتفكير في خطة التنمية التي تعتبر على قمة الأولويات، ونتيجة لهذا الاهتمام بـ "التعليم" زادت أعداد المدارس في المملكة على ما كانت عليه قبل سنوات قليلة، وقد حظيت مسيرة التعليم بخطوات متسارعة إلى الأمام والمملكة بلاد هيأ الله لها قيادة مخلصة تنتمي إلى أرض الجزيرة العربية، عاشت وحدة وتضامناً كنموذجين رائعين، صنعهما الملك المؤسس عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود - رحمه الله - فآذنت ببداية عهد جديد تحقق فيه توحيد المملكة العربية السعودية رسمياً في عام 1351هـ، وجاء الأول من الميزان الموافق 23 سبتمبر يوماً من الأيام المضيئة لهذه البلاد المباركة. ومن المناسب في يومنا الوطني أن تدرك الأجيال أن التعليم قد حظي باهتمام كبير، ودعم متواصل منذ عام التأسيس الرسمي 1351هـ، وحتى الوقت الحاضر، أن التعليم هو الاستثمار الأول في الإنسان وبناء المواطن المؤمن بدينه، الحريص على رقي مجتمعه وأمته من خلال العلم والمعرفة، وركيزته الأساسية في تقدم الشعوب، ومواكبة التطورات لبناء الوطن. إن الجميع يعلمون مدى الاعتمادات المالية لبرامج التطوير الهادفة إلى إحداث نقلة تعليمية تواكب التسارع المعرفي وثورة المعلومات في العالم.
الاستثمار في الانسان كان ولازال هو الخيار الأول لدى قادة هذه البلاد المباركة؛ حيث تُخصص ميزانيات كبيرة للتعليم في جميع المراحل لبناء إنسان منتج وفعال.
ونحن هنا في إحدى معاقل العلم والتعلم: جامعه الإمام، التي تحظى بالكثير من الدعم في ضل القيادة الحكيمة التي لا تبخل على المواطن بأي شيء يطور فيه ويبدع ويسابق الآخرين في التقدم والعلم بحول الله.
المحور الثاني - سمات الشخصية السعودية وخصائصها ومقومات تميزها
1-أبرز سمه تميز الشخصية السعودية هي الإيمان الراسخ بالله تعالى، والاعتزاز بالدين الإسلامي الحنيف فالسعودية هي مهبط الوحي وبلاد الحرمين الشريفين ولذا لا غرابة أن تكون إحدى سمات المواطن السعودي الايمان الراسخ وصفاء العقيدة.
المملكة العربية السعودية هي مهبط الوحي وجميع أنظار العالم تتجه لهذا البلاد المباركة ولذا يجب أن نكون قدوة في التصرف وتعكس سماحه هذا الدين بالقول والفعل. إن من واجبنا نحو هذا الوطن والقيادة المباركة أن نلتف حول القيادة لتحقيق ازدهار وخير هذه البلاد. طاعة ولي الأمر من الأمور التي يحث عليها الدين الإسلامي، ولذا يجب أن نكون القدوة في هذا.
2 – سمة التزام الوسطية والاعتدال، المنطلقة من المنهج السعودي الذي لا يقبل الغلو ولا التطرف كما أشار اليه سمو ولي العهد حفظه الله في أكثر من مناسبة.
السعودية هي مهبط الرسالة والوحي، وقادة هذه البلاد المباركة يتميزون بتطبيق الشريعة الإسلامية السمحة قولاً وفعلاً ولذا علينا الالتزام بتعاليم الدين الإسلامي دون إفراط ولا تفريط.
3- سمة من سمات المجتمع السعودي؛ السمع والطاعة لولاة الأمر والالتفاف حولهم، منطلقين من العقيدة الصحيحة التي تقوم على السمع والطاعة لولاة الامر حفظهم الله، وهذا ما يعزز الأمن والاستقرار في هذه البلاد المباركة والحمد الله.
