"يوم التأسيس السعودي: إرث عريق ورؤية قيادية"
الحمد لله الذي وهب هذه البلاد عزًّا وتمكينًا، وجعلها مهبط الوحي ومهوى أفئدة المسلمين، والصلاة والسلام على خير من وطئت قدماه الثرى، نبينا محمدٍ وعلى آله وصحبه أجمعين.
نحتفي اليوم بذكرى يوم التأسيس السعودي، هذا اليوم المجيد الذي يعيد إلى الأذهان تاريخًا عريقًا وإرثًا خالدًا، حيث أرسى المؤسس الإمام محمد بن سعود - رحمه الله - في عام 1139هـ (1727م) دعائم الدولة السعودية الأولى، التي قامت على ركائز متينة من العقيدة الصافية والوحدة والاستقرار مما جعلها منارةً للعالم الإسلامي وركيزةً للأمن في المنطقة.
تأسست هذه الدولة المباركة بفضل رؤية قيادية حكيمة أدركت حاجة الأمة إلى الوحدة، وانطلقت من ثوابتها الإسلامية، محافظةً على كرامة الإنسان، محققةً للعدل، ناشرةً للعلم، وهو النهج الذي استمر حتى توحيد المملكة العربية السعودية على يد الملك الموحد عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود - طيب الله ثراه - الذي أكمل مسيرة البناء والتوحيد، فجعل من هذه الأرض الطيبة وطنًا يفاخر به أبناؤه.
وإننا في هذا اليوم إذ نستذكر تلك اللحظة التاريخية العظيمة، فإننا نستشعر مسؤوليتنا تجاه هذا الإرث العظيم، وندرك أن العلم والمعرفة كانا ولا يزالان من أعمدة نهضة هذه البلاد. فقد كانت الكتاتيب والمساجد منارات العلم الأولى، واليوم تسير مكتباتنا في الجامعات والمؤسسات التعليمية على ذات النهج، لتكون حاضنةً للمعرفة، ومنصةً للإبداع والابتكار، تسهم في تحقيق مستهدفات رؤية المملكة 2030، التي ترسم لنا مستقبلاً واعدًا في ظل قيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وسمو ولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان - حفظهما الله.
إن فخرنا بهذا الوطن لا يقتصر على ماضيه العريق، بل يمتد إلى حاضره الزاهر ومستقبله المشرق، حيث تتوالى الإنجازات في مختلف المجالات، من الاقتصاد إلى التقنية، ومن التعليم إلى البحث العلمي، ومن التنمية إلى الريادة العالمية، مما يجعلنا جميعًا مسؤولين عن مواصلة هذا الإرث العظيم، كلٌّ في مجاله، وفاءً لهذا الوطن وقيادته الحكيمة.
نسأل الله أن يحفظ المملكة العربية السعودية، وقيادتها الرشيدة، وأن يديم عليها الأمن والأمان، وأن يجعلنا جميعًا ممن يسهم في رفعتها ونهضتها.