نحتفي هذه الأيام باليوم الوطني الرابع والتسعين للمملكة العربية السعودية، هذا الوطن العظيم الذي أرسى دعائمه الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود رحمه الله، حيث أسسه على شريعة الله، رايته التوحيد، ودستوره الكتاب والسنة، حتى عم الأمن والأمان أرجاء البلاد. ولقد واصل من بعده أبناؤه البررة مسيرة بناء الدولة وتطويرها بقيادتهم الحكيمة وبمساندة من شعب محب لقادته، إلى أن أصبحت بلادنا دولة متقدمة ذات تأثير فاعل على كافة المستويات الإقليمية والدولية.
إن هذه المناسبة الغالية على قلوبنا فرصة سانحة لنا لأن نتذاكر النعم العظيمة التي تحققت بتأسيس هذه الدولة المباركة ونرويها لأبنائنا وبناتنا وطلابنا وطالباتنا. نروي لهم رحلة توحيد البلاد وانتشار الأمن فيها، وكيف توالت الإنجازات لهذه البلاد في شتى المجالات حتى أصبحت واحدة من أهم عشرين دولة في العالم، وهي قائدة العالم الإسلامي، وقد نال قادتنا شرف خدمة الحرمين الشريفين، وجعلوا من أولى أولوياتهم خدمة الحجاج والمعتمرين، فشهد الحرمين الشريفين أكبر توسعة لهما على مر التاريخ. إضافة لذلك فقد ساهمت بلادنا في دعم القضايا الإسلامية في المحافل الدولية، وقد كان لها السبق في تقديم الدعم للمتضررين من الكوارث والحروب. ولإيمان قادتنا المباركين بأهمية البناء العلمي للإنسان ولأن التعليم ركيزة مهمة في بناء المجتمعات فقد جعلوا له أهمية خاصة وعناية فائقة، فبالإضافة إلى التطور في هذا المجال داخل المملكة العربية السعودية، فقد بُذلت جهود عظيمة في خدمة التعليم في شتى أنحاء العالم، حيث أُسست معاهد في عدد من البلدان لتعليم اللغة العربية والدراسات الإسلامية بالمنهج الوسطي المعتدل، ومن ذلك افتتاح عدد من المعاهد في مناطق متعددة من جمهورية إندونيسيا، وفي دولة جيبوتي، إضافة لذلك أُنشئت مؤسسات متخصصة في خدمة اللغة العربية مثل مجمع الملك سلمان العالمي للغة العربية، كما خصصت دولتنا المباركة مقاعد للطلاب والطالبات الدوليين في عدد من جامعات المملكة.
إن استذكار ما تحقق لبلادنا من منجزات وما تبذله من مساهمات رائدة في شتى المجالات وعلى مختلف الأصعدة يقودنا أولا لحمد الله وشكره على ما نحن فيه من نعم عظيمة، وأن يستشعر كل منا واجبه تجاه نمو وازدهار هذا الوطن الرائع، ولنواصل جميعاً رحلة البناء التي بدأها قادتنا وأجدادنا، حتى أصبحنا بفضل من الله عز وجل ثم بجهود ولاة أمرنا المخلصين نحلم ونحقق، ونسعى وننجز.
وبهذه المناسبة أرفع أسمى التهاني والتبريكات لمقام خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز ولعضيده مهندس الرؤية ولي عهده الأمين رئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان حفظهما الله ولكافة الشعب السعودي النبيل داعياً الله أن يحفظ بلادنا وأن يديم عليها الأمن والاستقرار والنمو والازدهار.