4-سمة امتثال القيم الإسلامية والوطنية، وصدق الانتماء للوطن، وهذا الامتثال ليس مستغرب على أبناء هذا الوطن المبارك، وطن التوحيد ومهبط الوحي.
5-سمة الحفاظ على الهوية والفخر بالموروث، المواطن السعودي يملك مخزوناً من العادات والقيم التي توارثها عبر الأجيال وهي متجذرة في أخلاقه وقيمه، وراسخة وثابته في تعاملاته.
6-سمة نبذ الفرقة والغلو والتطرف والإرهاب: بفضل الله وتوفيقة يتميز المواطنون السعوديون بالالتفاف حول القيادة، ويتميز السعودي بنمط فريد من الحب لقيادته ووطنه نابع من تعاليم الدين الاسلامي الحنيف.
7- تتميز الشخصية السعودية بنمط فريد يتمركز حول البعد عن التفريط والجفاء، والانطلاق نحو تحقيق النجاح المحفز للبناء والإتقان.
8- يتميز السعودي بالأخذ بأسباب التقدم ومواكبة روح العصر، وتقديم صورة جميلة عن الوطن وحسن تمثيله في الخارج. وهذا ما نلحظه من أبناء هذا الوطن المبارك
المحور الثالث: عوامل استمرار هذه السمات وتماسكها ومنها
1-الالتزام بالعقيدة الصحيحة ونهج الوسطية
والاعتدال والثبات على المنهج الوسطي الصحيح دون إفراط ولا تفريط.
2-والاعتزاز بالنهج السعودي المبارك وهذا ما نلحظه من تعبير المواطنين بحبهم للوطن والملك وولي العهد حفظهم الله.
3-والحفاظ على الوحدة الوطنية وقوة تماسكها، حيث تمثل السعودية ومواطنوها منهجاً متميزاً في هذا المجال ولله الحمد.
4-العناية باللغة العربية كرمز للهوية؛ كيف لا وهي لغة القران الكريم.
5-الحرص على استدامة المودة والتسامح والإخاء في المجتمع فالشخصية السعودية شخصية متسامحة محبة للخير.
6-التصدي للأخطار والمهددات كالغلو والتطرف والانحراف؛ فالجميع ينبذ الغلو والتطرف في كل فعل أو سلوك.
المحور الرابع: سبل تعزيز الشخصية السعودية في ضوء رؤية المملكة 2030: تزخر وثائق الرؤية التي صنعها مبدع السياسة ومهندس الرؤية سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بمضامين كثيرة تؤكد علي هويه المواطن وانجازه وتمسكه بالقيم الصحيحة حيث تنطلق الرؤية من المواطن وتعود له، ولا يتسع المجال للحديث عنها، ويكفي قول مهندس الرؤية: إنه من جيل الشباب ولديه القناعة بقدرات المواطن لإحداث التغير المطلوب في هذه البلاد المباركة؛.....مجتمع حيوي واقتصاد مزدهر ووطن طموح هذه بنود الرؤية التي ينطلق منها هذا المجتمع المبارك.
المحور الخامس: القيم الإيجابية المطلوبة من جيل المستقبل تجاه تعزيز الشخصية السعودية، والحفاظ على سلامتها من الأخطار والمهددات.
الشباب هم عماد المستقبل، وهم وقود المجتمعات نحو الأفق الواسع ومن المتوقع من الشباب في هذه البلاد المباركة التمسك بعقيدتهم الإسلامية الصافية دون غلو أو تطرف والالتفاف حول القيادة المباركة، وتذكر أن الحفاظ على مكتسبات هذا الوطن المبارك وطن التوحيد والرسالة؛ هي أمانة في عنق كل مواطن مهما كان موقعه. حفظ الله خادم الحرمين الشريفين وولي العهد الأمين من كل سوء وأدام على هذه البلاد التوفيق والسداد آمين. وختاما أسال الله للجميع التوفيق والسداد والسلام عليكم ورحمه الله وبركاته