الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحيه ومن والاه أما بعد:
فإن من أعظم نعم الله تعالى علينا إنعامه بهذا الوطن الغالي حيث اختاره الله ليكون فيه أول بيت وضع للناس، واختاره ميلاداً ومبعثاً لخاتم النبيين وإمام المرسلين، ثم اختار فيه مهاجَر نبيهِ الله ﷺ وموضع مسجده ﷺ، وأنعم عليه بقيادة رشيدة جعلت الكتاب والسنة دستوراً، والوسطية والاعتدال منهجاً، والتسامح والتعايش مسلكاً، مع الحفاظ على الثوابت الدينية والقيم الأخلاقية.
كما جعلت المواطن في أعلى هرم اهتمامها وعنايتها فأثمر ذلك تميز الوطن والمواطن أمناً واقتصاداً ورفاهية وغير ذلك من المجالات والأنحاء.
إن النعم التي أنعم الله بها على المملكة العربية السعودية منذ تأسيسها على عهد الملك المؤسس عبد العزيز بن عبد الرحمن الفيصل آل سعود، ثم في عهد أبنائه البررة رحمهم الله، إلى هذا العهد المبارك عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز حفظه الله ورعاه وولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان حفظه الله وأيدّه والتي نشهد لها في كل يوم مزيداً ولله الحمد والمنة لتوجب علينا مقابلتها بشكر الله تعالى، وإخلاص العبادة له، وامتثال أمره واجتناب نهيه.
كما توجب علينا صدق الدعاء والثناء على ولاة أمورنا فمن لا يشكر الناس لا يشكر الله، وجمع القلوب عليهم، ونشر محاسنهم والتذكير بالدعاء لهم، والوفاء لهم بكل ما تقتضيه البيعة لهم من السمع والطاعة والنصح والولاء.
كما تقتضي من كل مواطن ومواطنة أن يبذل الغالي والنفيس في سبيل الحفاظ على هذا الوطن، وحمايته والدفاع عنه، وخدمته والإسهام في رقيه وتطويره كلٌّ بحسب الثَّغر الذي أوكل إليه الحفاظ عليه والرباط فيه.
حمى الله الوطن، وحفظ الله القيادة السعودية، وأدام عزها في خدمة الإسلام والمسلمين.