تخطي أوامر الشريط
التخطي إلى المحتوى الأساسي

 كلمة عميد معهد العلوم الإسلامية والعربية في اندونيسيا

الدكتور/ وليد بن عبدالله العثمان

​    يُعد يوم التأسيس السعودي محطة تاريخية تجمع بين عبق الماضي وإشراقة الحاضر، فهو ليس مجرد يوم احتفالي، بل هو مناسبة لتجديد الولاء للوطن وقيادته والاعتزاز بالمسيرة الحافلة بالإنجازات التي حققتها المملكة. يمثل هذا اليوم ذكرى انطلاق مسيرة البناء والتطور التي بدأت منذ تأسيس الدولة، وما زالت المملكة تُواصل تحقيق النجاحات في شتى المجالات.

    

 استطاع القادة والأجداد أن يؤسسوا لنهضة حضارية ترتكز على قيم الوحدة والإخاء. فقد ترك التاريخ السعودي بصمة واضحة من خلال المواقع التراثية والمراكز التاريخية التي تُعد شاهدًا حيًا على عراقة الهوية السعودية. إن هذا الإرث الثقافي الغني يُشكل حجر الزاوية في بناء هوية وطنية فريدة، ويُحفز الأجيال الحالية على الاعتزاز بالماضي والمضي قدمًا نحو مستقبل واعد.

    

 لقد واصل رجالات هذا الوطن المبارك رحلة البناء وتظافرت جهودهم لمواصلة العطاء حتى أصبحت بلادنا رمزا يحتذى به، وأنموذجا يُتطلع لتطبيقه. فقد شهدت المملكة تحولات اقتصادية جذرية أسهمت في تنويع مصادر الدخل وتخفيف الاعتماد على النفط، وذلك في إطار رؤية 2030 الطموحة. فقد تم تنفيذ مشروعات استراتيجية ضخمة في مجالات النقل والاتصالات والطاقة، ما أسهم في تحسين البنية الأساسية وخلق بيئة استثمارية جاذبة. ساهمت هذه السياسات الاقتصادية الحديثة في تعزيز الاقتصاد الوطني وتوفير فرص عمل جديدة، مما جعل المملكة مركزًا حيويًا للتجارة والاستثمار في المنطقة.

    

 كما استثمرت المملكة العربية السعودية بشكل كبير في مجال التعليم والبحث العلمي والتقدم التكنولوجي، لتصبح اليوم من الدول الرائدة في التعليم فقد أصبحت مقصدا لطلاب العلم من شتى بقاع العالم، وخصصت منحا دراسية للراغبين في الدراسة في جامعاتها المتميزة. كما أصبحت من الدول ذات السبق في تبني الابتكار الرقمي، حيث أَطلقت خدمات حكومية إلكترونية متطورة، ساهمت في تسهيل التعاملات الإدارية وتحسين جودة الخدمات المقدمة للمواطنين والمقيمين. كما دُعمت المشاريع الناشئة من خلال إنشاء حاضنات ومراكز ابتكار تكنولوجية تُحفز على تطوير حلول ذكية تسهم في دفع عجلة النمو الاقتصادي وتطوير بيئة العمل.

  

   إن يوم التأسيس السعودي ليس مجرد احتفال تاريخي يُستذكر فيه الماضي العريق، بل هو مناسبة لاستعراض الإنجازات المتعددة التي تحققت بقيادة فذة من حكام مُلهمين ورجال مخلصين، هذه الإنجازات تشكل لبنة أساس في مواصلة البناء لمستقبل زاهر. لقد سطرت المملكة العربية السعودية بقيادتها الحكيمة قصة نجاح أضحت مصدر إلهام لكل من يسعى لتحقيق التقدم والازدهار. وبينما نستذكر هذه الإنجازات بفخر، نسعى بكل جد واجتهاد لتحقيق مستقبل أكثر إشراقًا وتطورًا، معتمدين على الله عز وجل أولاً، ثم توجيهات حكومتنا الرشيدة بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وولي عهده الأمين رئيس مجلس الوزراء الأمير المُلهم محمد بن سلمان بن عبدالعزيز حفظهما الله وسددهما.​

--
22/08/1446 08:17 م
آخر تعديل تم على الخبر:
 

المحتوى المرتبط

بحث / ربط المحتوى

    عنوان المحتوى التاريخ